نبات الشيقم:
نبات الشيقم أو القحيلم أو التريتيكالي عبارة عن محصول حقلي، علفي، حولي، شتوي، ينتمي إلى الفصيلة النجيلية، مهجن، ناتج من تهجين حبوب نبات القمح مع حبوب نبات الشيلم، وينتج نبات الشيقم حبوباً متجمعة (مركبة) لتشكل ما يعرف بالسنابل، ويمتاز نبات الشيقم عن باقي نباتات الفصيلة النجيلية بقدرته على تحمل الظروف الجوية والبيئية الصعبة مثل ارتفاع درجات الحرارة والتربة الملحية، كما يتميز بقدرته على مقاومة الأمراض والآفات الزراعية، ويعتبر نبات الشيقم أيضاً مقاوم جيد للطيور الناهبة لمحاصيل الحبوب.
ويعطي نبات الشيقم مجموع خضري كبير وأوراق كبيرة وفروع كثيرة بالمقارنة مع كل من القمح والشعير والشيلم، كما يتمتع نبات الشيقم بقدرته على استعادة نموه وإنتاج مجموع خضري جديد بعد القيام بحصادة أخضراً؛ حيث يتم حش نبات الشيقم عدة مرات للحصول على علف أخضر للحيوانات.
ما هي الأهمية الاقتصادية لنبات الشيقم؟
يعد نبات الشيقم من نباتات محاصيل الحبوب الاقتصادية والتجارية؛ فهو نبات علفي يحرص على زراعته العديد من المزارعين حول العالم؛ فهو يوفر لهم المردود المالي الجيد ويساهم في رفع مستوى الدخل القومي للمنطقة المنتجة له؛ فهو يسوق على شكل حشيش أخضر أو حبوب جافة، حيث يصنف نبات الشيقم من محاصيل الحبوب الحقلية العلفية.
وتسعى بعض مناطق العالم إلى زراعة نبات الشيقم والاستفادة منه كمحصول علفي يتميز بالعديد من الخصائص، فمن الممكن زراعة نبات الشيقم في مناطق حوض البحر الأبيض المتوسط، الولايات المتحدة الأمريكية، الصين، الهند، كندا، تركيا، روسيا وبلاد الشام (سوريا، الأردن، فلسطين ولبنان).
وتكمن الأهمية الاقتصادية لنبات الشيقم باعتباره محصول علفي يستخدم لتغذية الماشية؛ فهو يحتوي على نسبة عالية من البروتين، وبالتالي يساهم نبات الشيقم في زيادة كمية الحليب واللحوم الناتجة من الماشية (الأغنام والأبقار)، إذ تعتبر هذه المنتجات مصدر أساسي لتغذية الإنسان؛ فهي تحتوي على مجموعة من الأحماض الأمينية الضرورية لبناء جسم الإنسان، وبناءً على ذلك يزداد الإقبال على استثمار محصول الشيقم وزراعته على نطاق واسع في مختلف مناطق العالم.
كما يستخدم نبات الشيقم أيضاً في تغذية الدواجن والأحصنة، وتخلط حبوب نبات الشيقم مع نبات البرسيم؛ وذلك من أجل ضمان الحصول على نسبة عالية من الكربوهيدرات المتوفرة للماشية بالمقارنة مع تغذية الماشية على البرسيم بشكل منفرد.
إنتاج محصول نبات الشيقم:
يعتبر محصول الشيقم من المحاصيل المجدية اقتصادياً؛ فهو يساهم في تحسين كفاءة إنتاج الأعلاف؛ إذ يجمع نبات الشيقم في خصائصه بين الخصائص الجيدة لنبات القمح ونبات الشيلم، ويهتم العديد من المستثمرين الزراعين حول العالم بزراعة نبات الشقم؛ وذلك من أجل الحصول على مجموعه الخضري كعلف أخضر أو حصاد حبوبه في نهاية الموسم وتخزينها وتسويقها إما للزراعة أو من أجل تغذية الحيوانات كحبوب علفية جافة.
وقبل البدء بزراعة محصول نبات الشيقم فهو يحتاج كغيره من المحاصيل إلى دراسة جدوى اقتصادية تساعد على الإلمام بجميع المعلومات المتعلقة بالمحصول، حيث يحتاج المحصول إلى رأس مال يوزع على مجموعة من التكاليف، مثل تكاليف الحبوب وتكاليف الأرض الزراعية (شراء أو إيجار) وتكاليف الخدمة الزراعية من ري وسماد وأيدي عاملة وآلات زراعية، كما تبين الجدوى الاقتصادية للمحصول مدى نجاح المحصول ونسبة الربح المتوقعة واحتمالية الخسارة.
وتزدهر زراعة محصول نبات الشيقم في تربة خصبة، رطبة وجيدة التهوية والصرف، حيث تبدأ زراعة نبات الشيقم مع بداية فصل الخريف وتحديداً في شهر نوفمبر بعدسقوط الأمطار، ويساعد التبكير قليلاً في موعد الزراعة على زيادة عدد مرات حصاد المجموع الخضري (زيادة عدد الحشات)، وعند زراعة المحصول يحتاج الفدان الواحد إلى كمية من بذور الشيقم تتراوح بين (35-50) كغم، حيث تعتمد كمية البذور اللازمة على طريقة الزراعة سواء كانت الزراعة يدوياً أو باستخدام آلة البذار.
وتبدأ عملية حصاد نباتات محصول الشيقم للمرة الأولى بعد مرور حوالي 45 يوماً على موعد زراعة البذور، ومن ثم تؤخذ الحشة الأخرى بعد مرور حوالي 25 يوماً على موعد الحشة الثانية، بحث يكون هناك حوالي 25 يوماً بين الحشة والحشة الأخرى التي تليها، ويختلف إنتاج محصول نبات الشيقم باختلاف الهدف من الزراعة، حيث يعطي الفدان الواحد كمية من العلف الأخضر تتراوح بين (20-25) طن، وذلك إذا كان الهدف من الزراعة هو الحصول على العلف الأخضر.
أمّا في حال كانت رغبة المستثمر الزراعي بالحصول على العلف الأخضر والحبوب من المحصول، فيعطي المحصول حوالي حشة واحدة تبلغ كميتها ما يقارب 9 طن وكمية بذور تصل إلى حوالي 2 طن للفدان الواحد، ومن الممكن الحصول على حشتين من العلف الأخضر وكمية بذور تبلغ حولي 1 طن.