مفهوم رياضة المعاقين في علم الاجتماع الرياضي:
إن رياضة المعاقين واجهت نقص بالاهتمام وعدم تكافؤ الفرص في المشاركة في المسابقات الرياضية المناسبة لهم، كما أحيطت رياضة المعاقين عبر التاريخ خاصة في دول أوروبا وأمريكا ببعض المعتقدات والأوهام الخرافية والخوف من تحمل المسؤولية، حيث تعود نشأة رياضة المعاقين إلى الحرب العالمية الثانية والفترات التي بعدها، حيث تم الملاحظة وجود الخمول والكسل وفقدان الثقة بالنفس الذي يعاني من مرضى الشلل من مصابين الحرب والمقيمين بالمستشفى دون أي نشاط رياضي حركي.
كما كانت فكرة إنشاء الألعاب الرياضية عام 1948م؛ لكي يتم مساعدة الأفراد المعاقين على استعادة معنوياتهم وتوازنهم النفسي وتوازنهم الجسمي، حيث ذلك حتى يمكن إدماجهم في المجتمع الرياضي من جديد، من خلال ألوان النشاط الرياضي الحركي التي تتناسب قدراتهم البدنية والحركية التي أوصلتهم الإصابة إليها.
حيث اقتصرت الألعاب الرياضية في بدايتها على الرماية بالقوس والسهم من فوق الكرسي ذي العجلات، حيث اشترك فيها جنود وضباط الجيش البريطاني المقعدين، كما أحدثت التغيرات الاجتماعية خاصةً التي حدثت عند انتهاء الحروب تغيرات في نظرة المجتمعات واتجاهاتهم نحو اللاعبين المعاقين، حيث أنّ ذلك باعتبارهم أفراداً قاموا بالتضحية بأنفسهم وتمت إصابتهم بالعاهات في سبيل الدفاع عن أوطانهم، حيث أنّ هذا الأمر جعل المجتمع يشعر بالتعاطف والجنية معهم والميل إلى تكريمهم.
كما أن تطور أساليب العلاج الطبيعي، الطب الرياضي، النهوض بحركة التأهيل البدني وتطور أجهزة التعويض، قد ساعدت كثيراً بالارتقاء برياضة المعاقين، وذلك فضلاً عن ظهور تشريعات اجتماعية ودستورية خاصةً بالمعاقين كرد فعل اجتماعي للقيام بالتعاطف معهم، بالإضافة إلى إسهام الفكر التربوي الحديث الذي أصبح ينظر إليهم كمواطنين لهم حقوق وواجبات ولا ينقصهم إلا التكيف والاندماج مع الأفراد المجتمع الرياضي والمجتمع بأكمله.
كما تطورت المسابقات الخاصة برياضة المعاقين على مختلف المستويات، سواء كلنت مستويات محلية أو مستويات إقليمية أو مستويات دولية إلى أن استقر الأمر على إقامة دورة ألعاب رياضية خاصة بالمعاقين تكون موازية، وإقامة الدورات الألعاب الرياضية على المستوى القاري تخصص للرياضيين المعاقين من أبناء القارة، كما أنه لم تتخلف التربية البدنية باعتبارها نظام تربوي عن تقديم خدمات تربوية إنسانية ذات طبيعة تكيفية للأطفال المعاقين؛ حيث أنّ ذلك من أجل إغناء حقيقي لخبراتهم الحركية ومن أجل رفع روحهم المعنوية ومعاونتهم على استرجاع ثقتهم بأنفسهم.