نظريات التفسير الاجتماعي للرياضة:
- الإرهاصات النظرية: حيث لا يستطيع أحد أن يتجاهل تأثير السياقات الاجتماعية على الرياضة، حيث أنها تضفي المعنى عليها وتبرر وتفسر وجودها كنشاط إنساني، ولذلك لا تستطيع الرياضة أن تبتعد عن الفكر الاجتماعي السائد في المجتمع الذي يحتضنها، وذلك لأن الأفكار الاجتماعية تتباين بتباين المجتمعات، فإن ذلك قد انعكس على الرياضة وعلى محاولات تفسير وظيفتها الاجتماعية بشكل واضح؛ على أن اعتبار الرياضة عالم مُصغّر للمجتمعات وجزء من نسيجها الثقافي.
- نظرية المطابقة: ويطلق على هذه النظرية نظرية التوافق، حيث تعبر عن الرياضة أنها ظاهرة أيدويولوجية سلبية، حيث أنها تنظر للرياضة على أنها ظاهرة إنسانية لها طبيعتها الأيديولوجية، كما أنها انعكاس لمصالح الطبقة الحاكمة أو المسيطرة على مقاليد البلاد، فهي أحد خدامها وأدواتها الفاعلة في السيطرة، حيث أن إدارة الرياضة ونظامها القيمي خاضعان لمراقبة الطبقات الحاكمة إلى أبعد حد.
- نظرية الإنتاج: ويطلق على هذه النظرية نظرية التكاثر، حيث ترى أن الرياضة والثقافة البدنية تتبنى النمط الرأسمالي للإنتاج والتفرد الذاتي في العلاقات الاجتماعية كسمة غالبة في هذا النمط من المجتمعات الرياضية، ممّا يجعل من الرياضة تجسيداً لهذه العلاقات، كما أنها تعمل على تنشئة الأطفال الرياضيين والشباب الرياضيين عليها، حيث أنّ أسلوب إدارة المباريات لا يختلف كثيراً عن أسلوب إدارة المصنع أو الشركة، حيث أنه في حالة سمح بتسهيلات رياضية أو ترويحية في مثل هذه المؤسسات، فإنما يتم ذلك لتوجيه سلوكيات العمال والموظفين وتطبيعهم على القيم الرأسمالية أكثر ممّا ينظر إلى أن الرياضة يمكن أن تكسبهم اللياقة والصحة وترفع مستوى إنتاجيتهم.
- نظرية السيطرة: حيث ترى هذه النظرية أن معطيات المحيط الاجتماعي في مجتمع رياضي ومحدد وفي زمن ما هي القادرة على صنع الرياضة ووظائفها التي تتماشى مع هذه المعطيات، حيث لا تلقي نظرية السيطرة إلى وظائف الرياضة في دعم المساواة والعدل بين الناس، إنما تهتم بتحديد طبيعة النموذج الاجتماعي الشامل الذي تساهم الرياضة في بنائه وتوطيد أركانه.
كما تساعد نظرية السيطرة في علم الاجتماع الرياضي في التعرف على مصادر التوتر والخوف والعنف والعدوان وسبل إزالتهم من خلال توظيف الرياضة وعبر التراضي، ممّا يكفل إحكام السيطرة للطبقة الحاكمة، كما أن نظرية السيطرة في علم الاجتماع الرياضي هي أقرب في جديتها في تفسير المنطق الجدلي لمتغيرات السلطة.