هل يعد تطعيم الأشجار سلوك إيجابي؟

اقرأ في هذا المقال


هل يعد تطعيم جذور الأشجار سلوك إيجابي؟

غالبًا ما يُنظر إلى الأشجار على أنها أفراد يتنافسون مع بعضهم البعض للوصول إلى موارد محدودة. ولكن هل يمكن للأشجار في البيئات المُجهدة أن تستفيد بالفعل من التفاعلات الإيجابية والاختيارية؟ يقترح مؤلفو ورقة بحثية أن هذا قد يكون هو الحال بالنسبة لبعض أنواع الأشجار، وأنه قد يتخذ شكل تطعيم الجذر.

تمت ملاحظة التطعيم الطبيعي للجذور بين الأشجار في أكثر من 150 نوعًا من النباتات حول العالم. ومع ذلك، في حين يُعرف الكثير عن فوائد دمج أنسجة الساق (بشكل أساسي من ممارسات البستنة)، لا يُعرف الكثير عن سبب اندماج النباتات، أو تطعيم أنسجة جذورها مع بعضها البعض.

وكان هناك باحثين في الزراعة مهتمين بتحديد ما إذا كان التطعيم الجذري يمنح أي مزايا لأشجار الصنوبر (Pinus bankiana) الفردية؛ على الرغم من أن الانضمام إلى أنظمة جذر الشجرة يمكن أن يمنح مزايا مثل زيادة استقرار الرياح، تقاسم الموارد مثل المياه أو التمثيل الضوئي أو العناصر الغذائية، فقد كان هؤلاء الباحثين هما أول من أظهر كيف يؤثر تطعيم الجذور على نمو الأشجار، كما تم نشر النتائج التي توصلوا إليها في عدد يونيو من المجلة الأمريكية للنباتات.

وعلق أحد الباحثين قائلاً بأن الأشجار، حتى تلك التي تم تجديدها بالبذور مثل الصنوبر، ليست أفرادًا مستقلين، وقد تؤثر بشكل مباشر على نمو جيرانها من خلال تكوين طعوم جذرية. وبعد ما تم قطع أشجار صنوبر مختارة في ثلاث مزارع، تم الحفر من قبل الباحثين هيدروليكيًا أنظمة الجذر باستخدام رذاذ الماء عالي الضغط، لتحديد ما إذا كانت الأشجار تحتوي على طعوم جذرية، ثم قاموا بتعمير الأشجار، الجذور والطعوم عن طريق عد حلقات النمو الخاصة بهم وتاريخها.

ومن المثير للاهتمام، وجد الباحثون أن أنماط النمو الشعاعي تختلف بين أشجار الصنوبر التي تنمو بشكل طبيعي مقابل تلك التي تنمو في المزارع. ففي الأشجار الطبيعية، كان هناك عدد أكبر من الطعوم الجذرية لكل شجرة فردية مقارنة بالمزارع، وتباطأ نمو هذه الأشجار عندما كانت تشكل ترقيعًا جذريًا مع الأشجار الأخرى، ولكن بعد ذلك استأنف معدل نموها أو زاد تدريجيًا بمجرد تطعيم الجذر. وفي المقابل، يبدو أن التطعيم الجذري في المزارع المتباعدة بشكل متساوي كان له تأثير أقل على معدلات النمو.

اكتشف الباحثون أيضًا أن الأشجار التي ستشكل لاحقًا طعومًا جذرية، تميل إلى الحصول على معدلات نمو أفضل مقارنة بالأشجار التي لم تشكل طعومًا جذرية، حتى قبل تكوين عملية التطعيم. وقد تحتاج الأشجار إلى أن يصبحوا بحجم أكبر بما يكفي من أجل الحصول على طاقة كافية لإكمال التطعيم الجذري، أو حتى تتمكن أنظمة الجذر الخاصة بهم من الاتصال بأنظمة الأشجار الأخرى. على العكس من ذلك، قد تفتقر الأشجار الأصغر والأضعف إلى الطاقة لتكوين ترقيع جذري، أو قد لا يكون لديها أنظمة جذرية واسعة جدًا.

ما هي بعض مزايا ربط أنظمة الجذر بشجرة أخرى؟

قال أحد الباحثين بأن التطعيم الجذري يمكن أن يعطي ميزة تطورية للأنواع. فعلى سبيل المثال، يمكن أن يسمح للأشجار ذات الموقع الجيد بدعم الأشجار التي تنمو في بيئات أكثر جفافاً أو فقرًا. وقد عُرف هذا بالأنواع العشبية التي تتكاثر نباتيًا، ولكن نادرًا ما تمت معالجته في الأشجار.

في الواقع، إذا سهلت الأشجار الكبيرة الحصول على الموارد بين الأنواع المعينة في المنطقة، فيمكنها الحفاظ على تكاملها؛ حيث يمكن أن يؤدي إمداد الأشجار المكبوتة بالكربوهيدرات إلى ردع موت الأشجار الذي من شأنه أن يخلق فجوات فيها، والتي من شأنها أن تسمح للأنواع الأخرى بالغزو. ويمكن النظر إلى سلوك التطعيم الجذري هذا على أنه تشكيل لنظام جذر مشترك، مما يعزز نموًا محددًا داخل الأشجار.

كما أشار أحد الباحثين إلى أنه من المثير للاهتمام أنهم وجدوا أيضًا بعض الطعوم الجذرية بين جاك الصنوبر والصنوبر الأسود أثناء التنقيب في المواقع، مع الإشارة إلى أن الطعوم متعددة الأنواع غير موجودة في الأبحاث، مما جعلهم يتساءلون عن الأهمية التطورية لهذه الطعوم، ولسوء الحظ، لم يعثروا على المزيد من المعلومات مع استمرارهم للبحث.

مع ذلك ستكون الخطوة التالية في البحث هي دراسة الأهمية البيئية لهذه الطعوم الجذرية وما هي المواد مثل التمثيل الضوئي، الماء، الهرمونات، وما إلى ذلك التي يتم مشاركتها بين الأشجار المترابطة.


شارك المقالة: