نظرية التعلم الاجتماعي في علم الاجتماع الرياضي:
تعتبر عملية التنشئة الاجتماعية في علم الاجتماع الرياضي بحد ذاتها عملية تعلّم لأنشطة الرياضيية؛ وذلك لأنها تتضمن تغييراً أو تعديلاً في السلوك الرياضي؛ نتيجة تعرض الفرد الرياضي سواء كان (لاعب أو مدرب أو عضو إداري)، لخبرات وممارسات ومواقف رياضية معينة ومحددة؛ لأن مؤسسات التنشئة الاجتماعية الرياضية المختلفة تستخدم أثناء عملية التنشئة الاجتماعية الرياضية بعض الأساليب والوسائل الرياضية والحركية المعروفة في تحقيق التعلم الرياضي والتدريب الرياضي الحركي، سواء كان بقصد أو بدون قصد.
حيث أن التطبيع الاجتماعي الرياضي في رأي نظرية التعلم الاجتماعي في علم الاجتماع الرياضي، هو الجانب المحدود والمركّز من التعلّم الرياضي الذي يعني بالسلوك الاجتماعي الحركي عند الإنسان الرياضي، كما يمكن النظر إلى التطبيع الرياضي الاجتماعي، باعتباره تعلّماً رياضياً يعمل على المساهمة في قدرة الفرد الرياضي على أن تقوم بأدوار رياضية اجتماعية معينة، كما يحدث التطور الاجتماعي الرياضي من خلال مشاهدة أفعال الأفراد الرياضيين الآخرين وتقليدهم، كما أن مبادئ التعليم الرياضي مثل التعزيز، العقاب، التعميم والتمييز، كلَّها تلعب دوراً رئيساً في عملية التنشئة الاجتماعية الرياضية.
كما أن الأفراد الرياضيين يقومون بتطوير فرضياتهم حول أنواع السلوك الرياضي الحركي التي سوف تقودهم للوصول إلى أهدافهم، مثل هدف تحقيق ألقاب الرياضية سواء على المستوى المحلي أو على المستوى الدولي، حيث أن الكثير من التعلم الرياضي يحدث من خلال نراقبة سلوك الأفراد الآخرين وكيفية ملاحظة نتلئج أفعالهم، كما يتعبر الإنسان الرياضي كائن اجتماعي يتأخر باتجاهات الأفراد الرياضيين الآخرين ومشاعرهم وتصرفاتهم وسلوكهم الرياضي؛ أي بمعنى يستطيع أن يتعلم الفرد الرياضي من خلال ملاحظة استجابات الأفراد الآخرين وتقليدهم.
كما تؤدي عملية ملاحظة سلوك الأفراد الرياضيين الآخرين إلى كف بعض الاستجابات الرياضيية أو تجنب أداء ممارسة بعض أنماط السلوك الرياضي، بشكل خاص إذا واجه للاعببين عواقب رياضيية سلبية أو نموذج رياضي غير مرغوب فيها من سبب انغماسه في هذا السلوك الرياضي الحركي، كما تؤدي عملية سلوك الأفراد الآخرين إلى عكس ذلك؛ أي بمعنى بعض الاستجابات الرياضية المكفوفة أو المقيدة، خاصةً عندما لا يواجه النموذج الرياضي عواقب رياضية حركية سيئة أو غير سارّة نتيجة ما قام به من أفعال رياضية.