اختيار الأصل المناسب لتطعيم أشجار الفاكهة:
من أجل إنتاج شجرة من صنف معروف، نحتاج إلى تكاثر فرد موجود بالفعل في هذه المجموعة، وللقيام بذلك مع أشجار الفاكهة، نأخذ سليل (أغصان جديدة بشكل أساسي) أو براعم، ويتم تطعمها على الجذر. إذن أصبح لدينا جذور شجرة وأغصان وأوراق وثمار أخرى؛ الصنف الذي اخترناه للتطعيم.
في الواقع، تتم زراعة جميع أشجار الفاكهة على هذا النحو؛ حيث أن أصناف أشجار الفاكهة لا تنمو بشكل حقيقي من خلال البذور. مثلاً إذا رغبنا في زرع بذور من ثمار تفاح الكوكس (cox)، فإن الشجرة الناتجة ستكون شجرة تفاح، ولكنها ليست كوكس. وللحصول على شجرة كوكس، نحتاج إلى قطع سليل أو برعم نباتي من الشجرة، وتطعيمه في الجذر؛ حيث بهذه الطريقة يتم استنساخ الكوكس بشكل أساسي مع التركيب الجيني الدقيق، وبالتالي الحفاظ على الصنف على النحو الصحيح.
في حين أن عملية التطعيم قد تبدو عملية شاقة؛ إلا أنه طالما اتبعنا بعض القواعد البسيطة ستكون مباشرة وبسيطة؛ حيث يجب الحرص على القيام بالخطوات الصحيحة من البداية لنجاح عملية التطعيم. إن أكثر اعتبارين يجب الأخذ بهما عند عملية التطعيم لضمان نجاحها هما التوقيت واتحاد الكامبيوم بشكل صحيح؛ وهذا يعتمد على طريقة التطعيم المُتبعة.
طبقة الكامبيوم:
إن فهم طبقة الكامبيوم أمر بالغ الأهمية لنجاح التطعيم؛ حيث أن الكامبيوم هو طبقة من الأنسجة الموجودة تحت قشرة الشجرة بشكل مباشر.في موسم النمو، ستبدو هذه الطبقة شبه شفافة مقارنة بالنسيج على كلا الجانبين. وتعتبر هذه الطبقةهي طبقة النمو النشط في أشجار الفاكهة، وتنمو لإنتاج الأنابيب التي تحمل الماء والسكريات في الشجرة. ولكي تنجح عملية التطعيم، يجب أن تكون طبقة الكامبيوم المأخوذة من الجذر وطبقة الكامبيوم المأخوذة من السليلأو البرعم على اتصال قوي؛ حيث تنمو هذه الطبقات معًا لتشكل اتحادًا صحيًا للتطعيم.
كيفية اختيار السليل:
الطُعم هو قطعة من المادة النباتية التي يتم تطعيمها من شجرة تُنتج صنف فاكهة محدد. وفي عملية التطعيم مثل السوط واللسان، يتم جمع السليل في الشتاء عندما تكون الأشجار في طور السكون.
عمر الخشب:
عند اختيار خشب التطعيم الذي نريده من نمو العام الماضي، فإن البراعم المثالية يبلغ سمكها حوالي قلم رصاص؛ حيث يتم البحث عن خشب بعُمر العام باتباع طرف فرع نمو جديد لأسفل نحو الخشب القديم، وحتى تجدندبة النمو. وتظهر ندبات النمو غالبًا على شكل مجموعة من النتوءات أو الحلقات الصغيرة على الخشب.
بينما إذا أردنا التطعيم باستخدام مادة من شجرة قديمة، فقد نجد أنها لا تحتوي على كمية كبيرة من البراعم جديدة النمو لاستخدامها في التطعيم. لذا يمكن تحفيز الأشجار على إنتاجنمو جديد قوي من خلال التقليم الشتوي؛ وبما أن التقليم في فصل الشتاء أصعب من المعتاد، فيمكننا أخذ غصنًا صغيرًا إذا تأكدنا من ملائمتها للشجرة التي نُريد تطعيمها. وبحلول فصل الربيع ستنمو الكثير من البراعم الجديدة على الأشجار، والتي يمكن أخذها لاستخدامها في عملية التطعيم في الشتاء التالي.
الحجم والشكل:
أن الحصول على المواد الجذرية والسليل بنفس السماكة، يتيح المزيد من الاتصال واحتمالية وقوة الانضمام بين الطُعم والسليل في عملية التطعيم؛ حيث يكون بحجم قلم الرصاص. كما إننا نهدف إلى استخدام من 3-4 براعم للتطعيم، وهذا يعتمد على فترة طول النمو الجديد على الشجرة، وممكن تطعيم عدة أشجار من كل سليل.
الوقت المناسب:
يجب قطع خشب التطعيم في أواخر الشتاء أو أوائل الربيع عندما تكون الشجرة في طور السُكون، أي ليست نشطةالنمو وبدون أوراق؛ حيث أن هذا الأمر بالغ الأهمية لنجاح أي تطعيم نقوم به من هذه السلالات. وتكون أشجار الفاكهة في طور السكون خلال أشهر الشتاء، لذلك يمكننا جمع مواد التطعيم في أي وقت حتى حواليشهر فبراير.
يُعد أفضل وقت لقطع السليل هو قبل التطعيم مباشرةً؛ حيث يمكن أن يفقد خشب السليل حيويته أثناء جفافهمع مرور الوقت. أماإذا قمنا بقص مادة التطعيم مبكرًا في الشتاء، فإننا بحاجة إلى تخزينها لفترة أطول في التخزين البارد، وهو ما يؤدي إلى الزيادة من فرص الجفاف؛ ولهذا السبب يُنصح عمومًا بالقطع في وقت متأخرالشتاء وليس مبكرًا، مما يقلل من وقت التخزين.
التخزين:
بعد قطع مادة التطعيم أثناء السكون، نحتاج إلى الاحتفاظ بها على هذا النحو حتى يتم تطعيمها، وهذا يعنىوضعه في مخزن بارد مع رطوبة كافية حتى لا يجف ويموت، ولكن ليس بما يكفي للمخاطرةلوصوله مرحلة العفن.
وللتخزين هناك خياران رئيسيان، التبريد أو “التكسية للداخل”.إذا أردنا التخزين في الثلاجة، فيتم تغليف السليل في مناشف ورقية مبللة وإغلاقها في كيس بلاستيكي لقفل الرطوبة، مع التأكد من عدم وجود فاكهة في الثلاجة؛ لأن هذا سيقلل من معدلات نجاح التخزين. أما إذا لم يكن لدينا القدرة على التبريد، فيمكن وضع السليل في حفرة مليئة بالرمل الرطب وخليط التربة؛ حيث إذا تم اختيار هذه الطريقة للتخزين، فسنحتاج إلى قطع سليل أطول منالمعتاد؛ حيث ستجف القاعدة قليلاً وتصبح عديمة الفائدة في عملية التطعيم.