ما هي فئات ومكونات استراتيجية التعلم الحركي المنظم ذاتياً في الرياضة؟

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن استراتيجية التعلم الحركي المنظم ذاتياً في الرياضة:

تتميز استراتيجية التعلم الحركي المنظم ذاتياً عن استراتيجيات التعلم الحركي الأخرى بتركيزها على الكيفية التي يستطيع بها الفرد الرياضي المتعلم أن ينشط ذاتياً، حيث أنه يعدل ممارسات الفرد الرياضي الحركية ويدعمها في داخل بيئات الرياضية المحددة، كما تصبح لديه القدرة على مراقبة أدائه وتحديد الاستراتيجيات المناسبة وتطبيقها، حيث يكون مدفوعاً نحو التعلم الحركي.

حيث أن تبنّي الفرد الرياضي المتعلم مسؤولية تعلمه ونتائجه، فإنها تسهم في زيادة قدرة الفرد الرياضي المتعلم على استحضار الخبرات والمعلومات الرياضية المخزنة في الذاكرة، كما تزيد من فاعليته وتنمي حس المسؤولية لديه، وتكسبه مهارات التعلم الرياضي المستقل.

فئات استراتيجية التعلم الحركي المنظم ذاتياً في الرياضة:

إن استراتيجية التعلم الحركي المنظم ذاتياً تتضمن ثلاث فئات مختلفة من الاستراتيجيات المعرفية، وهي:

  • الاستراتيجيات المعرفية: وهي الاستراتيجيات التي يقوم باستعمالها الفرد الرياضي المتعلم في التعلم والتذكر والفهم.
  • الاستراتيجيات ما وراء المعرفة: حيث تشمل على التخطيط والتنظيم والترتيب والمراقبة.
  • استراتيجيات إدارة المصادر: حيث تتضمن قدرة الفرد الرياضي المتعلم على إدارة وضبط الجهد والتعب أثناء أداء الواجبات الحركية والرياضية، مع القدرة على المثابرة في مواجهة المهام الصعبة، حيث تتمثل تلك الاستراتيجية في إدارة الوقت التعلم الرياضي وبيئته وتنظيم الجهد وطلب المساعدة.

خصائص استراتيجية التعلم الحركي المنظم ذاتياً في الرياضة:

  • يكون فيها الفرد الرياضي المتعلم أكثر مبادأة، حيث يظهر مثابرة غير عادية في المهام أو الواجبات الحركية المطلوب تعلمها.
  • إن الفرد الرياضي يصبح فيها أكثر فعالية ودافعية؛ وذلك لأن لديه استعداد أكبر للمشاركة والمثابرة لمدة زمنية أطول عند أداء الواجبات الحركية المطلوبة منه.
  • كما يكون الفرد الرياضي فيها ذا ثقة مرتفعة في ذاته، كما أنه يمتلك خططاً وبراعة وذكاء وحنكة أثناء حله للمشاكل أو الصعوبات أو المعوقات التي تواجهه في أثناء تعلمه للمهارات الحركية والرياضية، بالإضافة إلى ممارسته ردود فعل تجاه نتائج أدائه للمهمات أو الواجبات الحركية المطلوب تعلمها.
  • كما تساعد استراتيجية التعلم الحركي المنظم ذاتياً الفرد الرياضي بتحديد أهدافه التعليمية والرياضية؛ حيث أن ذلك تساعده على الوصول إليها.
  • كما أن الفرد الرياضي يمارس واجباته بكل كفاءة وبطرائق مختلفة، حيث يمتلك مخزون واسع من الاستراتيجيات المعرفية والاجتماعية، حيث تساعده على إعادة ترتيب نفسه وتنظيمها، كما أن التغذية الراجعة الذاتية لها أثر مهم في التعلم الرياضي المنظم ذاتياً.

مكونات استراتيجية التعلم الحركي المنظم ذاتياً في الرياضة:

المكون الأول (القيمة):

حيث يتضمن الأهداف العامة التي يقوم بتحديدها الفرد الرياضي المتعلم لنفسه في تعلّم مهارة حركية محددة، التي تتمثل في أهمية المهارة الرياضية والحركية مع إمكانية الاستفادة منها، كما يهتم هذا المكون بالاستجابة على مكونات التوقع عن طريق الإجابة على أسئلة معينة، مثل (لماذا أقوم بهذه المهمة الحركية؟)، حيث يتكون هذا المكون من عدة مكونات، وأهمها:

  • التوجه الداخلي للهدف: حيث يشير التوجه الداخلي للهدف إلى إدراك الفرد الرياضي المتعلم لأسباب اندماجه في مهمة تعلم المهارات الحركية والرياضية، كما أنه يُعبّر عن أهداف أو توجهات الفرد الرياضي المتعلم للمهارة الحركية المطلوب تعلمها في الملاعب الرياضية.

كما أنه يتعلق بدرجة إدراك الفرد الرياضي المتعلم للأسباب التي تجعله يشارك في مهمة محددة، ومن أهم تلك الأسباب (التحدي، حب الاستطلاع، التفوق)، حيث يدل ارتفاع التوجه الداخلي لدى الفرد الرياضي المتعلم على أن مشاركة الطالب في المهمة أو الواجب الحركي، باعتبارها غاية وهدف في حد ذاتها أكثر من كونها وسيلة وطريقة.

  • التوجه الخارجي للهدف: إن التوجه الخارجي للهدف يكمل التوجه الداخلي للهدف الرياضي المراد تحقيقه، حيث يتعلق بدرجة إدراك الفرد الرياضي المتعلم لأسباب مشاركته في مهمة أو واجب حركي محدد، ومن أهم تلك الأسباب (الدرجات، المكافآت، الأداء الحركي المميز، التقييم من الأفراد الرياضيين الآخرين).

حيث عندما يكون الفرد الرياضي المتعلم مرتفعاً في التوجه الخارجي للهدف، فإن اندماجه في مهمة التعلم للمهارات الحركية وسيلة في حد ذاتها، كما يكون الاهتمام الأساسي للفرد الرياضي المتعلم مرتبطاً ارتباطاً متكاملاً بالقضايا والأسباب والعوامل الخارجية التي لا ترتبط بشكل مباشر بالمشاركة في المهمة أو الواجب الحركي نفسه؛ أي بمعنى توجه الهدف سواء كان هدف داخلي، أو هدف خارجي يشير إلى أسباب مشاركة الفرد الرياضي المتعلم في المهمة أو الواجب الحركي.

  • قيمة المهمة أو الواجب أو الوظيفة الحركية: حيث تتعلق قيمة المهمة الحركية بتقييم الفرد الرياضي المتعلم لاهتمامه بالمهمة وأهميتها وفائدتها، كما أن ارتفاع قيمة المهمة أو الواجب الحركي لدى الفرد الرياضي المتعلم يؤدي إلى زيادة اندماجه في تعلمها؛ أي بمعنى أن قيمة المهمة أو الواجب الحركي يتعلق بإدراك الفرد الرياضي المتعلم للمهارات الحركية المطلوب تعلمها، من حيث اهتمامهم بها وأهميتها وفائدتها بالنسبة لهم.

المكون الثاني (التوقع):

حيث يتضمن معتقدات الفرد الرياضي المتعلم عن الكفاءة في أداء المهمات الحركية أو الواجبات الحركية أو الوظائف الرياضية، كما تتضمن الإجابة عن أسئلة مثل، (هل يستطيع الفرد الرياضي المتعلم أداء وممارسة المهمة أو الواجب الحركي بكل كفاءة وامتياز؟)، حيث يتكون هذا المكون من عدة مكونات، وأهمها:

  • ضبط معتقدات التعلم الحركي: حيث يشير إلى اعتقاد الفرد الرياضي المتعلم بأنه مجهوداته للتعلم الرياضي سوف تعطي نتائج إيجابية، وأن هذه النتائج تتوقف على ما يمتلكه الفرد الرياضي المتعلم من مجهود، كما أن وجود اختلاف في جهوده وفي التعلم الرياضي يؤدي إلى اختلاف في تعلمه للمهارات الرياضية، ففي حالة شعر الفرد الرياضي المتعلم بأنه يمكن ضبط أدائه الحركي، فإنه سيكون أكثر رغبة لوضع ما يحتاجه من استراتيجيات مختلفة؛ وذلك ليجعل التغيرات مرغوبة.
  • فعالية الذات في التعلم الرياضي والأداء الحركي: وهي عبارة عن تقرير ذاتي واجتماعي لمقدرة الفرد الرياضي المتعلم على أداء مهمة أو واجب حركي محدد، حيث تتضمن حكماً عن قدرة الفرد الرياضي المتعلم على إنجاز المهمة أو الواجب الحركي، بالإضافة إلى ثقته في مهاراته وقدراته لأداء تلك المهمة أو الواجب الحركي المحدد.

المكون الثالث (رد الفعل):

حيث تشمل على رد الفعل الانفعالي نحو المهمة أو الواجب الحركي، كما يعرف وقت رد الفعل هو القدرة على الاستجابة بسرعة للمنبهات، حيث أنه مهم في العديد من الألعاب الرياضية والأنشطة اليومية، وعلى الرغم من أنه لا يتم قياسه في كثير من الأحيان، حيث أن وقت رد الفعل البسيط هو الوقت المستغرق بين التحفيز والحركة.

كما يوجد عدد قليل من العوامل التي يمكن أن تؤثر على وقت رد فعلك في الرياضة والحياة بشكل عام، حيث تشمل هذه العوامل الوراثية والجنس والعمر والقدرات المعرفية وخلفية التدريب وحتى درجة حرارة الجسم، كما أن كل هذه العوامل لها تأثيرها الخاص على مدى سرعة رد فعل ومدى قدرة الفرد الرياضي على تحسينه.

وتؤثر أيضاً درجة حرارة الجسم على وقت رد فعل، حيث وفقًا لبعض الدراسات الذي قام بها علماء علم الاجتماع الرياضي، أنه يحدث وقت التفاعل الأمثل في درجات حرارة الجسم المرتفعة، وعلاوة على ذلك، مع انخفاض درجة حرارة الجسم، سيصبح وقت رد الفعل أطول نتيجة لذلك.

المصدر: علم الاجتماع الرياضي، مصطفى السايح، 2007علم الاجتماع الرياضي، إحسان الحسن، 2005علم الاجتماع الرياضي، خير الدين عويس وعصام الهلالي، 1997 الاجتماع الرياضي، جاسب حمادي، 1998


شارك المقالة: