ما هي العلاقة بين التوجيه والإرشاد النفسي في علم النفس الرياضي؟

اقرأ في هذا المقال


العلاقة بين التوجيه والإرشاد النفسي في علم النفس الرياضي:

تُعدّ عملية الإرشاد النفسي في علم النفس الرياضي هي المحور لعملية التوجيه، أو هي ما تحتوي عليه عملية التوجيه كثيرة الأبعاد، فالتوجيه والإرشاد النفسي يلتقيان عن طريق الأهداف التي تسعى إلى تحقيق الذات، وإلى إيجاد التوافق وإلى توفير مستوى التطور الطبيعي لدى الرياضيين، والمحاولة في اكتساب مهارات النمو الذاتي، ومحاولة القيام بتحقيق أكبر درجة ممكنة من توفير الصحة النفسية للرياضيين.

وتعمل كل من عمليتي التوجيه والإرشاد على القيام باستغلال الخبرات السابقة للرياضيين؛ بهدف تحقيق التطور السليم، ودعمهم بصورة مستمرة بهدف معرفتهم لذاتهم، ومساعدتهم على تكوين علاقات اجتماعية سليمة في المجال الرياضي، والمحاولة في استغلال خبراتهم الرياضية لحمايتهم من الإصابة بحالات من الاضطرابات النفسية، أو للقيام على علاجهم من ما يعانوه من مشاكل، أو لاكتساب مهارات رياضية جديدة أو لإجراء تغييرات في السلوك الرياضي الخطأ لدى الرياضيين.

فإن عملية التوجيه في علم النفس الرياضي غالباً ما تتصف بأنها  واسعة وشاملة؛ فهي عبارة عن مجموعة من الخدمات الرياضية التي تسعى إلى مساعدة الرياضيين في محاولة فهم ذاتهم واستيعاب مشاكلهم، وإمكانية استغلالها لصالح إمكاناتهم الشخصية مع وجود القدرات لديهم ووجود الميولات والاستعدادات والمهارات الرياضية، وتسعى عملية التوجيه أيضاً محاولة الاستفادة من إمكانات الرياضيين البيئية، والقيام بتحديد أهدافهم بما يتناسب مع هذه الإمكانات، ومن ثم الاتجاه إلى عمليات وضع الحلول التي تساعدهم على تحقيق جميع الأهداف، ومحاولة حل مشكلات الرياضيين بطرق تؤدي إلى تكيفهم مع أنفسهم ومجتمعاتهم بأسلوب يساعدهم على الوصول إلى ما يمكن أن يقومون بالوصول إليه من التطور في الشخصية الرياضية.

وتعتبر عملية الإرشاد النفسي في علم النفس الرياضي بأنها نوع من أنواع الخدمات التي يتم تقديمها للرياضيين في برنامج التوجيه، بينما يتطلب الإرشاد النفسي مرشد نفسي مختص ولديه مهارات فنية ذات مستوى عالي في طرق القيام على دراسة الرياضي أو مجموعة من الرياضيين، ومحاولة التعرف على احتياجاتهم والعمل على تقديم المساعدات في مجال الإرشاد بأساليب علمية؛ بهدف الوصول إلى أعلى الدرجات من الأداء الرياضي ومن الأستقرار النفسي أو الاجتماعي.

التوجيه والإرشاد النفسي وعلاقتهما بالصحة والعلاج النفسي في علم النفس الرياضي:

يُعدّ التوجيه والإرشاد النفسي والصحة النفسية في علم النفس الرياضي توأمين، على الرغم من أنهما لا يكونوا متماثلين في الكثير من الأحيان.

ويتم تعريف العلاج النفسي في علم النفس الرياضي؛ بأنه عبارة عن نوع من أنواع العلاج الذي يتم فيه استخدام الطرق النفسية للقيام على علاج المشكلات أو الاضطرابات النفسية، أو الأمراض ذات الطابع الانفعالي التي يعاني منها بعض الرياضيين وتؤثر بشكل سلبي على سلوكاتهم الرياضية، ويكون دور المرشد النفسي هو القيام بالعمل على محاولة معالجة أعراض الأمراض أو القيام على محاولة تعطيل أثرها، مع القيام على مساعدة الرياضي المريض في حل مشكلته الخاصة به  ومساعدته في التكيف مع البيئة المحيطة به، والقيام على محاولة استغلال قدراته الرياضية بشكل أفضل، والقيام على مساعدته في تطوير شخصيته ووضها في جهة التطور النفسي الجيد؛ وذلك حتى يصبح الرياضي المريض أكثر وعياً وأكثر إمكانية على توفير حالة التوافق النفسي لديه في المستقبل.

أمّا فيما يخص الصحة النفسية في علم النفس الرياضي؛ فهي عبارة عن حالة مستمرة نسبياً، وتتميز بأنها يكون فيها الرياضي مستقر نفسياً، ويكون لديه مشاعر بالسعادة مع نفسه ومع غيره من الرياضيين الآخرين، ويكون لديه القدرة في إمكانية تحقيق ذاته والعمل على استغلال القدرات والإمكانات التي لديه إلى أفضل درجة ممكنة، والقدرة على مواجهة وتلبية متطلبات الحياة الرياضية، وعليه أن تكون شخصيته كاملة وسوية، وعليه أيضاً أن يكون سلوكه الرياضي طبيعي لكي يكون في سلام دائم خلال وجوده في المجال الرياضي.

والصحة النفسية في علم النفس الرياضي تعتبر بأنها حالة من الحالات الإيجابية التي تحتوي وتتميز بتمتع  الرياضيين بصحة العقل وصحة الجسد، وتقسم الصحة النفسية في علم النفس الرياضي إلى شقان أساسيان، وهما:

  • أولهما الشق النظري العلمي: وهو عبارة عن الدفاع عن النفس ووجود التوافق، ويهدف إلى القيام على تعليم الرياضيين ومحاولة القيام بتصحيح مفاهيمهم الخاطئة حول مواضيع معينة، والقيام بعملية إعداد وتدريب المختصون النفسيون والتأكد من قيامهم بالأبحاث العلمية.
  • والثاني هو الشق التطبيقي العملي: وهو عبارة عن الشق الذي يهتم بمعرفة طرق الوقاية من الأمراض النفسية، والقيام بمحاولة التشخيص لها والسعي في إيجاد علاجها.

شارك المقالة: