ما هي القيادة التبادلية في علم الاجتماع الرياضي؟

اقرأ في هذا المقال


مفهوم القيادة التبادلية في علم الاجتماع الرياضي:

القيادة التبادلية: هي مجموعة من النماذج التي تقوم على عملية التبادل بين القائد الرياضي والأفراد الرياضين التابعين له، حيث يتم عملية الاتفاق بين القائد الرياضي والتابعين له بشكل علني أو سري على أن السلوك الحركي المؤدي للأداء المرضي سيتم مكافئته مثل منح ترقية أو زيادة راتب.

كما أنه سيتم العمل على تنفيذ العقوبة على السلوك الحركي المؤدي للأداء غير المرضي وغير الصحيح، مثل النقل التأديبي أو الطرد؛ أي بمعنى يقوم قائد الفريق الرياضي أو المنظمة الرياضية بمكافأة الأفراد الرياضيين التابعين له، أو يقوم بمعاقبتهم نسبةً إلى طبيعة أدائهم بحيث تأخذ عملية التبادل سلوكين مختلفين.

فإما تكون المكافآت إيجابية، حيث يعد القائد بمكافآت للأداء الحركي المرضي ويقوم في تقديمها في حالة تحقق الأداء، أو تكون مكافئات علاجية تتعلق ببحث القائم على الأخطاء ومعالجتها قبل أو بعد حدوثها، كما يمكن التعرف على النمط القيادي الرياضي التبادلي باعتبارها علاقة تبادلية بين القائد الرياضي والأفراد الرياضيين التابعين له، حيث يتوقع كل من الطرفين تحقيق منفعة من الطرف الآخر، على أن يتم تقديم المواد والأجهزة اللازمة لإنجاز الأعمال الرياضية، كما يتم ربط الأداء الرياضي الوظيفي لمكافآت الأداء المرضي وعقوبات الأداء غير المرضي.

كما يرى علماء علم الاجتماع الرياضي بأن القيادة التبادلية بأبعادها المختلفة تعمل على رقابة سلوك الأفراد الرياضيين العاملين في المنظمة الرياضية، مع التخلص من المشاكل والصعوبات عن طريق العمل على متابعة الإجراءات التصحيحية بين القائد الرياضي والأفراد التابعين له، كما تساعد المنظمات الرياضية الأفراد الرياضيين على تحقيق أهدافها الحالية بفاعلية أكبر عن طريق ربط الأداء الوظيفي بمكافئات ذات قيمة، مع التأكد من توفير جميع المواد والأجهزة والإمكانيات اللازمة للأفراد الرياضيين لإنجاز مهامهم بأقل جهد وتعب ممكن.

كما يجب الإشارة إلى أن نمط القيادي التبادلي يتلاءم ويتناسب مع المنظمات الرياضية التي تمتاز بيئة أعمالها مستقرة، حيث أن المشاكل والصعوبات والمتطلبات محددة المعالم ويسعى كل قائد رياضي إلى تحقيق أهداف محددة؛ لأنها القيادة التبادلية هي عبارة عن نمط قيادي رياضي قائم على علاقات القائد الرياضي، ومستندة إلى مجموعة تسلسلية من التبادلات الاجتماعية أو الصفات الأخلاقية الضمنية.

فإن القيادة التبادلية في علم الاجتماع الرياضي تستلزم تبادلاً بين القائد الرياضي والأفراد الرياضيين المرؤوسين، مثل حصول المرؤوس على الأجور والسمعة عندما يقومون بالتصرف وفقاً إلى رغبات وميول قائدهم.

كما تم تعريفها بأنها نوع من القيادة الرياضية، تكون فيه العلاقة بين الأفراد الرياضيين المرؤوسين والمدير الرياضي مبنية على التبادل الاجتماعي ومصدر القيم، حيث أنها قصيرة المدى ومؤقتة وعارضة ومرتبطة بعملية تبادلية محددة الزمن؛ أي بمعنى  أن فكرة القيادة التبادلية قائمة على وجود مجموعة تبادلية تحتوي على منافع ووعود مشتركة بين القائد الرياضي والأفراد الرياضيين المرؤوسين من جهة، وبين الأفراد الرياضيين المرؤوسين من جهة ثانية، من حيث الوظائف والخدمات؛ وذلك لتحقيق أهداف المنظمة التي تم تحديدها.

إيجابيات القيادة التبادلية في علم الاجتماع الرياضي:

  • ترتكز القيادة الرياضية التبادلية على مكافآت الأفراد الرياضيين المرؤوسين عند تحقيق المعايير المطلوبة والمتفق عليها بوقت محدد في العمل الرياضي، كما أنها تقدم اهتماماً عالياً ورفيعاً بالأفراد الرياضيين ومعنوياتهم؛ حيث أن ذلك لتحفيزهم على ممارسة العمل بأقل جهد وتعب ممكن.
  • وجود اتفاق بين القائد الرياضي وبين الأفراد الرياضيين المرؤوسين على تحقيق الأهداف الاجتماعية والتنظيمية مقابل الحصول على جميع أنواع المكافآت، حيث أن هذا الاتفاق يدعو الأفراد الرياضيين المرؤوسين إلى التنافس والتفاني في العمل الرياضي؛ وذلك لتحقيق أعلى درجات الأداء الفوز بتلك المكافآت.

عيوب القيادة التبادلية في علم الاجتماع الرياضي:

  • في حالة التبادل أو المقايضة بين القائد الرياضيين والأفراد الرياضيين المرؤوسين على تحقيق أهداف ومصالح مشتركة لا تكون ثابتة، ولا تجمع كلاً من القائد الرياضي والأفراد الرياضيين التابعين حول أهدافها.
  • اعتماد القيادة التبادلية على تبادل المنفعة بين القائد الرياضي والأفراد الرياضيين، ونسبةً إلى ذلك تكون العلاقات بين طرفين التبادل غير ثابتة، وفي أغلب الأوقات لا تكون مستمرة لفترات طويلة من الزمن.
  • كما أن القيادة التبادلية لا تقوم بالتصور بشكل دقيق الدور الحقيقي المطلوب من القيادة الحديثة والقيادة الابتكارية والقيادة المؤثرة؛ وذلك لنشر حياة اجتماعية جديدة في المنظمات الرياضية أثناء عصر العولمة والتغير المستمر.

أنماط القيادة التبادلية في علم الاجتماع الرياضي:

  • النمط الأول (المكافأة المشروطة):  حيث يقصد بها بأن القائد الرياضي يقوم بعملية تبادل المنفعة مع الأفراد الرياضيين التابعين له، بحيث يقوم بمكافئتهم عن طريق العمل على استخدام التعزيز الإيجابي، مثل زيادة الأجر أو الترقية أو منح امتيازات إضافية.

كما أنه يتم الوصول فيها إلى حلول جديدة للمشاكل والصعوبات من قبل الأفراد الرياضيين المرؤوسين، وثم العمل على مشاركة الأفراد الرياضيين المسؤولين بالتخطيط واتخاذ القرارات؛ وذلك لتفعيل المجموعة تحت القيادة التشجيعية أقصى ما بوسعها.

  • النمط الثاني (الإدارة بالاستثناء): وهم القادة الرياضيين الذين يستخدمون نموذج الإدارة بالاستثناء، حيث يراقب الأفراد الرياضيين المرؤوسين عن قرب؛ وذاك من أجل الأخطاء أو مخالفة القوانين ثم اتخاذ الإجراءات التصويبية، حيث يتدخل القائد الرياضي الذي يستخدم الشكل السلبي عندما لا يتم تحقيق المعايير أو حدوث المشاكل، كما يطلق عليها الإدارة النشطة وهي تحدث عندما يقوم القائد الرياضي بالمراقبة والفحص؛ حيث أن ذلك للتنبؤ بالمشاكل والصعوبات في حال حدوثها.
  • النمط الثالث (الإدارة الساكنة): حيث تحدث عندما يقوم القائد الرياضي بتجنب التدخل إلا بعد وقت ظهور النتائج واكتشاف أنها غير مماثلة للإجراءات والمعايير؛ بحيث يتم العمل على تطبيق العقاب بحق الفرد الرياضي مثل الإنذار أو النقل أو الطرد، كما تتضمن هذه الإدارة الانتظار لحين وجود الانحراف أو الأخطاء لكي تحدث، ثم تتخذ الإجراءات التصحيحية، حيث يجب أن يقوم القادة الرياضيين أحياناً بالإدارة بالاستثناء الساكنة بالتوقعات، عندما يطلب منها الإشراف على أكبر عدد من الأفراد الرياضيين المرؤوسين الذين يقدمون تقاريرهم مباشرة للقائد الرياضي.

كما تتضمن القيادة التبادلية التبادل بين القادة الرياضيين والأفراد الرياضيين المرؤوسين الذين يعكسون أشكال إدارية أكثر تقليدية بالأهداف، حيث يعرف هذا العمل الرياضي بأنه عمل مجهول أو عمل معلوم، كما يظهر القائد الرياضي هذا السلوك التفاعلي عندما يكون مستجيباً ومبتكراً عند وقت الحصول على شيء خطأ وعندما لا تتحقق معايير الأداء.

وعندما لا يبذل الأفراد الرياضيين الجهد والتعب المتوقع حول عملهم، يسمى هذا الابتكار بالإدارة بالاستثناء الساكنة، ويبقى القائد الرياضي نشيطاً بشكل خاص على الاختلافات الرياضية، ومن ناحية أخرى الأبعاد المجهولة بالإدارة بالاستثناء الساكنة تستخدم من قبل القادة الرياضيين الذين يتدخلون بعمل الموظف الرياضي إن لم تحقق الأهداف، فإن المدير السلبي ينتظر ليرى ما يحدث وحتى تحدث الفروقات بين الأفراد الرياضيين.


شارك المقالة: