الأهمية الاقتصادية لنبات العتر

اقرأ في هذا المقال


نبات العتر:

العتر أو الجارونيا عبارة عن نبات عشبي، عطري، معمر، دائم الخضرة، يعاد زراعته كل 3 سنوات تقريباً، متوسط الحجم، يصل طوله إلى ما يقارب متر واحد، كثير التفرع، أوراقه مقسمة إلى مجموعة من الفصوص، وتتراوح الأوراق في أحجامها، فمنها الصغيرة، المتوسطة والكبيرة، وتتميز الأوراق بلونها الذي يتراوح بين اللون الأخضر الفاتح واللون الأصفر وشكلها المموج وتغطيها شعيرات دقيقة (وبر ناعم).

وينتج نبات العتر أزهار صغيرة الحجم، تنمو من منطقة واحدة وتحمل على أعناق طويلة، والأزهار متعددة الألوان، فمنها الأبيض، الأرجواني والبنفسجي، وهناك حوالي 300 صنف من نبات العتر التي تنمو في مختلف مناطق العالم، حيث يزدهر نمو هذه الأصناف في المناطق ذات المناخ المعتدل والحار.

ما هي الأهمية الاقتصادية لنبات العتر؟

يعتبر نبات العتر نباتاً اقتصادياً مهماً؛ فهو نبات طبي، عطري وغذائي يزرع في مختلف مناطق العالم ويستفاد منه بعدة طرق، ويهتم بزراعته العديد من المستثمرين الزراعيين حول العالم؛ فهو نبات تجاري يوفر لهم الدخل السنوي الجيد عند تسويقه كنبات أو تسويق منتجاته، حيث تسوق منتجات نبات العتر داخل أسواق المناطق المنتجة وتصدر أيضاً إلى الأسواق العالمية الأخرى.

وتعتبر منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط الموطن الأصلي لنبات العتر، وتكثر زراعته في الهند، الصين، المغرب العربي، مصر، العراق، الأردن، فلسطين، سوريا ولبنان، ويصدر زيت نبات العتر إلى الكثير من دول العالم، مثل الولايات المتحدة الأمريكية، فرنسا، روسيا، هولندا، بريطانيا وألمانيا.

وتتمثل الأهمية الاقتصادية لنبات العتر بتعدد مجالات استخداماته، حيث يستخرج منه زيت طيار يدخل في العديد من الصناعات، فهو يستخدم في صناعة العطور، مستحضرات التجميل (المكياج والكريمات المرطبة)، كما يضاف أيضاً أثناء صناعة بعض أنواع الصابون، الشامبو والمناديل؛ فهو يكسبها رائحة عطرة مميزة.

وتزداد الأهمية الاقتصادية لنبات العتر باستخدام زيته في مختلف أنواع الصناعات الغذائية، حيث يضاف زيت العتر إلى المشروبات والعصائر، الحلويات (مثل الجلي)، المخبوزات، الفطائر والألبان، كما يستخدم نبات العتر كنبات طبي لعلاج آلام المغص، طرد الغازات ويساعد على تهدئة الغازات، كما يستخدم زيت نبات العتر كمرهم لعلاج بعض الأمراض الجلدية الفطرية.

إنتاج محصول نبات العتر:

يعد محصول نبات العتر من المحاصيل المجدية اقتصادياً؛ فهو يساهم في رفع مستوى الدخل القومي للمنطقة المنتجة، ويحتاج مشروع محصول نبات العتر إلى مجموعة من الخبرات والمهارات؛ وذلك من أجل تفادي الخسارة والحصول على أعلى نسبة ربح ممكنة، كما يحتاج محصول نبات العتر إلى دراسة جدوى اقتصادية تبين مقدار رأس المال، تكاليف المحصول، تكاليف الأيدي العاملة، تكاليف التقاوي، تكاليف الحصاد، تكاليف التسويق وتكاليف استخراج زيت نبات العتر.

ويحتاج نبات العتر إلى قطعة أرض مناسبة لزراعة عقل نبات العتر، حيث يحتاج نبات العتر إلى تربة خصبة، طمية وجيدة التهوية والصرف، ويوصى بعدم زراعة نبات العتر في الترب الملحية والطينية؛ حيث تؤدي التربة الطينية إلى إصابة نباتات المحصول بمرض الذبول، وتبدأ زراعة عقل نبات العتر داخل الأصص مع بداية فصل الخريف خلال شهري نوفمبر وأكتوبر ومن ثم تنقل الأشتال إلى الأرض الدائمة مع بداية فصل الربيع (خلال شهر مارس)، كما يمكن زراعة العقل في الأرض الدائمة بشكل مباشر في فصل الربيع.

ويحتاج الفدان الواحد من محصول نبات العتر إلى عدد من العقل يتراوح بين (20- 25) ألف عقلة، ويتم حش نباتات المحصول على فترات أثناء الموسم الواحد، وتتراوح كمية العشب الناتجة من محصول نبات العتر خلال الموسم الواحد للفدان الواحد بين (20- 30) طن من العشب الطازج.

بينما تتراوح كمية الزيت العطري المستخرجة من الفدان الواحد من محصول نبات العتر بين (25-30) كغم من الزيت، وقد تصل كمية الزيت الناتجة إلى حوالي 35 كغم، حيث يعتمد ناتج المحصول من العشب والزيت على عدة عوامل أهمها، الظروف المناخية، الخدمة الزراعية، صنف نبات العتر ومدى قدرة نباتات المحصول على مقاومة الأمراض والآفات الزراعية.

حصاد محصول نبات العتر:

تحصد نباتات محصول نبات العتر خلال الموسم الواحد على عدة مراحل، حيث يتم قص النباتات فوق مستوى سطح التربة بطول يتراوح بين (10- 15) سم، حيث يتم حصاد (حش) نباتات المحصول أول مرة في شهر مايو (خلال مرحلة التزهير)، والمرة الثانية خلال شهري سبتمبر وأكتوبر، وتعطي الحشة الأولى نسبة زيت أعلى بكثير من الحشة الثانية؛ وذلك بسبب انخفاض درجات الحرارة خلال فترة الحشة الثانية.

الأمراض التي تواجه محصول نبات العتر:

يواجه نبات العتر كغيره من النباتات مجموعة من الأمراض، ومن هذه الأمراض مرض الذبول ومرض البياض الدقيقي.


شارك المقالة: