الأهمية الاقتصادية لشجرة الفستق الحلبي

اقرأ في هذا المقال


تعد شجرة الفستق الحلبي من الأشجار المعمرة، التي تنتمي إلى الفصيلة البطمية، وموطنها الأصلي إيران، وتتباين أشجار الفستق الحلبي في أحجامها، فمنها صغيرة الحجم وأخرى متوسطة الحجم، وتتميز بكثافتها وأغصانها المتدلية، فهي تحتاج إلى إسنادها على أوتاد، أمّا ثمار أشجار الفستق الحلبي فهي وحيدة النواة وتحمل على عناقيد تشبه عناقيد العنب، وتتميز هذه العناقيد بلونها الأحمر وشكلها المجعد.

وتعتبر بذور ثمار الفستق الحلبي هي الجز الصالح للأكل، ويتراوح لونها بين درجات اللون الأصفر ودرجات اللون الأخضر، وتزداد جودة الفستق الحلبي مع زيادة درجة اللون الأخضر فيه، ويدل انقسام قشرة ثمار الفستق الحلبي على وصولها إلى مرحلة النضج، ومن فوائد الفستق الحلبي تقوية مناعة الجسم، خفض مستوى ضغط الدم، تعزيز صحة القلب والشرايين وزيادة سرعة تجديد خلايا الجسم.

أهمية شجرة الفستق الحلبي اقتصادياً:

احتلت شجرة الفستق الحلبي مركزاً اقتصادياً مهماً في قائمة الأشجار المثمرة؛ فهي تعد من الأشجار ذات الإنتاج العالي والمردود المالي الوفير وعلاوة على ذلك لا تحتاج شجرة الفستق الحلبي إلى الكثير من الجهد والمال والخدمة الزراعية أثناء مراحل نموها، وتنتج نوع مميزاً من المكسرات المرغوبة لدى الجميع، حيث تتميز بمذاقها اللذيذ وقلة قساوتها بالمقارنة مع أنواع المكسرات الأخرى.

ويتم استهلاك ثمار أشجار الفستق الحلبي على نطاق واسع، حيث يتم تناولها طازجة وتعد من أكثر أنواع المكسرات التي تدخل في تكوين مختلف أنواع الحلويات وتزينها (الأيس كريم، البقلاوة، الكنافة، المعمول والشوكولاتة)، كما يدخل الفستق الحلبي في صناعة العديد من الأدوية خاصة الأدوية المستخدمة لتسكين آلام الأعصاب، وتتميز ثمار أشجار الفستق بقدرتها على تحمل ظروف التعبئة والشحن والتسويق دون فقدانها لمواصفاتها العالية.

وهناك العديد من مناطق العالم التي تهتم بزراعة أشجار الفستق الحلبي وإنتاج ثمارها، حيث يبلغ الإنتاج العالمي من الفستق الحلبي سنوياً حوالي 1,057,565 طن، وتعتبر الولايات المتحدة الأمريكية من أكثر دول العالم إنتاجاً لثمار الفستق الحلبي، فهي تنتج سنوياً ما يقارب 406,645 طن، وتحتل إيران المرتبة الثانية عالمياً بإنتاج سنوي يصل إلى ما يقارب 315,151 طن، وبذلك فإنّ نسبة إنتاج الولايات المتحدة الأمريكية وإيران معاً من الفستق الحلبي تبلغ حوالي 68% من إجمالي الإنتاج العالمي.

وعلى مستوى المنطقة العربية، فتعتبر سوريا من أكثر الدول العربية إنتاجاً لثمار الفستق الحلبي، حيث يبلغ إنتاجها سنوياً ما يقارب 56,833 طن، ومن ثم تأتي تونس بإنتاج سنوي يصل إلى 3,400 طن، وتأتي بعدها الأردن، فهي تنتج من الفستق الحلبي سنوياً حوالي 967 طن، وتعد قطر من الدول الغير منتجة للفستق الحلبي.

إنتاج محصول أشجار الفستق الحلبي:

تتجه بعض مناطق العالم مثل الولايات المتحدة الأمريكي إلى زيادة أهتمامها بزراعة محاصيل أشجار الفستق الحلبي من أجل زيادة إنتاجها من ثمار الفستق؛ حيث تعتبر أشجار الفستق الحلبي من الأشجار المتنامية تجارياً وتعود على مستثمريها بمردود مالي جيد ومصدر دخل أساسي على المدى الطويل، ومن أجل تحقيق ذلك يشترط إجراء دراسة بحثية (جدوى اقتصادية) من أجل الوصول إلى المعايير الأساسية لزراعة محصول (مشروع) أشجار الفستق الحلبي.

وقبل البدء بزراعة محصول أشجار الفستق الحلبي لا بد من تحديد الموقع المناسب للزراعة من حيث الظرف المناخية ونوع التربة المناسبة؛ وذلك من أجل تجنب تكاليف الإنتاج الناتجة عن الانحراف في متطلبات أشجار الفستق الحلبي (التربة والمناخ)، حيث تجود زراعة أشجار الفستق في تربة خصبة، خفيفة، رملية، عميقة وجيدة التهوية والصرف، كما تتميز الترب الجيرية بإنتاج ثمار فستق حلبي ذات جودة عالية، ولا يفضل زراعتها في الترب الثقيلة والغدقة.

ويتراوح عدد أشجار الفستق الحلبي في الهكتار الواحد من (250-270) شجرة، وعند زراعة الأشجار يجب مراعاة عملية التلقيح، بحث تزرع شجرة فستق حلبي مذكرة لكل 7 أشجار مؤنثة؛ وذلك من أجل ضمان حدوث عقد وإنتاج لثمار الفستق، وتبدأ الأشجار بإنتاج ثمار الفستق الحلبي عند بلوغها عمر ال 5 سنوات تقريباً، حيث تنتج الشجرة الواحدة في هذا العمر كمية من الفستق الحلبي الجاف تتراوح من (1-2) كغم.

وتزداد كمية الإنتاج عند وصول الأشجار إلى عمر يتراوح من (7-10) سنوات، فيصبح إنتاجها حوالي 8 كغم من الفستق الحلبي، وتصل شجرة الفستق الحلبي إلى أعلى إنتاج عند عمر يتراوح من (12-14) سنة، حيث يبلغ إنتاجها عند هذا العمر حوالي 15 كغم.

حصاد محصول أشجار الفستق الحلبي:

عند المباشرة بحصاد الفستق الحلبي لا بد من مراعاة عدم نضج ثمار أشجار الفستق الحلبي في نفس الوقت، حيث يتم حصادها على 3 مراحل (قطفات) تقريباً، وتؤخذ أول قطفة عند نضج نسبة من الثمار تتراوح من 60-705%، وتتم عملية الحصاد عن طريق هز الأشجار وسقوط الثمار الناضجة ومن ثم فرزها وإزالة القشور والأوراق، أمّا في المحاصيل الكبيرة فيتم استخدام جرارات خاصة بحصاد أشجار الفستق الحلبي وجمع ثمارها كما هو الحال في الولايات المتحدة الأمريكية.


شارك المقالة: