لكل نوع من الحيوانات طرق مختلفة في التغذية، حسب قدرتها على التحمّل وتقبّل أنواع الغذاء المتعددة خلال فصول السنة، وإمكانية توفّر الغذاء المناسب، ومن المعروف أنّ الأغنام من الحيوانات تأكل النباتات والأعشاب، ولأغنام العواس قدرات خاصة في قابليتها للغذاء المتوفر، والقدرة على التحمل حال عدم وجوده.
طرق تغذية أغنام العواسي:
تتكاثر أغنام العواسي في أجزاء كبيرة من المناطق شبه الاستوائية وشبه القاحلة، وتعتمد الأغنام في قوتها على مدار العام فقط على نمو الأعشاب في الأراضي، وفي فصلي الشتاء والربيع تستمتع الأغنام بالرعي الجديد الذي ينبت بعد هطول الأمطار، وعندما تكون أمطار الشتاء غزيرة، لا يسقي البدو قطعانهم لأنها تحصل على الرطوبة الكافية من النباتات الفتية.
وفي الصيف تعيش الأغنام على الحشائش والقصاصات والنباتات والحبوب المتساقطة في حقول الفلاحين المحصودة، وفي فصل الخريف وأوائل الشتاء، يتعين عليها الاكتفاء بالأعشاب الضئيلة التي قد تجدها على سفوح التلال أو في الوديان، ويكون هذا هو وقت ندرة الغذاء عندما تستهلك أغنام العواس الدهون المخزنة في ذيولها خلال أشهر الوفرة.
وفي موسم الرعي الشحيح أو أثناء العواصف المطرية العنيفة، قد يتم إعطاء قطعان الأغنام بعض التبن والحبوب، والتبن وهو القش الذي يتم سحقه بطرق الدرس البدائية، ولا تكون قطعان العواس ثابتة، ولكنها تسافر مع أصحابها الرحل لمسافات طويلة بحثاً عن الرعي، أما قطعان العواس الثابتة التي يملكها فلاحين، يتم رعيها عادة في أحياء القرى.
أماكن انتشار رعي أغنام العواسي:
في العادة ما يأخذ الرعاة قطعان الأغنام إلى المراعي الجبلية في الربيع، ويعودون إلى قراهم بفصل الشتاء، عندما تكون درجات الحرارة على ارتفاعات عالية منخفضة للغاية والجبال مغطاة بالثلوج، وفي السهول هناك رعي وافر خلال فصل الشتاء الممطر، حيث يقوم البدو بالتنقل بأغنام العواس، وتتحرك قطعان عديدة في عمق الصحراء، وغالبًا تصل من العديد من المناطق السورية الى نهر الفرات، حيث يكون نمو المراعي مرضيًا إلى حد ما خلال هذا الوقت من العام.
وبمجرد أن تجف نباتات السهول والصحراء في وقت مبكر من الصيف، تعود إلى الأجزاء الغربية من البلاد، حيث تكون أمطار الشتاء غزيرة وتوفر الرعي حتى موسم الجفاف، ومن ثم تتم هجراتهم من الغرب إلى الشرق ومن الشرق إلى الغرب، ويقطعون مئات الكيلومترات.
يقوم البدو الرحّل باصطحاب قطعان الأغنام في الشتاء إلى المراعي في الأجزاء الجنوبية من من بلاد الشام، حيث يبدأ الغطاء النباتي في النمو في أكتوبر ونوفمبر، وفي وقت لاحق تعود القطعان إلى الشمال، بعد تحركاتها عن كثب بعد توزيع الأمطار، ومع قدوم حرارة الصيف تتلاشى النباتات خلال فترات الجفاف، ويؤدي نقص العلف إلى فقدان الوزن بشكل خطير في الأغنام البدوية وتهلك أعداد كبيرة منها.
وعادةً تكون طرق الرعي بين قطعان الفلاحين والبدو مشابهة لتلك التي يمارسها البدو في كل مكان، وتعيش أسراب الأغنام لأكثر من ستة أشهر في السنة على المراعي الغنية بالقمح الشتوي، والقصاصات الصيفية والأعشاب في الأراضي الصالحة للزراعة، والرعي العرضي على الأرض الجماعية أو الصحراء المجاورة.
وبالنسبة لبقية العام يتم إرسال القطعان تحت رعاية الرعاة إلى الصحراء لرعي الربيع وأوائل الصيف، وتعتمد المسافة التي تقطعها قطعان الأغنام بحثًا عن الرعي، على تساقط الأمطار في العام، ولكنها بشكل عام صغيرة نسبيًا، وقطعان العواس من “بدو العراق” مطلوبة للحصول على قُوتها من خلال البحث عن الطعام لمسافات شاسعة.
وهذا النوع من الرعي سائد في جميع المناطق في الجبال والسهول، والمستنقعات والغابات، وتكون المسافة اليومية المقطوعة في الصحراء حوالي 6-8 كيلومترات عندما يكون الرعي جيداً، وعند الهجرة إلى المراعي البعيدة، يعتبر 16 كم معدل تقدم معقول، ولكن إذا تم الضغط عليه، يمكن قيادة القطعان لمسافة تصل إلى 35 كم في 24 ساعة.
وفي أجزاء كثيرة من منطقة تكاثر العواس تتكون القطعان من الأغنام، وكذلك الماعز بنسب متفاوتة تعتمد على المناخ والظروف الطبوغرافية لكل منطقة، ويتم تحفيز أغنام العواس التي تكون بطيئة الحركة خلال فصل الصيف، من قبل الماعز على نشاط أكبر، ويمكن قيادة القطعان لمسافة تصل إلى 35 كم في 24 ساعة.
ونلاحظ أنّ الرعاة البدو والفلاحين لا يعرفون شيئًا عن الخيمة أو المنزل، ولكنهم يعيشون بالكامل في العراء مع قطعان تحت رعايتهم، إنهم يعملون 365 يومًا في السنة، ومن 13 إلى 16 ساعة في اليوم، ويشمل عملهم الرعي في النهار والمراقبة في الليل، رعاية الحيوانات المريضة، تدريب الجرس، والجز، فطام الحملان، وربط النعاج للحلب، وهو ما تقوم به النساء عادة.
عادة ما تكون قطعان العواس مع البدو والفلاحين مصحوبة بكباش على مدار العام، وبالتالي يتم تقديم النعجة في الشبق عدة مرات، والنعاج التي تأتي في حرارة مبكرة جدًا من الموسم، قد تحمل الحمل في حين لا يزال هناك نقص في الرعي قبل هطول الأمطار، ويتراوح عدد النعاج لكل كبش بين 25 و 35 في قطعان البدو، وبين 40 و 50 في قطعان الفلاحين.
وخلال موسم الحمل يحمل الرعاة الحملان المولودة في الحقل، والتي لا تزال أضعف من أن تتبع القطعان إلى الخيام أو القرى، حيث تبقى لبضعة أيام حتى تصبح قوية بما يكفي للانضمام إلى قطيها في المراعي.
وتستمر فترة الرضاعة من شهرين إلى ثلاثة أشهر، حسب حالة الرعي ووقت الولادة ونمو الحمل، وبعد الفطام توضع الحملان في قطعان منفصلة بعيدًا عن النعاج، ويجب أن تعيش فقط على الرعي الطبيعي، ويبدأ الحلب عندما يرضع عدد كبير من النعاج حملانها لمدة شهرين على الأقل، وخلال الأشهر الثلاثة أو الأربعة الأولى من موسم الحلب، تُحلب النعاج مرتين يوميًا، وخلال الشهر التالي مرة واحدة يوميًا حتى تجف.
وبما أن البدو ليس لديهم حاويات للحلب، يتم حلب النعاج في العراء، وتوضع الحيوانات في صفين على طول حبل طويل يربط رؤوسها في أزواج متقابلة.
وسواء عند البدو أو الفلاحين لا يتم خصي ذكر الحملان، ولا يمكن إخصاء سوى عدد قليل جدًا ممن يتجهون إلى أن يصبحوا جرسًا يقودون القطيع، ويكون ذلك إما عن طريق العض من خلال الحبل المنوي أو عن طريق ربط الخيط بإحكام حول الجزء العلوي من كيس الصفن، في بعض أجزاء منطقة التكاثر.
وتُجز أغنام العواس مرة في السنة وفي أجزاء أخرى مرتين، وعادة ما يتم القص بطريقة خشنة بواسطة مقصات يدوية أو بمقص بسيط أثناء استلقاء الأغنام على الأرض، والجروح التي تسببها المقصات شائعة، وقد يجز القص 20-30 حيواناً في اليوم، وغالبًا ما يُباع الصوف قبل القص بالعدد وليس بالوزن.