الأهمية الاقتصادية لشجرة الزيتون

اقرأ في هذا المقال


الزيتون (olive) شجرة معمرة، دائمة الخضرة، تنتمي إلى الفصيلة الزيتونية، وتتميز أشجار الزيتون بقدرتها على تحمل الظروف البيئية القاسية والجفاف، ولكن كلما كانت الظروف البيئية والجوية مناسبة زاد حجم ثمار الزيتون وزاد إنتاجها من الزيت، ويتراوح متوسط ارتفاع أشجار الزيتون من 4-6 متر، وقد يصل في بعض الأصناف إلى حوالي 12 متر.

وأوراق أشجار الزيتون خضراء اللون، شاحبة، وثمارها الزيتون عبارة عن حبات زيتية، تختلف أحجامها باختلاف أصنافها وهي شديدة المرارة وتتعدد ألوان ثمار الزيتون باختلاف صنف شجرة الزيتون ودرجة النضج وموعد قطفها، فهناك اللون الأخضر، الأصفر والأحمر البنفسجي.

أهمية شجرة الزيتون اقتصادياً:

تعتبر بلدان منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط المنشأ الأصلي لشجرة الزيتون وهي تحتوي على معظم أشجار الزيتون الموجودة في العالم، حيث يبلغ عدد أشجار الزيتون في العالم حوالي 865 مليون شجرة، 75% منها مزروع في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، ومعظم كمية زيت الزيتون في العالم تنتج منها.

وتبلغ نسبة أشجار الزيتون الموجودة في مناطق العالم الأخرى حوالي 25%، وإنتاجها من الزيت يصل إلى حوالي 10% من الإنتاج العالمي، والغرض الأساسي من زراعة أشجار الزيتون في مختلف مناطق العالم هو إنتاج زيت الزيتون الذي يتميز بقيمة اقتصادية عالية، فهو يسوق محلياً وعالمياً، ويعود مشروع أشجار الزيتون على مستثمره بالمردود المالي الوفير.

وتختلف كمية زيت الزيتون الناتجة من أشجار الزيتون من منطقة لأخرى باختلاف أصناف أشجار الزيتون المزروعة في تلك المنطقة، حيث تبلغ كمية زيت الزيتون التي يتم إنتاجها سنوياً في جميع دول العالم حوالي 19,270,115 طن، وتعتبر اسبانيا من أكثر دول العالم إنتاجاً لزيت الزيتون، فهي تنتج سنوياً ما يقارب 6،555,884 طن، وتأتي اليونان في المرتبة الثانية عالمياً بإنتاج يصل إلى حوالي 2,343,383 طن تقريباً.

أمّا على مستوى المنطقة العربية، فهناك العديد من البلدان العربية التي تشتهر بزراعة أشجار الزيتون وإنتاج زيت الزيتون، حيث تعتبر المغرب من أكثر الدول العربية المنتجة لزيت الزيتون، فهي تنتج من زيت الزيتون سنوياً حوالي 1,416,107 طن، وسوريا في المرتبة الثانية بإنتاج يصل سنوياً إلى ما يقارب 899,435 طن، ومن ثم تأتي تونس، الجزائر، مصر وليبيا على الترتيب.

كما يقوم بعض المستثمرين بزراعة أصناف معينة من أشجار الزيتون (الزيتون الرصيعي)، بحيث تكون هذه الأصناف مخصصة  لبيع ثمار الزيتون الخضراء؛ فهي تستخدم لصنع أنواع مختلفة من المخللات والسلطات ويقوم البعض بحشوها بالمكسرات والخضار وبيعها للمطاعم والمحلات التجارية.

تقسيم أشجار الزيتون حسب الغرض الاقتصادي من زراعتها:

  • أشجار زيتون أصنافها زيتية: وهي أشجار تتراوح نسبة الزيت في ثمارها من 15-20% وتنتج ثمار متوسطة الحجم.
  • أشجار زيتون أصنافها غير زيتية: وهي الأصناف التي تزرع من أجل استخدام ثمارها لصنع المخللات، حيث تتميز ثمارها بحجمها الكبير ولبها السميك وتحتوي على نسبة زيت أقل من 15%.
  • أشجار زيتون أصنافها ثنائية الغرض: وهي أشجار تنتج ثمار مناسبة لصنع المخللات وإنتاج الزيت وتتراوح فيها نسبة الزيت من 15-20%.

إنتاج محصول أشجار الزيتون:

يعتبر محصول أشجار الزيتون محصولاً مربحاً على المدى المتوسط والطويل، ويجب على المستثمر عند استثمار أمواله في محصول أشجار الزيتون التحلي بالصبر؛ لأنّ أشجار الزيتون تبدأ بالإنتاج الجيد وتحقيق الأرباح بعد وصولها عمر ال 5 سنوات تقريباً، ولتحقيق الربح والمردود المالي الجيد من محصول أشجار الزيتون، لا بد من توفير الظروف المناسبة لنمو الأشجار وزيادة إنتاجها، حيث تحتاج أشجار الزيتون إلى أرض مشمسة، قليلة الرطوبة، تربتها خصبة وجيدة التهوية والصرف.

وعند التفكير بمشروع محصول أشجار الزيتون يجب الأخذ بعين الاعتبار مساحة قطعة الأرض المراد زراعتها، ومن أجل تأسيس مشروعاً مجدياً اقتصادياً يجب توفر قطعة من الأرض تبلغ مساحتها حوالي 1 هكتار، تزرع تقريباً بعدد من أشجار الزيتون يتراوح بين (300-350) شجرة، ويتراوح متوسط إنتاج شجرة الزيتون البالغة من العمر حوالي 35 عالماً بين (25-90) كغم من ثمار الزيتون.

وكمية ثمار الزيتون الناتجة من أشجار الزيتون المروية تفوق كثيراً كمية الثمار الناتجة من الأشجار البعلية (تعتمد على مياه الأمطار)، وتعتمد كمية إنتاج أشجار الزيتون من الثمار أيضاً على صنف أشجار الزيتون، الظروف المناخية والخدمة الزراعية، أمّا بالنسبة لكمية زيت الزيتون الناتجة من الثمار، فإنّ كمية ثمار الزيتون التي تتراوح بين (10-25) كغم تنتج كمية من الزيت تبلغ حوالي 3 كغم.

أهم الأمراض والحشرات التي تواجه محصول أشجار الزيتون:

ذبابة الزيتون: وهي حشرة صغيرة تتغذى على ثمار أشجار محصول الزيتون وتؤدّي إلى ظهور بقع على الثمار، وتصبح ثمار الزيتون وزيتها غير صالحين للتسويق؛ فهي تزيد من حموضة الزيت ويصبح غير صالح للاستهلاك البشري، وتعتبر ذبابة الزيتون من أخطر أنواع الحشرات؛ فهي تقلل ناتج محصول الزيتون بنسبة تتراوح من 40-60%.

مرض التبقع: يظهر هذا المرض على شكل بقع على أوراق أشجار الزيتون ويؤدّي إلى سقوطها، وقد تمتد الإصابة إلى ثمار الزيتون في الظروف الملائمة للمرض ويؤدي أيضاً إلى سقوط الثمار.


شارك المقالة: