إنتاج الأسماك

اقرأ في هذا المقال


التقدم الكبير في إنتاج الأسماك:

حققت الثروة السمكية تقدماً كبيراً في مجال توفير البروتين الحيواني، خاصة للقطاعات محدودة الدخل بالمقارنة مع مصادر البروتين الحيواني الأخرى، وتعد الثروة السمكية، حسب التقسيمات الاقتصادية من الثروات الطبيعية التي تتجدد، بشرط المحافظة على مصادرها، واستغلالها بشكل آمن، دون حدوث أي استنزاف لهذه الثروات.

مصادر الإنتاج السمكي في العالم يمكن تقسيمها لمصدرين رئيسين هما: الصيد الحر، والذي يتم الاعتماد فيه على صيد البحار، المحيطات، المياه الداخلية، بشكل طبيعي والنوع الآخر هو الاستزراع السمكي والذي يعتمد على زراعة أنواع معينة من الأسماك بكثافات أكبر بكثير من الموجودة في البيئة الطبيعية.

إن الميزات المهمة التي تنفرد بها الأسماك، وتجعلها أكفىء الحيوانات الزراعية الأخرى، هي أنها حيوانات من ذوات الدم البارد، أي أن درجة حرارة أجسامها، تتأثر بدرجة حرارة المحيط الذي تعيش فيه. فهي بذلك لا تحتاج إلى صرف طاقة للمحافظة على حرارة جسمها، كما هو عليه الحال في الحيوانات ذوات الدم الحار.

تمتاز الأسماك بالقدرة على تحويل الطاقة الممثلة من البروتين الغذائي، وبكفاءة أعلى من الطيور، والأهم من ذلك أنها تتفوق على الحيوانات في كفاءة التحويل الغذائي. ويمكن أن تغطي احتياجاتها الغذائية من الطبيعة، دون تدخل الإنسان وذلك كما هو الحال في المصائد أو الأنهار أو البحيرات.

إنتاح اللحم من الأسماك:

تعد الأسماك مصدراً هاماً من مصادر الغذاء اللازم لبناء جسم الإنسان؛ نظراً لأن لحمها مصدر مـن مصادر البروتين الحيواني، اللازم للمحافظة علي صحة وسلامة الإنسان، حيث يتميز بروتين السمك بهضمه السهل والامتصاص السريع، على عكس البروتين الموجود في اللحوم الحمراء ولحوم الدواجن، بالإضافة إلى احتوائها على الأحماض اللازمة لحمايـة الإنـسان مـن أمراض القلب، وتنشيط الدورة الدموية.

تمتاز دهون الأسماك باحتوائها على أحماض دهنية غير مشبعة طويلة السلسلة، التي بدورها تحمي القلب، وهذه الصفة تميزها عن الزيوت، ودهون الحيوانات الأخرى، حيث أن الأحماض الدهنية للأسماك، فريدة من نوعها وهي أحماض غير مشبعة منها: حمض الأوميغا 3 الذي يعمل على خفض مستوى الكولسترول الضار، وبالتالي الحد من تصلب الشرايين.

تبلغ نسبة البروتين في لحم أسماك الطازج حوالي، 15- 20% وفي اللحم الجاف حوالي، 75- 85% في حين نسبة البروتين في اللحوم الحمراء حوالي، 20% رطب، 68% جاف، وهي بهذا تعتبر منافساً للحوم الحيوانات الأخرى، من ناحية محتوى لحومها من البروتين.

تغذية الأسماك واحتياجاتها وتأثيرها على الإنتاج:

تُشابه الأسماك بقية الحيوانات المزرعية الأخرى، ليس فقط قي ضرورة حصولها على البروتين إجمالاً، بل في احتياجاتها الغذائية لمخلوط متوازن من الأحماض الأمينية الأساسية وغير الأساسية، والمصدر العملي لتوفير هذه الاحتياجات، هو المخلوط المتوازن، من مصادر علفية طبيعية عالية القيمة. وقد تم تحديد الاحتياحات الدنيا من الأحماض الأمينية لتحقيق نمو أفضل.

تحتاج الأسماك بروتينات أعلى من التي تحتاجها الحيوانات المزرعية الأخرى، لكنها تحتاج إلى طاقة تمثيلية أقل، فهي تحتاج ما بين 25- 65 % بروتين في علائقها. وتختلف هذه النسبة تبعاً للنوع السمكي، أو حجم السمكة، درجة حرارة المياه ونظم التربية، وكذلك جودة المصدر البروتيني، ومدى توفر الغذاء الطبيعي قي بيئة الأسماك.


شارك المقالة: