اتجاهات الانتباه في المجال الرياضي:
اتجاه معالجة المعلومات في المجال الرياضي:
حيث يسعى اتجاه معالجة المعلومات في المجال الرياضي إلى محاولة تفهم العلاقة ما بين المثير الرياضي والاستجابة الرياضية؛ فالمثير الرياضي هو عبارة عن نوع من أنواع المعلومات الذي عادةً ما يدخل إلى جسم الرياضيين عن طريق عدة حواس، أما الاستجابة الرياضية فهي عبارة عن السلوك الرياضي الناتج عن الرياضيين، وتدعي العلاقة هذه عادةً إلى أن هناك مجموعة من مراحل المعالجة التي غالباً ما تحدث بين المثيرات و الاستجابات في المجال الرياضي.
وعلى الرغم من تعدد المسميات لهذا الاتجاه، إلا أن أغلب نماذج المعالجة المعلوماتية تحتوي على مراحل إدراكية وتحتوي على ذاكرة قصيرة المدى أو على ذاكرة طويلة المدى وتحتوي أيضاً على اتخاذ القرارات و محاولات الانتباه، وبناءً على هذا الاتجاه يتم تعريف الانتباه؛ “بأنه عبارة عن القدرة لدى الرياضيين على إمكانية تحويل تركيزهم من مصدر معلومات معين إلى مصدر آخر في الوقت نفسه.
وتهتم معظم الدراسات في اتجاه معالجة المعلومات بعدة أبعاد وهي:
- الانتباه الانتقائي: حيث يعتبر الانتباه الانتقائي من الأمور المهمة؛ وذلك لأنه يمكن الرياضيين من معالجة المثيرات الرياضية القليلة عن طريق القيام بالتركيز على العوامل التي تقوم بالتأثير بشكل مباشرة على سلوكاتهم الرياضية، وهذا يعني أن الانتباه الانتقائي ينتقي مجموعة من المعلومات المعينة من البيئة الداخلية أو من البيئة الخارجية؛ أي أنه يدخل معلومات معينة على النظام بينما يقوم بتجاهل معلومات أخرى.
ومن الممكن أن يتم تحويل الانتباه لديهم من حالة شعورية متعبة إلى حالة غير شعورة متزايدة، وقد تم تسمية هاتين العمليتين من الانتباه في المجال الرياضي بعمليات التحكم وعمليات الآلية، وتعتبر الفروق الرئيسية بين العمليتين هي أن عملية التحكم تحتاج إلى الوعي الزائد وإلى التركيز في الانتباه، وإلى جهود مكثفة من الرياضيين، بينما أن العملية الآلية تحتاج إلى درجة جهد وانتباه أقل.
أما فيما يخص الأنشطة الرياضية فهي عادةً ما تحتاج إلى عمليات التحكم والآلية معاً، فالرياضي يحتاج إلى اتخاذ القرارات ويحتاج إلى معالجة الرموز المحايدة وإلى المعلومات الحديثة، وفي الوقت نفسه يحتاج أيضاً إلى أداء مهارات رياضية متنوعة بأسلوب آلي.
- سعة الانتباه: حيث يوضّح هذا المفهوم أن عمليات التحكم تعتبر محددة في حجم المعلومات التي من الممكن معالجتها في الوقت نفسه؛ بمعنى أن الرياضي عادةً ما يكون محدود في أداء مهارة رياضية تعتبر مهارة مركبة، ولهذا غالباً ما يواجه صعوبات في إمكانية تركيز انتباهه حول مصدرين للمعلومات في نفس الوقت، وبالتالي تعتبر عملية التحكم بأنها محدودة السعة في مجال معالجة المعلومات، سواء كان ذلك من الجهة الداخلية أو من البيئة المحيطة بالرياضيين، وبذلك فإن أداء المهارات الرياضية التي تكون مركبة أو المحاولة في جعل التركيز على أكثر من مصدر لهذه المعلومات، فمن الممكن أن ينتج عنه خفض في مستوى الآداء الرياضي.
- اليقظة: إن البعد الثالث في اتجاه معالجة المعلومات هو اليقظة، وقد تم تداوله عن طريق العوامل المؤثرة في سعة الانتباه، وهناك مجموعة من الأبحاث التي أجريت بهذا البعد ومنها ما قام بها الباحث إستربريك من دراسات ووجد أنها تقوم بدعم المعلومات التي تبين أن الزيادة في الاستثارة أو الانفعال، عادةً ما تؤدي إلى التقليل من مجالات الانتباه وذلك نتيجة اتجاه الانخفاض في عدة رموز.
حيث أن هناك دراسات في تأثير الإستثارة أو الانفعال على الرؤية لدى بعض الرياضيين أثناء أدائهم الرياضي؛ فأوضحت هذه الدراسات بأن تركيز الرياضيين على رؤية المهارات الرياضية خلال أدائهم الرياضي في المواقف الرياضية الضاغطة يعمل على التقليل من القدرة على استجابتهم للمثيرات التي تعتبر الأفضل. وأشارت بعض الدراسات الأخرى؛ إلى أن الاستثارة أو الانفعال يؤديان إلى حالات من فقدان الإحساس بالرموز الموجودة في أحد مجالات الرؤية.
اتجاه علم النفس الإجتماعي:
تتطلب جميع الأنشطة الرياضية القيام على تعلم المهارات الرياضية ومحاولة الوصول إلى مرحلة الإتقان لها، ومن الواضح أن العملية الآلية تعتبر هي الأهم في أبعاد الأداء الرياضي، ولكن خلال المنافسات الرياضية يجب القيام باستخدام عملية التحكم أيضاً، فإن خلال معظم الأنشطة الرياضية الجماعية يتم القيام بملاحظة البيئة الخارجية التي تعتبر مهمة لمحاولة الحصول على الرموز المهمة، ويتم ذلك أيضاً باستخدام عملية التحكم، فقد تتطلب العملية الآلية المساندة في الأداء الرياضي.
ولكن هناك مشكلة تحدث وهي احتمالات بأن المثيرات الرياضية التي تعتبر غير مرتبطة من الممكن أن تدخل إلى أنظمة معالجة المعلومات بكميات أكبر من المثيرات التي تعتبر مرتبطة، وبالتالي يحدث اضطراب في الأداء الرياضي، و هذه النقاط انحصرت في ثلاث نظريات وهي: نظرية التشتت، نظرية الوظائف الآلية، نظرية طريقة الانتباه.
اتجاه علم النفس الفسيولوجي:
إن علماء المعرفة الذين قامو بدراسة الانتباه في المجال الرياضي عن طريق النظرة الكلية (للمستقبلات، ومعالجة المعلومات، والناتج الحركي)، على عكس علماء النفس الفسيولوجي الذين درسو الانتباه الرياضي في المجال الرياضي عن طريق دراسة محتويات الأجزاء، وقد تم القيام باستخدام المخ الكهربائي وطلب الاستجابة الداخلية وطلب التباين، وأيضاً ضربات القلب لدراسة الانتباه في المجال الرياضي وعلاقته بالأداء الرياضي.
وقد اهتم علماء النفس الفسيولوجي بدراسات توضح آثار انخفاض سرعة ضربات القلب على حالات الانتباه في المجال الرياضي، فقد وجد البعض منهم حدوث انخفاضاً في سرعة ضربات القلب لدى معظم الرياضيين المحترفين في الرماية وذلك قبل جذب الزناد، وأيضاً عند رياضيين الرماية بالسهام في الثواني ما قبل ترك السهام، وقامت النتائج بالإشارة أيضاً إلى أن الرياضيين المحترفين وجدوا انخفاضاً كبيراً في مستويات الأداء الرياضي، ممّا يؤكد أن لهم مقدرة كبيرة على تحكمهم في تركيز انتباههم خلال المنافسات الرياضية.
وقد اهتم علماء النفس الفسيولوجي أيضاً بمحاولة التعرف على دور الانتباه في المجال الرياضي، وذلك خلال من استخدام مجموعة من القياسات العملية، فنجد أن معظمهم قاموا باستخدم رسام المخ الكهربائي على نصف المخ الأيمن ونصف المخ الأيسر أيضاً علي لاعبين الرماية المحترفين بالمسدس، وذلك خلال عملية الرماية وخلال القيام بأداء سلسلة من المهارات العقلية، وأن اللاعبين المحترفين يكون لديهم مستوى عالي من التركيز والانتباه والذي يمكنهم بقوة من تقليل الأنشطة العقلية الشعورية الموجودة في النصف الأيسر من الدماغ، وقد تم خفض نسبة المعلومات الغير ضرورية؛ وذلك بهدف أداء المهارات الرياضية والقيام بدعمها.