طريقة تنظيم المجتمع والتغير في القيم والاتجاهات في علم الاجتماع الرياضي:
لا تعمل طريقة تنظيم المجتمع الرياضي في فراغ، ولكنها تمارس في مناخ إيديولوجي ينتشر في المجتمع الرياضي، وله تأثير في كافة الأنشطة الرياضية المبذولة في المجتمع الرياضي، حيث يستند سلوك الأفراد الرياضيين إلى مجموعة من القيم والاتجاهات النابعة من مجتمعهم المتأثر بأيديولوجيته ومؤثرة في حمايتها، كما أنه يتم ممارسة العادات والتقاليد في أساسها، حيث يبدو ذلك جلياً في مجالات العلاقات الاجتماعية بين سكان المجتمع الرياضي.
كما أنه عند ممارسة طريقة تنظيم المجتمع الرياضي مع أي مجتمع ثاني يجب أن تراعي القيم والاتجاهات السائدة فيه، ومن مبادىء هذه الطريقة أن يتقبل المشتغلون بها المجتمع الرياضي كما هو، ثم يبدأون معه من حيث هو بما فيه من قيم واتجاهات وعادات وتقاليد وأنظمة وقواعد.
كما أن التغيّر الذي تم به المجتمعات الرياضية لا يعمل في الجانب المادي وحده، بل يشمل الجانب الاجتماعي والجانب الاقتصادي والجانب السياسي والجانب الديني، حيث أن التغير في الجانب المادي أسرع من التغير في الجانب الاجتماعي؛ ممّا يتسبب في إحداث فجوة يطلق عليها (التخلف الثقافي)، وهي سبب في حدوث وجود المشكلات الاجتماعية الرياضية التي يعاني منها المجتمع الرياضي، ولذلك يجب على المجتمع الرياضي أن يتدخل للعمل على حل تلك المشكلات لكي يعيد توازنه بأقل زمن ممكن.
حيث تُعدّ طريقة تنظيم المجتمع والتغير في القيم والاتجاهات الرياضية من الطرق التي تعمل على المساهمة في العمل على إعادة التوازن في كافة المجتمعات الرياضية، فيما يتعلق بمجالات نشاطها الرياضي المختلف، كما تُشكّل قيم واتجاهات الأفراد الرياضيين في الكثير من الأحيان من أهم وأصعب العقبات التي يواجهها المتخصصون في تنظيم المجتمع الرياضي، عند ممارسة عملهم لإعادة التوازن إلى المجتمع الرياضي.
حيث يحدث ذلك نتيجة وجود الصراع بين القيم والاتجاهات الرياضية القديمة المتصلة في نفوس البشر، وكذلك بين القيم والاتجاهات الجديدة التي يجب أن يتكسبها هؤلاء الناس؛ أي وجود قيم وإتجاهات لم تتغير للتناسب، والتغير الذي يأخذ طريقه في المجتمع إلى غرس قيم واتجاهات جديدة أو تعديل القيم والاتجاهات السائدة بما يتناسب مع التغير الذي طرأ على المجتمع الرياضي.