علاقة الرياضة بالتماسك الوطني في علم الاجتماع الرياضي:
إن الفرد الرياضي يكتسب منذ فترة طفولته الكثير من العوامل الإيجابية السليمة، كما يكتسب الشعور بالانتماء إلى جماعة اللعب الرياضي أو الفريق الرياضي أو النادي الرياضي، حيث أن ذلك من خلال الألعاب الرياضية والرياضات المختلفة، كما يُعدّ الانتماء مُتطلَّب اجتماعي وحاجة نفسية اجتماعية، حيث لا ينبغي تجاهلها؛ وذلك لأن البديل هو الإنسان اللامنتمي المغترب الذي لا يتفاعل مع مجتمعه الرياضي ومجتمعه بأكمله ولا يعمل على النهوض به، ولأنه يفتقر إلى مشاعر التوحد والانتساب الرياضي العميق لهذا المجتمع الرياضي.
حيث تبني الجماعة الرياضية الصغيرة ممثلة في الفريق الرياضي أولى في قواعد الانتماء لها، حيث أنهم يلتفتون حول رموز هذا الفريق الرياضي، سواء كان رئيس الفريق أو كابتن الفريق أو شعار الفريق أو النادي أو حتى لون القميص الموحد الذي يرتدونه والذي يُعبّر عن توحد هويتهم وانتمائهم، حيث أنه سرعان ما تتكون الصلات الاجتماعية الداخلية بين أعضاء الفريق الرياضي الواحد والذي يجتمع على مشاعر موجة المنافسة الخارجية عبر مشاعر التوحد والتماسك الرياضي.
حيث يتم التواصل داخل الفريق الرياضي من خلال المعطيات الثقافية والمعطيات الاجتماعية والمعطيات القومية ولغة التواصل والمعايير الاجتماعية ولغة الآداب والأخلاق، حيث تنمو مشاعر الاعتزاز بالقومية الوطنية والتي تندرج من حب الفريق الرياضي أو النادي الرياضي والتضحية في سبيله إلى حب الوطن والدفاع عن ترابه.
كما أن الشباب الرياضيين هم أمل المجتمع الرياضي في تحقيق الوحدة والتماسك الوطني؛ وذلك من خلال برامج التنمية الطموحة ذلك لأن المواطنين تخطوا مراحل الشباب وأصبحوا يركزون اهتمامهم في أنفسهم، كما تتميز مرحلة الشباب بالمثالية والروح الثورية على الأوضاع الخاطئة والأوضاع الفاسدة مع وجود ميل نحو التوجه إلى إحداث التغير، حيث ذلك يجعل منهم قوة كبيرة لا يتم الإستهانة بها على المستوى الاجتماعي الرياضي، كإحدى أهم أدوات التغير الاجتماعي والتطور الرياضي.
كما عمدت الكثير من دول العالم إلى ضم كل من مؤسسات رعاية التماسك الوطني والرياضة معاً، حيث أن ذلك من خلال مؤسسة واحدة إيماناً منها بوثائق الصلة بين قوة التماسك وتحقيق النجاح على المستويات الرياضية العالية، كما أن للرياضة دور أساسي وحيوي في تنمية وتطوير التماسك الوطني خلال ممارسة الأفراد الرياضيين مختلف أنشطتها.