ما هي الميزة التنافسية في علم الاجتماع الرياضي؟

اقرأ في هذا المقال


مفهوم الميزة التنافسية في علم الاجتماع الرياضي:

الميزة التنافسية في علم الاجتماع الرياضيوهي من أهم التحديات التي تواجه المنشآت الرياضية والمنظمات الرياضية؛ وذلك أن درجة التنافس في المجتمع الرياضي تعد من أهم العوامل التي تعمل على تحديد قدرة المؤسسة الرياضية على الصمود في وجه منافسيها وضمان استمراها، حيث تقوم المؤسسة الرياضية على مبدأ تحليل البيئة الداخلية والخارجية لها؛ حيث أن ذلك بهدف العمل على تحديد نقاط القوة والفرص التي تسعى إلى تهديدها، بالإضافة إلى العمل على تحديد نقاط الضعف والتهديدات التي تحاول القضاء عليها والتخلص منها.

وعلى الرغم من أن المجتمع الرياضي التنافسي يعتبر ضغوط متواصلة بصورة كبيرة على المؤسسة الرياضية، إلّا أن المؤسسة الرياضية تسعى بشكل دائم ومستمر إلى البحث عن اكتساب ميزة أو عدة مزايا تنافسية من خلال عدة استراتيجيات وطرق مختلفة، حيث يعتمد هذا المفهوم على عامل أساسي وهو أن العامل الأكثر نجاح في المؤسسة الرياضية هو الموقف التنافسي الذي يحدث بداخلها، حيث ينجم عن ذلك عمليات الجذب والدفع؛ وذلك باعتبار أن البيئة الرياضية المحيطة بالمنظمة الرياضية تساعد على إنشاء الميزة التنافسية.

كما عرف علماء علم الاجتماع الرياضي وعلماء الإدارة الرياضية بأنها قدرة المنظمة الرياضية على صياغة وتطبيق الاستراتيجيات التي تجعلها في مركز أفضل بالنسبة إلى المنظمات الأخرى، التي تعمل في نفس النشاط الاجتماعي والرياضي، حيث يشير هذا التعريف إلى أن الميزة التنافسية تنحصر في قدرة المنظمة الرياضية على صياغة وتطبيق الاستراتيجيات التي تمكنها من الحصول على مركز تنافسي أفضل وأحسن، مقارنة بمنافسيها الذين يعملون في نفس النشاط الممارس.

وأيضاً تم تعريفها بأنها الميزة أو العنصر التي تغلب قدرة المنظمة الرياضية والتي يتم من خلالها اتباع طرق وأساليب معينة ومحددة للتنافس، حيث يركز هذا التعريف على مصدر من مصادر الميزة التنافسية والمتمثلة في استراتيجية التنافس التي تقوم باتباعها المنظمة الرياضية؛ حيث أنه من خلال ذلك يمكن القول بأن الميزة التنافسية هي الميدان التي تتمتع فيه المنظمة الرياضية بقدرة أعلى من منافسيها في استغلال الفرص الخارجية أو الحد من تأثر التهديدات، كما تنبع الميزة التنافسية من خلال قدرة المنظمة الرياضية على استغلال مواردها المادية أو البشرية أو الفكرية.

أبعاد الميزة التنافسية في علم الاجتماع الرياضي:

القيمة المدركة لدى العامل الرياضي:

وهي قيام المنظمات الرياضية بالعمل على استغلال الإمكانيات المختلفة في تحسين القيمة الاجتماعية التي يدركها العامل داخل المنظمة الرياضية؛ حيث أن ذلك يساهم في بناء الميزة التنافسية الخاصة بالمنظمة الرياضية، كما يتضمن مفهوم القيمة الاجتماعية السعر والجودة الأعمال المقدمة بالإضافة إلى مدى اقتناع المنظمة الرياضية بالخدمة المقدمة.

حيث تؤدي إدارة رأس المال الفكري دوراً كبيراً وهاماً في تدعيم مفهوم القيمة لدى العامل الرياضي داخل المنظمة الرياضي، والذي يعتبر من أهم العوامل التي تساعد على تحقيق الميزة التنافسية عن طريق التركيز على مكوناتها، المتمثلة في رأس مال العلاقات العامة مع المجتمع الرياضي المحيط بالمنظمة.

التميز:

حيث يمكن العمل على تحقيق الميزة التنافسية داخل المنظمات الرياضية، من خلال القيام بعرض الخدمة التي لا يستطيع المنافسون بتقليدها أو عمل نسخة منها، ويوجد عدة مصادر تساعد على الوصول إلى التميز، وهي (الموارد البشرية، الموارد المالية، رأس المال الفكري، الإمكانيات والميول التنظيمية).

أنواع الميزة التنافسية في علم الاجتماع الرياضي:

النوع الأول (تنافسية المنتج):

تعتبر تنافسية المنتج الرياضي شرط لازم وضروري لتحقيق تنافسية المؤسسة الرياضية، ولكنه في ذات الوقت يعتبر شرط غير كافي، حيث إنه في معظم الأوقات يعتمد على سعر التكلفة الرياضية باعتبارها معيار وحيد لتقويم تنافسية منتج رياضي معين، حيث يعتبر هذا الأمر أمراً مضللاً، وذلك باعتبار وجود معايير قد تكون أكثر جودة في تقديم الخدمات الرياضية، ونسبةً إلى ذلك يجب العمل على اختيار معايير معبرة تمكن من التعرف الدقيق على وضعية المنتج الرياضي (كرة قدم، مضارب) في السوق وفي وقت معين.

النوع الثاني (تنافسية المؤسسة الرياضية):

حيث يتم تقويمها على مستوى أشمل من الميزة المتعلقة بالمنتج الرياضي، كما يتم تقويمها آخذين بعين الاعتبار هوامش كل المنتجات من جهة والأعباء الإجمالية، بالإضافة إلى النفقات العامة والمصاريف المالية، ومن جهة أخرى ففي حالة كثرة هذه المصاريف واستمرت لفترة طويلة؛ حيث أن ذلك سيؤدي إلى خسائر كبيرة يصعب على المؤسسة الرياضية تحملها.

النوع الثالث (التنافسية وفق الزمن):

حيث تتمثل في التنافسية الملحوظة والقدرة التنافسية في المنظمات الرياضية، كما تعتمد على النتائج الإيجابية التي تحقق من خلال دورة زمنية معينة؛ كما يجب على المؤسسة الرياضية أن تتفاءل بشأن هذه النتائج؛ وذلك كونها تنجم عن فرص عابرة في السوق الرياضي أو عن ظروف التي جعلت المؤسسة الرياضية في وضعية احتكارية، فإن النتائج الإيجابية في المدى القصير قد لا تكون نفسها في المدى الطويل.

النوع الرابع (التنافسية وفق القدرة):

تعد القدرة التنافسية في علم الاجتماع الرياضي وفي المنظمات الرياضية من أهم العوامل التي تساعد على تحقيق نجاح أو فشل المؤسسة الرياضية، حيث أنها تُعبّر عن جوانب التفوق والتميز التي تحققها للمؤسسة الرياضية، كما تختص بالفرص المستقبلية، على أنها تستند إلى مجموعة من المعايير والسبل الضرورية التي تساعد على بقاء المؤسسة الرياضية صامدة وقوية وسط مجتمع رياضي مضطرب.

ظروف الميزة التنافسية في علم الاجتماع الرياضي:

عدد المصادر الميزة التي تمتلكها المؤسسة الرياضية:

ففي حالة قامة المؤسسة الرياضية اعتماد ميزة تنافسية واحدة مثل تصميم المنتج الرياضي بأقل تكلفة وأقل جهد ممكن؛ فإنه يمكن للأفراد المنافسين داخل المؤسسة الرياضية التغلب على الصعوبات والمشاكل التي تحدث، أما في حالة تعدد مصادر الميزة التنافسية، فإنه يصعب على الأفراد المنافسين في المؤسسات الرياضية القيام بتقليدها.

درجة التحسين والتطوير والتجديد المستمر في الميزة التنافسية:

يجب أن تتحرك المؤسسات الرياضية نحو إنشاء مزايا جديدة بشكل أسرع وقبل قيام المؤسسات الرياضية المنافسة بتقليد أو محاكة الميزة القائمة حالياً، كما يتطلب هذا الأمر قيام المؤسسات الرياضية بتغيير المزايا القديمة، مع العمل على خلق مزايا تنافسية جديدة ومن مرتبة مرتفعة.

محددات الميزة التنافسية في علم الاجتماع الرياضي:

  • حجم الميزة التنافسية: حيث يتحقق للميزة التنافسية في المنظمات الرياضية أو المنشآت الرياضية صفة الاستمرار في حالة قام المنظمات الرياضية بالمحافظة على ميزة التكلفة الأقل، وبصورة عامة كلما كانت الميزة أكبر كلما تطلبت جهود أكبر من المنظمات الرياضية المنافسة؛ وذلك للتغلب عليها أو تقييد أثرها.
  • نطاق التنافس: إن العمل على توسيع نطاق النشاط الرياضي الممارس في المنظمات الرياضية يمكن أن يحقق نتائج أكثر بأقل تكلفة بالمقارنة مع المنظمات الرياضية الأخرى.
  • استمرار الميزة التنافسية:  يعتبر التطوير المستمر من أهم مقومات إدارة التميز داخل المنظمات الرياضية، حيث يعمل للمنظمة الرياضية أن تكون دائماً في موقف أفضل من المنظمات المنافسات، كما يستدعي ذلك بشكل ضروري إلى تكوين الإبداع؛ باعتباره نشاط اجتماعي منظمة ومنهجي في كيفية التوصل إلى تقنيات جديدة تعمل على تحقيق الميزة التنافسية مع المحافظة عليها.

شارك المقالة: