تكيف الجهاز العصبي العضلي أثناء ممارسة تدريبات القوة في المجال الرياضي

اقرأ في هذا المقال


يترتب على اللاعب ممارسة المهارات الرياضية التي تتطلب الجهد العنيف بالشكل المطلوب؛ وذلك من أجل أن يحقق أعلى مستوى من الأداء.

تكيف الجهاز العصبي العضلي أثناء ممارسة تدريبات القوة في المجال الرياضي

نظراً لتنوع تطبيق وكيفية تنفيذ الألعاب والنشاطات الرياضية التي يتطلب تميزها وفقاً لعلاقة القوة التي في الداخل مع العلاقة الخارجية وبين العمل العضلي الثابت والمتحرك، كما أن الانقباض العضلي يتم بعد استلام الإشارة (الحافز) فقط وأن قوة انقباضها يعتمد بصورة جزئية على شدة المثير، وبناء على ذلك فإذا لم يعمل الجهاز العصبي المركزي على إمداد العضلة بشكل دائم بمحفزات مرتفعة كما يحصل أثناء الحمل البدني فإن العضلة لن تستطيع من الانقباض بقوة.

وفي هذه الحالة فإنه يبدو على العضلات التي تشارك في الحمل التعب، إلا أن مكان التعب الحقيقي قد يكون تعب الجهاز العصبي المركزي، ونتيجة ذلك يحصل سلوك معين من التكامل بين الجهاز العصبي والعضلي والذي يحتاج الانتباه إليه أثناء اختيار وتنفيذ التمرينات عند تدريب القوة، فخلال تمرينات السحب عالياً على الحلق والهبوط إلى وضع الوقوف ثم الثبات في الوضع، تعمل قوة العضلات كالآتي: السحب إلى الأعلى لإمكان التغلب على المقاومة، الهبوط إلى أسفل صرف أو إعطاء من العمل المنجز، الثبات في وضع المحافظة على العمل المنجز.

كما أن صفة السحب والهبوط فهو الحركة، أما المحافظة على الوضع فهو الثبات، أما في طريقة استنفاد الجهد الكلي فتؤدي التكرارات على أساس المثيرات القليلة للجهاز العصبي المركزي الذي يصعب تكامل ربط وفصل العوامل الإرادية، لقد وجد أن تحفز الجهاز العصبي المركزي يهبط في بداية التعب، ولهذا السبب تطور طريقة استنفاذ الجهد الكلي بشكل أساسي قابلية الإعادة المستخدمة مع الجهد المناسب، وأما في طريقة بذل الجهد لفترة قصيرة فتطور قابلية الجهد القصوي لمرة واحدة.

كما أن ظاهرة الشد الثابت تؤدي إلى تمنع في الأعصاب المركزية، وهذا بدوره يحقق تنظيم التنفس والدورة الدموية، أما أثناء خفض الجهد الثابت مباشرة فتعمل العضلات ويرتفع التمنع في الأعصاب المركزية بواسطة الإثارة، لذا يقوى نشاط عملية التنفس وجهاز الدورة الدموية.

ويأخذ الجهاز العصبي المركزي للرياضي بشكل ظاهر ما يحدث له من الانفعالات بمقدار معين، ثم يتفاعل وتتكرر الدوافع الحركية في محيط العضلة، وبذلك يحدث عمل العضلة على شكل موجات لإثارة الحواس، إن خواص مكونات الجهاز العصبي المركزي تمتاز بفاعليتها لأنها تحقق المؤهلات اللازمة لتحمل فاعلية التدريب الجيد، ولذلك يمكن معرفة تأثير الجهاز المركزي للرياضيين أثناء أدائهم الحركات الرياضية.

مع ملاحظة عدم قدرتهم على التحرك في بعض الأحيان بسبب عدم تكامل فعل ومستلزمات الجهاز العصبي المركزي، كما يؤثر أسلوب التمرين (مثل تمرين السرعة أو تمرين التحمل ) على نوع وحجم التكيف في الجهاز العصبي العضلي، على سبيل المثال إذا تم تنفيذ تمرين التحمل (التكرار الكثيف وكانت تقلصات الأحمال منخفضة)، فيكون على الجهاز العضلي أن يضطر لإجراء تغييرات محددة يكون هدفها التمثيل الغذائي الهوائي ومقاومة التعب البدني.

كما يعرف التحكم العصبي العضلي بأنه التحكم الكبير في العضلة لإشارة تكزن لها علاقة بمكان وجود المفصل الديناميكي، ويتم التحكم في حركات الأطراف السفلية بما في ذلك مفصل الركبة من خلال هذا النظام الذي يحتاج إلى توفير الرسائل الصحيحة للحركة الهادفة، ويجب أن تتناول برامج التدريب العصبي العضلي العديد من جوانب الوظيفة الحسية والاستقرار الوظيفي لتحسين الوظيفة الموضوعية وتخفيف الأعراض.

كما تعتمد طريقة التدريب العصبي على مبادئ الميكانيكا الحيوية والعصبية العضلية، ويكون هدفها العمل على تحسين التحكم الحسي الحركي وتحقيق الاستقرار الوظيفي التعويضي، على عكس تدريبات القوة التقليدية فإنها تتناول التمارين العصبية والعضلية جودة الحركة وتؤكد على التحكم المشترك في جميع المستويات الميكانيكية الحيوية والحركة الثلاثية.

وللتمرينات العصبية تأثيرات على الأداء الوظيفي والميكانيكا الحيوية وأنماط حركة  العضلات في عضلات المفصل المحيطة، كما أن مجرد استعادة القيود الميكانيكية لا يكون كافي للتعافي الوظيفي للمفصل؛ وذلك لأن طريقة التحكم العضلية الطبيعية المطلوبة أثناء الحياة اليومية والأنشطة الخاصة بالرياضة سيتم إهمالها.

التكيف مع تدريبات القوة عالية المقاومة

يعرف شير تدريب المقاومة التدريجي إلى أي شكل من التدريب التي يكون هدفها العمل على تحسين قوة العضلات وحجمها من خلال الانقباض العضلي، ويعتمد هذا النوع من التمرين على مبدأ الحمل الزائد حيث يتم تنمية القوة وارتفاع نمو العضلات من خلال أداء وتشغيل عضلة قريبة من استطاعتها القصوى على توليد القوة.

وقد يتضمن البرنامج النموذجي 6_ 8 عمليات تكرارات لرفع وخفض وزن مع تكرار هذه المجموعات 3_ 4 مرات، واستخدام أحمال تساوي 70_ 80% تقريبًا من الحد الأقصى للحمل الذي يمكن رفعه مرة من قبل اللاعب، وأما بالنسبة للتكيفات العصبية التي تحدث أثناء تدريبات القوة عالية المقاومة:

  • زيادة الدافع المركزي (من المراكز العليا للدماغ) بعد تدريب المقاومة مسؤول جزئيًا عن زيادة القوة.
  • انخفاض مقدار القوة التي يكون عندها تشغيل الوحدات الحركية.
  • زيادة كمية إطلاق الوحدات الحركية.
  • انخفاض مستوى التنشيط المشترك لعضلات الخصم بعد التدريب.

كما تتكيف العضلات مع الحمل البدني الميكانيكي من خلال تنوع حجم العضلات، ومن خلال التمرين على المقاومة يتم تنشيط طرق وإرسال مختلفة وهذه الطرق تبدأ في تكوين بروتينات جديدة وتضخم الألياف العضلية وحجم خلية العضلات؛ مما يؤدي إلى تضخم مع القليل من الأدلة التي تظهر زيادة في الألياف العضلية.

كما أن العضلات حساسة لأحمال التدريب، حيث أن النظام العضلي هو نظام ديناميكي ويكون به البروتينات التي يتم تصنيعها وتدهورها ولنمو العضلات، ويجب تغيير التوازن بين تخليق البروتين وانعدامه، ويمكن أن يحدث هذا إما عن طريق زيادة معدل التوليف أو تقليل معدل التدهور أو مزيج من الاثنين معاً.

كما يركز تدريب التحمل على زيادة مقاومة إجهاد العضلات للتمرين لمدة أطول، ويعرف الإرهاق بأنه خسارة في القدرة على تطوير قوة أو سرعة عضلة، وتكون ناتجة عن نشاط عضلي تحت الحمل ويمكن عكسها بالراحة، كما أن الأداء في أنشطة التحمل يعتمد على قدرة الجسم على إنتاج ما يكفي من (ATP) وهي اختصار لـ “Adenosine triphosphate” من خلال التنفس الهوائي.

كما تتطلب هذه العملية تفاعل الجهاز العصبي العضلي والقلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي، وبشكل أساسي يعزز التدريب والنشاط على التحمل القدرة التأكسدية والكفاءة الأيضية للعضلات الهيكلية، وأثناء تدريب التحمل يحدث للجهاز العصبي يكون هناك انخفاض أبطأ في سرعة توصيل الوحدة الحركية أثناء الانقباضات المستمرة بعد تدريب التحمل، وكذلك انخفاض في عتبات توظيف الوحدات الحركية.


شارك المقالة: