مراحل نمو القدرات البدنية عند الأطفال في مختلف الأعمار

اقرأ في هذا المقال


هناك علاقة وثيقة بين نمو عناصر اللياقة البدنية وبين إتقانها، حيث تتكون هذه القدرات بشكل غير متساوي وليس بوقت واحد، ومن الممكن أن تبلغ الحد الأقصى في أعمار مختلفة.

مراحل نمو القدرات البدنية عند الأطفال في مختلف الأعمار

1. القوة العضلية

ترتبط القوة مع طول الأنسجة العظمية وتركيب الأجهزة والأربطة المفصلية، وكذلك نمو التوافق الحركي للعضلات، كما أن أعلى نمو في قوة العضلات يكون في سن 14_ 17 سنه، وغالباً ما ترتفع قوة العضلات الباسطة أعلى من القابضة، حيث يكون عناك أعلى ارتفاع في قوة العضلات الباسطة في الفخذ والجذع، وأقل قوة في العضلات القابضة للذراع والساعد والكتف.

كما أن نمو القوة غير متعادل أثناء المراحل العمرية، وكذلك لا يتشابه نمو القوة في العضلات المختلفة، كما يؤثر نمو القوة السريع والجهد المرتفع بشكل سلبي على تكون الجهاز الحركي للصغار وعلى نمو العظام الطولي، وأن تكوين الحركات لا يشتمل الفئات العمرية فقط ولكن له علاقة بالعمر أيضاً، وفي حال كان مستوى النمو أكبر كلما كانت القوة العضلية أعلى.

كما تتساوى القوة العضلية عند الأطفال في مختلف الأعمار المتساويين في النضوج الجنسي، بينما في الأعمار من 13 إلى 15 سنة والمتعادلة تقويمياً يلاحظ اختلاف كبير في القوة العضلية، كما أن الرياضيين الشباب لاعبي الجمناستك والمصارعين والمبارزين ولاعبي السلة وكرة الطائرة، يسبقون أقرانهم في النمو الجنسي، مع نمو في القوة العضلية بشكل أعلى وكذلك في سرعة المشي وفي القوة المميزة بالسرعة عند أداء التمارين الرياضية.

ولهذا فإن اللاعبين الأعلى مستويات في مرحلة النضوج بعمر 13 سنة تكون مستوياتهم أقل بالمقارنة مع اللاعبين الشباب الذي يتميزون بمستوى أعلى من التكامل، كما أنه من الضروري معرفة الفروقات الفردية للاعبين، إضافة إلى العمر التقويمي عند التدريب في مجالات التربية البدنية من أجل بلوغ التكامل الرياضي.

2. السرعة

تنمو سرعة الاستجابة وسرعة رد الفعل وسرعة الحركة الواحدة وسرعة تكرارها بشكل غير متساوي وتبعاً للمراحل العمرية، كما تختلف سرعة رد الفعل الحركي في مختلف المجموعات العضلية، حيث يلاحظ أعلى سرعة رد فعل عند ثني الأصابع والساعد وأقل سرعة عند ثني الجذع والساق، كما أنه تقل الفترة التي تسبق الاستجابة الحركية مع تقدم المرحلة العمرية وبشكل غير متساوي، حيث تتسارع في سن 9 إلى 11 سنة وما بعدها.

كما أن زيادة نمو الجسم تقلل من الفترة الزمنية اللازمة لتنفيذ الحركة ولحد 13 إلى 14 سنة، حيث يقترب الوقت المستهلك على تنفيذ الحركة الواحدة، كما أن اللاعبين ذو المستويات العالية يتمتعون بنمو السرعة الحركية، وفي عمر 13 إلى 14 سنة يلاحظ أن الأطفال المتدربين يفوقون الغير متدربين في نمو السرعة الحركية، وتكون السرعة الحركية لمختلف زوايا الجسم غير متعادلة عند الأطفال، وكذلك الكبار في مختلف الأعمار وأقل سرعة حركية تكون في مفصل الكاحل.

كما أنه مع تقدم المراحل السنية تنمو بقدر 3.3 إلى 3.7 مرات مما عند الأطفال، كما أن الأطفال في عمر 11 سنة تكون عندهم السرعة القصوى عند ممارسة رياضة الدراجة الهوائية تعادل 38 حركة في 15 ثانية، وعند الذكور بعمر 18 سنة تعادل 47 حركة.

كما أن نمو السرعة يرتفع سنوياً عند الأطفال في عمر من 4 إلى 6 سنوات وفي عمر من 7 إلى 9 سنوات، وأما في الفئات العمرية التالية تقل وتيرة ارتفاع السرعة الحركية وبعد سن 14 سنة تبدأ بالتوقف، ويعمل التدريب على ارتفاع السرعة الحركية وخاصة عند الرياضيين الشباب؛ وذلك لأنه في هذه المرحلة فإن تأثير التدريب في نمو السرعة يكون بشكل أكبر ملائمة، بينما في الأعمار التي تليها يكون تطور السرعة أبطأ.

3. المطاولة

ترتفع المطاولة مع ارتفاع الفئات العمرية؛ وذلك بسبب زيادة القوة الحركية والثابتة، كما أن زيادة مطاولة القوة في المجموعات العضلية المختلفة غير متعادل ولا يكون في نفس الوقت، وفي سن 8 إلى 10 سنة تتمتع العضلات الباسطة للساعد بمطاولة أعلى، تتبعها العضلات الباسطة للجذع وفي سن 11 إلى 13 سنة ترتفع بشكل كبير مطاولة عضلة الساق، ويلاحظ في سن 13 إلى 14 سنة تراجع بسيط في المطاولة للعضلات الباسطة للساعد، وكذلك العضلات الباسطة للجذع.

كما أنه عند نمو الجسم ترتفع المطاولة عند تطبيق الأوضاع المعقدة في الجمناستك مثل التعلق، ففي عمر 13 إلى 17 سنة ترتفع مدة التعلق 4 مرات، وفي عمر 13 إلى 14 سنة تبطئ وتيرة نمو المطاولة الثابتة، ومع تطور الفئات العمرية ترتفع فترة أداء العمل الحركي الشديد، كما أنه يختلف تطور المطاولة عند الإناث والذكور، كما أنه كلما تطورت الفئات العمرية كلما ارتفع الاختلاف وكان عالياً.

وفي عمر 14 إلى 15 سنة وعند الفئتين الذكور والإناث تزداد المطاولة بالمقارنة مع الأعمار 8 إلى 9 سنوات أكثر بحوالي 2 إلى 3 مرات، وتكون أكبر مطاولة في سن 12 إلى 15 سنة، كما يتميز اللاعبين بزيادة نمو قابليتهم الوظيفية بشكل عالي مقارنة بغير اللاعبين الغير متمرسين، فمثلاً اللاعبات السباحات بعمر 8 إلى 14 ترتفع القابلية الوظيفية لديهن، وترتفع القابلية الوظيفية عند اللاعبات بحوالي 3 أضعاف، أما عند اللاعبين فتزداد بحوالي 3 إلى 4 أضعاف.

4. المرونة

هي قابلية تنفيذ الحركات لمدى كبير، وتعتبر الحركات المحددة للمفصل لأداء الحركة هي حدود المرونة، وللمرونة علاقة كبيرة بحركة المفاصل والخاصية المطاطية للعضلات والأربطة التي تحيط بالمفصل، والتي تتغير تبعاً لتأثير الجهاز العصبي المركزي، كما تتغير المرونة مع نمو الجسم وبشكل غير متعادل، فمثلاً تزداد المرونة عند الذكور بعمر 7 إلى 14 سنة و الإناث بعمر 7 إلى 12 سنة.

وأما في الأعمار الأعلى تبطئ حركة ثني العمود الفقري وترتفع بشكل عالي في عمر 7 إلى 10 سنوات، وأما في عمر 11 إلى 13 سنة تقل المرونة، ويكون هناك ازدياد المرونة عند الذكور في عمر 15 سنة وأما عند الإناث في عمر 14 سنة، كما تقل المرونة عند أداء الحركات العنيفة الإيجابية بالمقارنة بالحركات السلبية، وعند حركة الثني والمد في مفصل الكتف تزداد المرونة في سن 13 سنة، وتزداد المرونة في مفصل الورك بعمر 7 إلى 10 سنوات، وأما بعدها فيكون تطور المرونة أبطأ.

5. التوافق

يحتوي التوافق على الظواهر (الدقة والانتشار في الفراغ)، ويزداد التوافق بشكل عالي في عمر 7 إلى 10 سنوات، ولكن في عمر 10 إلى 12 سنة يكون هناك استقرار هذه القابلية مع دقة أداء الحركة في المكان، وفي عمر 14 إلى 15 سنة تختل قابلية تقويم وضع الجسم وأجزائه المختلفة في الفراغ، ومع تقدم المرحلة العمرية في عمر 16 إلى 17 سنة تزداد هذه القابلية وتكون بشكل متكامل كما عند الكبار، ويساعد التدريب المنتظم على تحسين الدقة الحركية والانتشار في الفراغ.

المصدر: كتاب" فسيولوجيا الرياضة للدكتور: عبدالرحمن زاهر كتاب" فسيولوجيا الحركة للدكتور: عبد المالك سربوت كتاب" فسيولوجيا التدريب الرياضي للدكتور: محمد حسن علاوي كتاب" مبادئ الفسيولوجيا الرياضية للدكتور: سميعه خليل محمد


شارك المقالة: