ما هي أنواع القلق الرياضي؟

اقرأ في هذا المقال


بما أن القلق الرياضي يعتبر من أهم الانفعالات الرياضية التي يواجهها الرياضيين، تحديداً في فترات ما قبل المنافسات الرياضية وفي خلالها، وبناءً على ذلك يوصف القلق بأنه حالة غير سارة تسبب شيء من التوتر النفسي للرياضيين، وعادة ما يرافقها أعراض جسدية أيضاً وذلك يحدث غالباً بسبب التوقعات، فالقلق يعتبر ردة فعل لخوف منتظر يأتي من الارتباك حتى يتم وصوله الى حالة من الرعب الكامل، ويكون عادةً مسبوق بنوع من التهديد الذي يقوم بإستيعابه الرياضي بشكل سريع ويقوم بالاستجابة له بشدة.

أنواع القلق الرياضي:

عمل علماء النفس الرياضي على القيام بتقسيم القلق الرياضي على مجموعة أنواع، فقام البعض منهم بتقسيم القلق الرياضي إلى ثلاثة أنواع، وذلك بناءً على مصدر القلق الذي تم اعتماده فكان ذلك بناء على موضوعات العالم المشهور فرويد (وهو عالم نفس رياضي نمساوي) ، والبعض منهم قام بتقسيمه إلى نوعين بناءً على ديمومته؛ ففي الوضع الأول يتم القيام بالتمييز ما بين القلق الرياضي الموضوعي والقلق الرياضي الأخلاقي والقلق الرياضي العصابي، وفي الوضع الثاني يتم القيام بالتمييز ما بين قلق الحالة الرياضية وقلق السمة الرياضية، وفيما يأتي توضيح لأنواع القلق في المجال الرياضي:

  • القلق الرياضي الموضوعي:
    إن القلق الرياضي الموضوعي هو عبارة عن ردة فعل لدى الرياضيين لوجود خطر خارجي واضح، مثل قلق الرياضيين قبل بدء المنافسات الرياضية أو قلقهم في فترات ما قبل إعلان النتائج، أو قلقهم قبل خوض مباراة رياضية مهمة وحاسمة أو قلقهم قبل إعلان نتائج التأهيلات الرياضية للقيام بالمشاركة في البطولات العالمية، فهذا النوع من القلق الرياضي يتصف بأنه حالة ليست دائمة فهي عادةً ما تذهب عند زوال المؤثر، وبذلك من الممكن أن يتم استخدام مصطلحان وهما؛ الخوف والقلق بصورة تبادلية كونهما يوضحان هذه الظاهرة والأهداف نفسها، وهذا النوع من القلق يطلق عليه في بعض الأحيان بالقلق الرياضي السوي أو الواقعي، وهو الذي غالباً ما يكون مصدره خارجي وموجود بالفعل مثل القلق الرياضي المتعلق بالفوز في مهارة رياضية جيدة، أو في منافسة رياضية أو الشعور بوجود خطر محلي أو عالمي.
  •  القلق الرياضي العصابي:
    إن القلق الرياضي العصابي هو عبارة عن ردة فعل غريزي، وعادةً ما يكون مصدر هذا القلق غامض وأسبابه غير واضحة ويكمن معظم الأحيان في الجهة الغريزية للرياضي، حيث أن هذا النوع من القلق يعمل حالة لدى الرياضي تعتبر حالة مرضية تمنعه من ممارسة الأنشطة الرياضية وتتميز بدرجة من الإستمرارية التي من الممكن أن تؤدي غالباً إلى ظهور العديد من الأعراض الجسدية التي يتسبب بها هذا النوع من القلق، فمشكلة الرياضي الذي يصاب بهذا النوع من القلق هو محاولة معرفة مصدر هذا القلق، بما أنه يعود عادةً إلى سنوات سابقة تكون غالباً في مرحلة البداية لديه.
  •  القلق الرياضي الأخلاقي:
    هذا النوع من القلق الرياضي يختلف عن النوعين السابقين؛ لأنه يستقر عادةً في (الأنا العليا)؛ أي أنه يستقر في الضمير لدى الرياضيين، أي أن هذا النوع من القلق يكون بسبب ضمير الرياضي؛ وذلك بسبب الإحساس بالإثم أو بسبب الشعور بالخجل من موقف أو سلوك رياضي معين يتفاعل مع الضمير، والذي يعتبر من المستويات العليا التي تقوم بتنظيم سلوك الرياضيين وتحاسبهم على كل فعل يتقاطع مع ذلك، فالرياضي الذي يتبع أفعال لا يتقبلها المجتمع الرياضي يكون في وضع من الصراع مع ذاته خوفاً من اكتشافها؛ ممّا يسبب حالة من القلق الرياضي وهذا ما يطلق عليه “حساب الضمير” مثل: الرياضي الذي يخون فريقه أو الرياضي الذي يخون وطنه.
  •  قلق الحالة الرياضية:
    يُشكّل هذا النوع من القلق الرياضي نوعاً من التوتر وعدم وجود الاستقرار الدائم، والذي يحصل عادةً بسبب ظروف مبهمة وزمنية تولد الإحساس بالقلق لدى الرياضيين، ولذلك من المتوقع حصول ارتفاع بمستوى القلق لديهم قبل المنافسات مباشرةً، وهذا ما يسمى بقلق الحالة الرياضية فهو عبارة عن قلق زمني يذهب بزوال السبب المؤدي إليه.
  •  قلق السمة الرياضية:
    يختلف قلق السمة الرياضية عن قلق الحالة الرياضية؛ وذلك بسبب أنه اكثر إستمرارية فهو يعتبر سمة رياضية من سمات الشخصية الرياضية، ومستوى القلق الرياضي ذات المستوى العالي لدى الرياضيين تشكل سمة لهم، وذلك بغض النظر عن الأوضاع التي يمرون بها، وبناء على ذلك فالرياضيون يتصفون بهذه الصفات او السمات الرياضية بغض النظر عن الظروف الزمنية التي يمرون بها.

شارك المقالة: