ما هي استراتيجية التعلم الحركي الفردي في الرياضة؟

اقرأ في هذا المقال


مفهوم استراتيجية التعلم الحركي الفردي في الرياضة:

استراتيجية التعلم الحركي الفردي في الرياضة: هي من استراتيجيات العمل الرياضي داخل الوحدة التعليمية الرياضية للمهارات الرياضية الحركية، حيث يعتمد على العمل الفردي من غير مشاركة الأفراد الرياضيين الآخرين من أجل تحقيق أهداف محددة، فلا توجد أهداف مشتركة مفروضة بين الأفراد الرياضيين المتعلمين.

حيث أنها تصبح أهدافاً مستقلة لكل فرد رياضي متعلم، ولا يعتمد تحقيق الأهداف على الأفراد الآخرين، حيث أن تحرّك الفرد الرياضي المتعلم نحو تحقيق أهدافه لا يعوق في ذات الوقت تحرّك زملائه نحو تحقيق أهدافهم؛ أي بمعنى أن الفرد الرياضي المتعلم يسعى إلى تحقيق نتائج مفيدة له شخصياً، من غير أن يؤثر بشكل سلبي أو شكل إيجابي في زملائه في الوقت نفسه.

فإن استراتيجية التعلم الحركي الفردي تقوم على استقلالية الفرد الرياضي المتعلم في تعلّمه المحتوى الرياضي، وتقديم مجموعة من الطرق التدريبية الحركية له تقديماً فردياً ينسجم مع الفروق الفردية لديه، بما يسهم في إكسابه الأهداف التعليمية المحددة له، ومن ثم يصبح مسؤولاً عن تعلمه، وعن النتائج والقرارات التي يتخذها.

وبمعنى آخر هو النشاط الذي يقوم به الفرد الرياضي المتعلم منطلقاً من رغبته الذاتية وقناعته الداخلية؛ وذلك بهدف العمل على تنمية استعداداته وإمكانياته وميوله وقدراته مستجيباً لميوله واهتماماته، وبما يحقق تنمية شخصية الفرد الرياضي وتكاملها، حيث أن التفاعل الرياضي الناجح مع مجتمعه الرياضي المحيط به عن طريق الاعتماد على نفسه والثقة بقدراته في عملية التعلم الرياضي للمهارات الحركية، وتحت إشراف المدرس الرياضي أو المدرب الرياضي.

كما تعني استراتيجية التعلم الحركي الرياضي الفردي أن يكون الفرد الرياضي المتعلم لوحده، حيث تُعدّ الخبرة وكثرة المعارف والمعلومات أساس عملية التعلم الرياضي الفردي، إذ يؤدي مرور الفرد الرياضي المتعلم بها إلى اكتسابه الخبرات الجديدة والمتنوعة، حيث أن الشرط الأساسي هو أن يتم اختيار تلك الخبرات الرياضية استناداً إلى فهم الفرد الرياضي المتعلم وطبيعته وامكانياته وقدراته وخبراته السابقة.

وفضلاً عن ذلك، يُعدّ التعلم الحركي الفردي شكل من أشكال استراتيجيات التعلم الحركي، حيث يقوم فيه الفرد الرياضي المتعلم بأنشطة رياضية مثل ممارسة ألعاب القوى أو لعبة كرة القدم، أو قد يقوم بتكليفات تعليمية محددة، معتمداً على ذاته اعتماداً مستقلاً وبحسب قدرته وسرعته الخاصة في التعلم الرياضي.

كما قد يكون مسؤولاً عن تحقيق الأهداف الرياضية والتعليمية المحددة، وهذا لا يعني الاستغناء بشكل كلي عن دور المدرس الرياضي واستبعاده عن الموقف الرياضي التعليمي، بل على العكس من ذلك يضل دوره أكثر أهمية منه في التعلم الرياضي الجماعي، ولكن هذا الدور يتغير من مجرد ناقل للمعلومات والمعارف إلى أنشطة مثيرة للدافعية وموجه للفرد الرياضي المتعلم وميسر لصعوبات التعلم الحركي ومقوم لعمليات التعلم الرياضي.

حيث يقل الوقت الذي يتم العرض فيه المعلومات والمعارف الرياضية، ويزداد الوقت التي تم تخصيصه للتوجيه، ونسبةً إلى ذلك يقصد بالتعلم الحركي الفردي بأنه مجموعة من الإجراءات المخصصة لإدارة عملية التعلم الرياضي والحركي، بحيث يندمج الفرد الرياضي المتعلم بمهمات ووظائف تعليمية رياضية تتناسب وتتلاءم مع حاجاته وقدراته الخاصة، ومستوياته المعرفية والعقلية.

حيث يهدف ذلك إلى تطوير وتكييف التعلم الرياضي، بالإضافة إلى عرض المعلومات بأشكال مختلفة تتيح للفرد الرياضي المتعلم حرية اختيار النشاط الرياضي الذي يناسبه.

وذلك من حيث خلفية المعرفة السابقة وسرعة تعلمه، بهدف تحقيق الأهداف المرغوب فيها إلى درجة الإتقان، وتحت إشراف محدود من المدرس الرياضي، حيث يكون المدرس الرياضي ملماً بحاجات الأفراد الرياضيين المتعلمين وقدراتهم، بالإضافة إلى تخطيط المسار الرياضي والحركي لكل فرد رياضي متعلم.

فعند التطرق إلى مفهوم التعلم الحركي الفردي يتبادر إلى الذهن مفهوم ثاني؛ لأنه التعلم الحركي الذاتي هو أساس عملية التعلم الحركي الفردي وليس مرادف للتعلم الحركي الفردي؛ لأن التعلم الحركي الذاتي هو أساس عملية التعلم الفردي وأحد أعمدته وركائزه، وليس هو التعلم الحركي الفردي، بل إن التعلم الفردي هو أعم وأشمل من التعلم الذاتي الذي يعد جزءاً منه.

فإن التعلم الذاتي يعد من أحد أهم عمليات التعلم الرياضي الفردي، حيث يوجد عدة فروق أساسية بينهما، وأهمها أن أهداف التعلم الرياضي والحركي في التعليم الرياضي الفردي يتم تحديدها من المدرس الرياضي في ضوء حاجات وميول الفرد الرياضي المتعلم، أما في التعلم الذاتي، فإن الفرد الرياضي المتعلم هو من يقوم بتحديدها في ضوء ميوله واهتماماته وقدراته، وأيضاً يتم اكتساب هذه الأهداف تحت إشراف المدرس الرياضي.

أما في التعلم الرياضي الذاتي يتجه الفرد الرياضي المتعلم إلى اكتسابها معتمداً على نفسه وقدراته في عملية التعليم الرياضي والتعلم الحركي.

تعريفات استراتيجية التعلم الحركي الفردي في الرياضة:

قام علماء علم الاجتماع الرياضي وعلماء التربية الرياضيةوالتربية البدنية الحركية بوضع عدة تعريفات لاستراتيجية التعلم الحركي الفردي في الرياضة، وأهمها:

  • هي الاستراتيجية التي يقوم فيها الفرد الرياضي المتعلم بعملية تعلم المهارات الحركية مفرده، من دون وجود أي نوع من أنواع الاتصال والتفاعل مع فرد رياضي متعلم ثاني في نفس المكان والزمان.
  • هي طريقة فدارة عملية التعلم للمهارات الرياضية والحركية، بحيث يندمج الأفراد الرياضيين المتعلمين في مهام وواجبات تعليمية رياضية وحركية بدنية تتناسب مع حاجاتهم ومستوياتهم وخلفياتهم المعرفية والمعلوماتية.
  • هي عبارة عن منظومة رياضية وتعليمية متكاملة إلى حد كبير، حيث تتفاعل مكوناتها التعليمية والرياضية عن طريق مجموعة كبيرة من العمليات الاجتماعية؛ وذلك من أجل العمل على إتاحة وتوفير الفرص للفرد الرياضي المتعلم ذاتياً، عن طريق تحقيق الاندماج والتفاعل مع معطيات بيئة التعلم الرياضية؛ حيث أن ذلك بالنسبة إلى خصائصه وصفاته المحددة، ليحقق أهداف تعليمية ورياضية معينة ومحددة بوقت مسبق؛ وذلك في وجود المدرس الرياضي الذي يعد بيئة التعلم الرياضي ويشرف على الفرد الرياضي المتعلم ويوجهه.
  • هي عملية توفير بيئة التعلم الرياضي للمهارات الحركية للفرد الرياضي المتعلم، التي تساعده وتمكّنه من استعمال قدراته وإمكانياته الفردية؛ للتعلم الرياضي والتفاعل الحركي والاجتماعي مع بيئة التعلم الرياضي من وسائل وأدوات تعليمية وحركية مساعدة؛ حيث أن ذلك لتحقيق الأهداف التعليمية المطوبة منه، وتحت إشراف المدرس الرياضي أو المدرب الرياضي الذي يعمل على إيجاد البيئة الاجتماعية المناسبة.

أهداف استراتيجية التعلم الحركي الفردي في الرياضة:

حيث توجد مجموعة من الأهداف التي تسعى استراتيجية التعلم الحركي الفردي الرياضي إلى تحقيقها بأعلى فعالية ممكنة، ومن أهم تلك الأهداف:

  • تعمل استراتيجية التعلم الحركي الفردي على تحسين مفهوم الذات لكل فرد رياضي متعلم داخل الملاعب الرياضية.
  • تساعد استراتيجية التعلم الحركي الفردي الفرد الرياضي المتعلم على التأكيد على مبدأ التعلم الرياضي وصولاً إلى التمكّن.
  • تساعد استراتيجية التعلم الحركي الفردي الفرد الرياضي المتعلم على مواجهة الفروق الفردية ضمن أسس منهجية ورياضية سليمة.
  • كما تساعد  استراتيجية التعلم الحركي الفردي على التقليل من الاعتمادية في التعلم الرياضي مع تنمية الاستقلالية، بالإضافة إلى تدعيم فكرة التعلم الرياضي المستمر وتأكيده.

شارك المقالة: