ما هي استراتيجية التعلم الحركي بالتعاقد في الرياضة؟

اقرأ في هذا المقال


مفهوم استراتيجية التعلم الحركي بالتعاقد في الرياضة:

استراتيجية التعلم الحركي بالتعاقد: وهي عبارة عن استراتيجية أو صيغة تدريسية تحمل الفرد الرياضي المتعلم مسؤولية تعلمه وأنماطها المختلفة، ومن ثم اتخاذ قرار بشأنها؛ وذلك بمساعد الفرد الرياضي المدرس، حيث تقوم هذه الصيغة على أسس التفاوض بمساعدة المدرس الرياضي، بالإضافة إلى أنه يحرر به عقد أو وثيقة مكتوبة يوضح فيها أبعاد الاتفاق بدقة بين المدرس الرياضي والفرد الرياضي المتعلم، بحيث يلتزم به الطرفين بعناصر هذا الاتفاق في أثناء مروره بالخبرة التعليمية للمهارات الرياضية والمهارات البدنية الحركية.

فإن استراتيجية التعلم الحركي بالتعاقد في الرياضة تقوم على تعدد بدائل التعلم الرياضي والحركي من محتوى رياضي وأنشطة رياضية وطرائق وأساليب تعلم المهارات الرياضية، ومن ثم يلزم لهذا التعدد توافر عدد متنوع من وسائل وأدوات التعلم الرياضي التي يختار منها الفرد الرياضي المتعلم ما يناسبه، حيث يقع على المدرس الرياضي اختيار هذه الوسائل والأدوات، ليقدمها للفرد الرياضي المتعلم بما يتناسب معه، أو إعداد بعضها إن لزم الأمر.

فإن دور المدرس الرياضي في هذه الاستراتيجية أصبح كبيراً، إذ يقع على عاتقه إعداد مواد رياضية وتعليمية وتربوية مناسبة وملاءمة للتعلم الرياضي للمهارات الحركية، بالإضافة إلى التخطيط والتنظيم لعدد أكبر من طرائق التدريس وأساليبه، وليست طريقة أو أسلوب واحد كما في بعض الاستراتيجيات الأخرى.

كما قام علماء علم الاجتماع الرياضي وعلماء التربية الرياضية وعلماء الإدارة الرياضية بوضع عدة تعريفات لهذه الاستراتيجية، وأهمها:

  • استراتيجية التعلم الحركي بالتعاقد: هي استراتيجية أو صيغة رياضية ذات طبيعة اجتماعية وتعليمية تعمل على تحميل الفرد الرياضي المتعلم مسؤولية تعلّمه وأنماطها، ومن ثم اتخاذ قرار بشأنها؛ وذلك عن طريق مساعدة الفرد الرياضي المتعلم.
  • استراتيجية التعلم الحركي بالتعاقد: وهي استراتيجية يتم في أثنائها عقد اتفاق محدد واضح بين المدرس الرياضي والفرد الرياضي المتعلم، قبل البدء في عملية تعلم المهارات الرياضية والمهارات الحركية، حيث أن هذا العقد يتضح فيه بكل بساطه الغرض والهدف من هذه العملية وضوحاً مقنعاً للفرد الرياضي المتعلم، كما تتضح فيه المصادر التعليمية للمهارات الرياضية التي سوف يلجأ إليها وطبيعة الأنشطة الرياضية التي سوف يمارسها، بالإضافة إلى الاتفاق على أسلوب التقييم وتوقيته.
  • استراتيجية التعلم الحركي بالتعاقد: وهي استراتيجية تعتمد على إشراك الفرد الرياضي المتعلم إشراكاً فعلياً في تحمل مسؤولية تحمّله من حيث تحديد الكم الذي سيتعلمه في مدة زمنية معينة، ومتابعة تقدمه في التعلم الرياضي وتقييم إنجازاته أو أدائه الحركي أول بأول.
  • استراتيجية التعلم الحركي بالتعاقد: وهي استراتيجية تقوم على صيغة التفاوض بمساعدة المدرس الرياضي، حيث يحرر به عقد أو وثيقة مطلوبة يوضح فيها أبعاد الاتفاق بكل دقة بين المدرس الرياضي والفرد الرياضي المتعلم بحيث يلتزم الطرفين بعناصر هذا الاتفاق في أثناء مروره بالخبرة الرياضية المطلوبة.

كما تساعد استراتيجية التعلم الحركي بالتعاقد في الرياضة إنارة الطريق للفرد الرياضي المتعلم ليخطو بنفسه خطوات محسوبة تقوده إلى تحقيق الهدف بنفسه، حيث أنها تجعل من الفرد الرياضي المحرك الأساسي لعملية التعلم الرياضي والتعلم الحركي البدني.

حيث أنها تحمل الفرد الرياضي المتعلم المسؤولية عقد اتفاق مع المدرس الرياضي يولد لديه الإحساس بالقيمة الذات وتحمل المسؤولية، كما أنها يكون دافعاً لديناميكية الفرد الرياضي المتعلم مع مشاركته الإيجابية في عملية تعلمه للمهارات الحركية والرياضية المطلوبة، وأيضاً تسمح هذه الاستراتيجية لكل فرد رياضي متعلم أن يتقدم بسرعة مناسبة له ولقدراته وميوله بحيث يحقق الأهداف المطلوبة منه في نهاية العقد.

خصائص استراتيجية التعلم الحركي بالتعاقد في الرياضة:

حيث تتسم استراتيجية التعلم الحركي الرياضي بالتعاقد بعدة خصائص، ويمكن إيجازها فيما يأتي:

  • الإلزامية: حيث يتحمل الفرد الرياضي فيها أعباء تعلمه، وتلزمه بتحقيق الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها، حيث أن هذا الإلزام ضمن إطار من الحركية في اختيار المهارات الحركية والوسائل والطريقة أو الأسلوب التي يجب أن يتعلم به.
  • وضوح الأدوار: حيث أن استراتيجية التعلم الحركي بالتعاقد تعمل على تحديد ملامح عمل كل من الفرد الرياضي المتعلم والمدرس الرياضي بكل دقة، مع وضوح أدوار كل منهما في سبيل تحقيق الأهداف المطلوبة، حيث أن ذلك يتضح بدقة عن طريق العقد المبرم بين الطرفين (الفرد الرياضي المتعلم، المدرس الرياضي أو المدرب الرياضي).
  • تنوع مصادر التعلم الرياضي وطرائقه وأساليبه: وهذه الاستراتيجية تعتمد على إطلاق حرية الفرد الرياضي المتعلم في اختيار ما يناسب له من مصادر التعلم الرياضي والحركي وطرائقه وأساليبه وأساليب التعلم؛ حيث أن ذلك لتحقيق أهداف عملية التعلم الرياضي المطلوبة.
  • المرونة: حيث أنه هذه الخاصية هدفها تحقيق أهداف التعلم الرياضي مع مراعاة مصلحة الفرد الرياضي المتعلم وقدراته، كما يجب مراعاة أن الفرد الرياضي المتعلم قد لا يكون لديه الوعي الكامل بمصادر التعلم الرياضي وخصائصه، حيث أن هذه الخاصية تتيح أمام الفرد الرياضي المتعلم حرية تغيير البدائل التي يختارها لتعلمه ضمن مرونة تسمح له بتحقيق الأهداف؛ وذلك بتوجيه من المدرس الرياضي وإرشاده.

مبادئ استراتيجية التعلم الحركي بالتعاقد في الرياضة:

حتى يتم تنفيذ استراتيجية التعلم الحركي بالتعاقد يجب الأخذ بعين الاعتبار عدة مبادئ، وأهمها:

  • مراعاة الفروق الفردية: إن طبيعة استراتيجية التعلم الحركي الرياضي بالتعاقد تهتم بأن يجتاز الفرد الرياضي المتعلم المهارات الحركية بالوسائل والأساليب والطرائق التي تساعده في تحقيق الأهداف، كما يجب تحديد الزمن الذي يناسبه لتحقيق هذا الهدف، ومن ثم فإن طبيعة هذه الاستراتيجية تعطي مساحة واسعة لمراعاة الفروق الفردية بين الأفراد الرياضيين المتعلمين، حيث يعد هذا المبدأ مبدأ أساسي من مبادئ استراتيجية التعلم الحركي الرياضي بالتعاقد.
  • التفاعلية: حيث لا بد من أن تقوم هذه الاستراتيجية على أسس نشطة تابعة للتعلم الحركي التفاعلي، والتي لا تركن إلى المدرس الرياضي كمصدر وحيد للتعلم الرياضي، بل أنه يقوم على نشاط الفرد الرياضي المتعلم وتفاعله مع جميع مصادر التعلم الرياضي المتاحة له في داخل الوحدات الرياضية.
  • استثارة الدافعية: إن استثارة الدافعية مبدأ مهم من مبادئ استراتيجية التعلم الرياضي والتعلم الحركي، حيث يتحمل الفرد الرياضي المتعلم جزءاً كبيراً من مسؤولية تعلمه، وهذه المسؤولية يجب أن توجه لمثيرات جيدة لدافعية حتى لا تكون عائقاً أو وسيلة من وسائل الإحباط الفرد الرياضي المتعلم من غير تحقيق أهداف عملية التعلم لمهارات الرياضية.
  • التغذية الراجعة الفورية: نظراً لاعتماد الفرد الرياضي المتعلم على ذاته، وتحمله لمسؤولية تعلمه واختياره للطرائق والأساليب التي تناسب للتعلم الرياضي، فإن تقديم التغذية الراجعة يعد مبدأ مهماً وضرورياً من أجل توجيه عمل الفرد الرياضي المتعلم في داخل الوحدات الرياضية وخارجها نحو تحقيق الأهداف الرياضية المحددة، كما تعتبر التغذية الراجعة في هذه الاستراتيجية من التعلم الرياضي معقدة الأوجه والأنواع.
  • الحرية: حيث تعد الحرية أحد أهم مبادئ استراتيجية التعلم الحركي، فهو يقوم على حرية الفرد الرياضي المتعلم في اختيار ما يناسبه للتعلم الرياضي، من غير ضغط من المدرس الرياضي أو غيره، ولا بد من أن يقتصر دور المدرس الرياضي على التوجيه والإرشاد والنصح، كما يترك للفرد الرياضي المتعلم حرية الاختيار ما يناسبه.

شارك المقالة: