ما هي المعالجة الإدراكية في علم الاجتماع الرياضي؟

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن المعالجة الإدراكية في علم الاجتماع الرياضي:

بالتركيز على العلاقة بين الإدراك والأداء الرياضي، يتبع علماء علم الاجتماع الرياضي وعلماء التربية الرياضية اتجاهاً واضحاً في مجالات أخرى في الملاعب الرياضية والساحات الرياضية، حيث تتطلب المنافسة والفهم والإدراك والأداء الرياضي قدرًا هائلاً من الوقت والجهد والقدرة البدنية؛ وذلك لأداء على مستوى عالي ومتفوق، فإن اللاعب بحاجة إلى القدرة على التعبير عن القوة والسرعة والحفاظ على درجة عالية من الكفاءة التقنية، حيث أنها بصراحة أكثر تعقيدًا بكثير من مجرد ممارسة رياضة.

 فإن الجزء الأكبر من هذه المعالجة الإدراكية يتم تطويره من خلال فعل التدريب بالمعنى الجسدي تمامًا، بالإضافة إلى ممارسة تنمية المهارات في الملعب، وبناء القدرات البدنية على المضمار أو في صالة الألعاب الرياضية، ومع ذلك، يوجد مجموعة متزايدة من الأدلة التي تشير إلى أن التدريب الرياضي المعرفي والمعالجة الإدراكية، يمكن أن يلعبان أيضًا دورًا في تحسين الأداء الرياضي.

حيث تعلم الرياضات الجماعية الناس تطوير المهارات الشخصية والاجتماعية وكيفية استخدام المعالجة الإدراكية، فهي تساعد في بناء اللاعب الرياضي كشخص خاصة في سن مبكر، حيث أنها تعلم الفرد مساعدة الآخرين، لمعرفة ما يعنيه ليس فقط التفكير في احتياجاتك الشخصية ولكن أيضًا في احتياجات زملائه في الفريق، أما بالنسبة إلى المعالجة الإدراكية في الرياضات الفردية تحفز الفرد باستمرار ليكون الأفضل، حيث تساعد الفرد الرياضي على بناء مهارات الحياة الشخصية لدمجها في نمط حياته اليومي.

فإن التمارين والرياضة تحفزان المواد الكيميائية والمعالجة الإدراكية في الدماغ التي يمكن أن تجعل الفرد الرياضي يشعر بالسعادة والاسترخاء وقلب قوي وثقة متزايدة، كما يقلل من الإجهاد بالإضافة إلى تحسين الصحة العقلية، فإن الرياضة تبني القادة الرياضيين.

حيث يتجاوز التطور من الرياضة تعلم مهارات بدنية جديدة على أن تساعد الرياضة الأطفال على تطوير طرق أفضل للتأقلم مع مآرب الحياة المرتفعة والمنخفضة، حيث عندما يلعبون الرياضة يتعلم الأطفال أن يخسروا، وممارسة الرياضة تساعد الأطفال على تعلم التحكم في عواطفهم وتوجيه المشاعر السلبية بطريقة إيجابية، بالإضافة إلى التسريع في المعالجة الإدراكية بأقل وفت ممكن.

كما يمكن أن يساعد النشاط البدني في منع مشاكل الصحة العقلية وإدارتها، حيث تشمل المعالجة الإدراكية على عدة عوامل مثل قدرة الأفراد الرياضيين على تطوير إمكاناتهم والعمل المنتج والإبداعي، وبناء علاقات قوية وإيجابية مع الآخرين والمساهمة في المجتمع الرياضي، كما تشمل مجالات الحياة مثل الشعور بالرضا والتفاؤل واحترام الذات، وتتمثل إحدى طرق تعزيز  المعالجة الإدراكية وحماية صحة الفرد الرياضي العقلية في المشاركة في النشاط البدني.

ولقد ثبت أن للنشاط البدني تأثير قوي وإيجابي على الصحة العقلية وبعض الأمراض العقلية، ويمكن أن تؤدي المشاركة في النشاط البدني المنتظم إلى زيادة احترام الذات وتقليل التوتر والقلق، ويمكن أيضاً أن يساعد النشاط البدني في لعب دور في منع مشاكل الصحة العقلية وتحسين نوعية حياة أولئك الذين يعانون منها.

أنواع التدريب على المعالجة الإدراكية في علم الاجتماع الرياضي:

ويوجد ثلاثة أنواع رئيسية من التدريب المعرفي على المعالجة الإدراكية تظهر بانتظام في الملاعب الرياضية أو الساحات الرياضية، وهي:

  • الصورة الذهنية: حيث غالباً ما تُعرَّف الصور الذهنية بأنها التنفيذ العقلي لحركة أو فعل حركي أو فعل بدني، دون أي حركة بدنية فعلية أو تنشيط عضلي، وبهذه الطريقة، فإنها تمثل أداة معرفية فعالة يمكن للرياضيين استخدامها بشكل استراتيجي لتعزيز قدرتهم على أداء المهارات الحركية الخاصة بالرياضة، أو الحدث الذي يختارونه.

وأظهر التصوير العصبي أنه عند استخدام هذه التقنية، فإن الحركات المتخيلة والحركات الفعلية التي تكررها تكون متكافئة تمامًا بمعنى أنها تشترك في نفس الدوائر العصبية بالضبط. ونتيجة لذلك، من خلال تحسين كفاءة تلك المسارات العصبية المتعلقة بالمهارات، حيث يمكن أن تؤدي الصور الذهنية إلى تحسينات لاحقة في كفاءة الحركة وتنمية المهارات، وبالتالي تحسين الأداء الرياضي.

  • الحديث الذاتي: هو استراتيجية معرفية فريدة من نوعها يمكن تعريفها على أنها تؤدي فعل اتصال يمكن التعرف عليه، ويتم التعبير عنه إما بصوت عالي أو كصوت عقلي داخل رأس الفرد الرياضي، والذي يتم توجيهه إلى الذات بعناصر تفسيرية مرتبطة بمحتواها.

وباختصار، إنها عبارة عن عملية التحدث إلى الذات لتعزيز الأسلوب وتغيير الحالة المزاجية، مع تعزيز الثقة والإيمان بالنفس والتحفيز والمرونة العقلية، مع وضع هذا في الاعتبار، فقد ثبت أن تطبيق الحديث الذاتي في المجموعات الرياضية يسهل ويسرع تعلم المهارات الجديدة وخطط الألعاب، ويقلل من القلق المرتبط بالأداء، ويحسن المزاج والتفاني في التدريب، ويطوّر الحافز والمرونة من خلال هذه التفاعلات، وثبت أنها طريقة قوية للتدريب الرياضي المعرفي على المعالجة الإدراكية.

  • اليقظة والتأمل: حيث تشير الأبحاث إلى أن الغالبية العظمى من الرياضيين الناجحين سيعتبرون أصحاء نفسياً، إلا أنه لا يزال من الشائع للغاية بالنسبة لهم تجربة مجموعة واسعة من العمليات الداخلية غير المرغوب فيها، حيث يمكن أن يشمل ذلك قلق المنافسة، العواطف السلبية، الخوف من الفشل والتفكير المختل، وكلها قد تؤثر سلبًا على الأداء.

ويتم استخدام كل من اليقظة والتأمل بشكل متزايد في البيئات الرياضية لتحسين الحالة المزاجية وزيادة الرفاهية العاطفية، وعلاج مشاعر الاكتئاب والقلق وزيادة الإحساس بالثقة وتقدير الذات. ونتيجة لذلك ثبت أن ممارسة كل من طرق التدريب المعرفي على المعالجة الإدراكية  تعمل على تحسين الأداء الرياضي بشكل غير مباشر، من خلال التأثير الإيجابي على هذه المتغيرات المعرفية الرئيسية، مع التأثير الإيجابي أيضًا على قدرات اتخاذ القرار والمعالجة المعرفية داخل الملاعب الرياضية.

فإن الوظيفة الإدراكية ومع هذه التأثيرات يمكن مقارنتها بالتأثير الذي يمكن أن يحدثه التدريب المعرفي على الأداء الرياضي،  ولقد ثبت أن المشاركة في الرياضة طوال العمر تعمل على تحسين القدرات المعرفية عبر تلك الفترة العمرية، ممّا يحدّ من التدهور المرتبط بالعمر في الوظيفة الإدراكية، وحتى يتم تجنب فقدان أنسجة المخ المرتبطة بالعمر.

بالإضافة إلى ذلك  فقد ثبت أن الحفاظ على درجة عالية من اللياقة من خلال الرياضة يعزز كفاءة المسارات العصبية المسؤولة عن التحكم المعرفي والذاكرة والانتباه، ونتيجة لذلك، فإن الأفراد الذين يشاركون بشكل متكرر في الأنشطة الرياضية أكثر كفاءة في استيعاب ومعالجة المحفزات البيئية وأنواع أخرى من المعلومات المتصورة، حيث تتطلب موارد عقلية أقل لمراقبة أفعالهم ولقد ثبت أن هذا له آثار إيجابية على اتخاذ القرار وقدرات حل المشكلات مع تشجيع التحسينات في الحالة المزاجية وتحسينها.

كما أصبح التدريب الرياضي المعرفي سريعًا عنصرًا أساسيًا في التطور الرياضي، مع القدرة على تحسين الأداء المهاري، وتعزيز الحالة المزاجية والمرونة العقلية، وحتى زيادة قدرات اتخاذ القرار، يجب أن تلعب دورًا رئيسيًا في أي نظام تدريب للرياضيين.


شارك المقالة: