اقرأ في هذا المقال
مفهوم السلوك التنظيمي في علم الاجتماع الرياضي:
السلوك التنظيمي في علم الاجتماع الرياضي: وهو مواقف وسلوك الأفراد الرياضيين سواء كانوا لاعبين أو مدربين أو أفراد إداريين في المنظمة الرياضية أو داخل الجماعات الرياضية، حيث أنه هو الجزء من المعارف والمعلومات الأكاديمية التي تهتم بوصف وتفهم وتنبؤ وضبط السلوك الإنساني والحركي في المجتمع الرياضي.
كما يعرف السلوك التنظيمي بأنه هو العلم الذي يدرس الآثار الناتجة عن الأفراد الرياضيين أو الجماعات الرياضية أو الهيكل التنظيمي على حركة الأفراد الرياضيين في المنظمات الرياضية، بهدف الانسجام وترتيب تلك المتغيرات؛ وذلك لتحسين الكفاءة وطبيعة الأعمال التنظيمية، وأيضاً هو العقل الاجتماعي الذي يهتم بدراسة سلوك وميول وآراء الأفراد الرياضيين العاملين في المنظمات الرياضية مع بيان تأثير مختلف المنظمات، سواء كانت رسمية أو غير الرسمية على إدراك وأحاسيس الأفراد الرياضيين العاملين وتأثير المجتمع الرياضي على المنظمة الرياضية وقواها البشرية وأهدافها، مع بيان تأثير الأفراد العاملين على أنظمة التنظيم الرياضي وكفاءته.
كما أن مجال السلوك الرياضي التنظيمي يعمل على تغطية ناحيتين ضروريات، وهما (مصادر السلوك الإنساني الرياضي في الملاعب الرياضية باعتبارهم أفراد وجماعات، وكيفية العمل على استخدام المعارف لمساعدة الأفراد الرياضيين على أن يصبحوا أكثر رضا في منظمات العمل الرياضي)، حيث يتم تحديد ميادين السلوك الرياضي التنظيمي وأبعاده الأساسية من خلال عدة عوامل، ومنها (التأكيد على كيفية تكوين العلاقات الاجتماعية السببية، الولاء والتعهد للتغيير الاجتماعي، اهتمام المجتمع الرياضي بالأفراد الرياضيين، الاهتمام بالفعاليات الإنسانية والتنظيمية، استخدام البحوث والأساليب كمية).
ويمكن تعريف السلوك الإنساني والتنظيمي بأنها هي المحاولة الكلية لفهم سلوك الأفراد الرياضيين في المنظمة الرياضية أو المنشأة الرياضية، سواء كانوا جماعات صغيرة أو جماعات كبيرة كوحدة اجتماعية شاملة ذات طبيعة متكاملة، وكذلك تفاعل هذه المنظمة الرياضية مع مجتمعها الرياضي الخارج والمؤثرات والعوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ومع سلوك الأفراد الرياضيين العاملين بها، وما يحملونه من مشاعر واتجاهات ومواقف ودوافع وميول؛ أي بمعنى أن السلوك الإنساني والتنظيمي هو عبارة عن تفاعل المتغيرات الإنسانية مع سلوك المنظمة الرياضية.
وبالتالي السلوك الرياضي التنظيمي يُعبّر عن حركة الأفراد الرياضيين داخل المنظمة الرياضية؛ ويقصد بالسلوك ردود فعل التي يصدرها الفرد الرياضي بعد اتصال حركته بأفراد آخرين أو اتصاله بالمجتمع الرياضي الخارجي المحيط به، حيث تتمثل ردود الفعل التي يصدرها الفرد الرياضي في العمل الحركي أو التفكير أو السلوك الحركي أو المشاعر، أو الإدراك.
كما يُعبّر السلوك الرياضي التنظيمي عن سلوك وأداء الأفراد الرياضيين العاملين في المنظمة، وذلك باعتبار أن مجتمع المنظمة لها تأثير كبير ومتكامل على سلوك وتصرفات الأفراد الرياضيين العاملين في المنظمة، كما يجب إدراك حركة الأفراد الرياضيين العاملين في المنظمة الرياضية، ويشمل ذلك (أسلوب التفكير وإدراك العاملين الرياضيين، شخصياتهم، دوافعهم وميولهم للعمل، رضاهم الوظيفي، اتجاهاتهم وقيمهم، وكذلك ممارستهم كأفراد الرياضيين أو جماعات رياضية، كما يجب تفاعل هذا السلوك مع المجتمع الرياضي المحيط بالمنظمة؛ وذلك لإنجاز أهداف وغايات كل من العاملين والمنظمة في نفس الزمن.
حيث يجب العمل على التمييز بين نوعين من سلوك الأفراد الرياضيين، وهما (السلوك الفردي والسلوك الجماعي)، ويقصد بالسلوك الفردي هو السلوك الحركي الذي يمارسه فرد رياضي واحد، أما بالنسبة إلى السلوك الجماعي هو السلوك الذي يتمثل في علاقة الفرد الرياضي مع أفراد الجماعة الرياضية أو المنظمة الرياضية.
كما أن السلوك الرياضي التنظيمي ليس علماً بالمعنى المعترف به؛ أي بمعنى ليس علم اجتماعياً ورياضياً مستقلاً، وليس له حقل اجتماعي ورياضي ومعرفي خاص به، كما أنه لا يجهز أفراداً رياضيين يتميزون بمستقبل رياضي وتنظيمي خاصه به.
أهمية السلوك التنظيمي في علم الاجتماع الرياضي:
يساعد السلوك الرياضي التنظيمي على التعرف على العوامل والأسباب التي تؤدي إلى السلوك الرياضي الفردي، والتنبؤ بهذا السلوك في زمن المستقبل في حالة توفرت الأسباب والعوامل، فمعرفة المبادئ العلمية للدافعية الرياضية، تساعد على معرفة كيف يمكن تحميس الأفراد الرياضيين عن طريق عناصر معينة ومحددة، مثل (تمكين الأفراد الرياضيين العاملين، التحفيز المادي، التحفيز المعنوي، التحفيز الاجتماعي)، ويمكن تلخيص أهمية السلوك التنظيمي في علم الاجتماع الرياضي في أهم النقاط التالية:
- تعد المواد والأجهزة الموجودة في المنظمة بمختلف أنواعها مورد هام للمنظمة الرياضية؛ وسبب ذلك يجب العمل على تقديم الاعتناء بدراسة وفهم حركات الأفراد الرياضيين؛ لأنها لها تأثير كبير ذات طبيعة متكاملة على كفاءة وفعالية المنظمة الرياضية.
- تغيير النظرة إلى موارد المنظمة الرياضية، مع جذب الانتباه والتركيز بضرورة الاهتمام بتنمية وتطوير هذا المورد، حيث يمكن تحقيق هذا بالاستثمار فيخ لزيادة كفاءته وتحسين مهارته، ومن ثم فإن الفهم الصحيح السلوك الأفراد الرياضيين يمكن المنظمة الرياضية من التعامل مع الأفراد الرياضيين بشكل صحيح متكافئ، كما يجب العمل على اتخاذ الإجراءات السلوكية والاجتماعية السليمة في حالة تتطلب الأمر ذلك.
- تعد المجتمع الرياضي ووجود الاختلافات الفردية التي تميز هذا السلوك، حيث أنّ ذلك يتطلب من المنظمة الرياضية فهم وتحليل هذه الاختلافات؛ وذلك للوصول إلى طرق وأساليب تعامل متميزة على أن تتناسب مع الاختلافات، ممّا يؤدي ذلك إلى زيادة نسبة التأثير والتحكم في السلوك التنظيمي.
بالإضافة إلى أهمية السلوك التنظيمي في المنظمات الرياضية، وتبرز في نقطتين، وهما:
1. النقطة الأولى (مجال تشويق للدراسة والفهم): ويرجع عنصر التشويق في دراسة السلوك الرياضي التنظيمي، إلى أنه يتعلق بالعنصر البشري وطبيعته، كما يتعلق بسلوك الفردي وتصرفاته داخل مختلف المنظمات الرياضية التي يعمل فيها، كما أن دراسة السلوك الرياضية التنظيمي له دور كبير ومتكامل يتعلق بأنظمة النجاح والفشل في المنظمات الرياضية؛ وذلك بسبب العنصر البشري.
2. النقطة الثانية (السلوك التنظيمي الرياضي عنصر هام لجميع عناصر المنظمات الرياضية): حيث تعتبر السلوك التنظيمي عنصر هام وضروري لأفراد الرياضيين سواء كانوا مدربين أو مديرين أو عاملين أو جمهور مستفيد، من الخدمات التي تقدمها المنظمات الرياضية العامة، حيث أن تفهّم طبيعة وعناصر السلوك التنظيمي يعمل على زيادة فعالية وكفاءة أداء الأفراد الرياضيين.
كما أن دراسته تجعل الأفراد الرياضيين أكثر وعياً وفهماً، حيث أنه يساعد على زيادة فعالية وكفاءة إدارة العنصر البشري في المنظمات الرياضية، فإن هناك وعي متزايد بأن العنصر البشري والفرص المتاحة والمشاكل والصعوبات المرتبطة به يمثل جوهر النجاح أو الفشل التنظيمي، ومن هنا فإن الأفراد الرياضيين الدارسين والممارسين الذين يهتموا بإدارة المنظمات الرياضية يحتاجون إلى الكثير من المعارف، والمعلومات الخاصة بتفسير السلوك التنظيمي الرياضي وكيفية إدارته بكل فعالية وكفاءة.
فإن دراسة السلوك التنظيمي الرياضي من أكثر المواضيع التي حظيت بدراسة واهتمام من قِبل علماء علم الاجتماع الرياضي وعلماء التربية الرياضية والتربية البدنية الحركية.