أسباب ألم المفاصل عند النساء

اقرأ في هذا المقال


أكثر من نصف النساء يعانين من آلام في العضلات والمفاصل أثناء وبعد انقطاع الطمث، بالإضافة إلى شكاوي أخرى، هذا الأمر محور اهتمام الأطباء والمرضى مما يجعله أحد أكثر الإعاقات الصحية شيوعًا خاصةً في سن اليأس. لكن ما هي الأسباب وراء ذلك، تابع قراءة المقال عزيزي القارئ.

ألم المفاصل عند النساء

إنّ أعراض ألم المفاصل عند النساء أكثر حدة في مفصل الركبتين والرقبة، يليها الظهر واليدين ومفصل الكتفين والوركين، تتمثل الأعراض في الألم والتصلب والتورم في المفاصل، وقد تهدأ على مدار اليوم في بعض الأوقات، هذا هو السبب في أننا لا نحسب مشاكل المفاصل والعضلات كأعراض نموذجية عند النساء، تشير الدراسات إلى أن مشاكل المفاصل تحدث بشكل عام بشكل متكرر مع تقدم العمر عند النساء وأنه لا توجد بالضرورة علاقة سببية عند النساء أيضاً، تتجلى أيضًا أمراض أخرى مثل التهاب المفاصل الروماتويدي وآلام الظهر وتيبس الصباح، ومع ذلك فهذه أمراض مستقلة يمكن أن تحدث عند النساء من خلال عامل العمر.

أسباب ألم المفاصل عند النساء

نقص هرمون الاستروجين

أظهرت الدراسات أن التغيرات الهرمونية أثناء انقطاع الطمث يمكن أن تؤدي أيضًا إلى ظهور أعراض مثل مشاكل المفاصل على سبيل المثال، تشير الملاحظة من الدراسات السريرية إلى أن مثبطات الأروماتاز ​​مثل أناستروزول تسبب مشاكل في المفاصل وتشير إلى انخفاض مستوى هرمون الاستروجين باعتباره السبب لآلام المفاصل، إذا توقف العلاج تعود الأعراض، حتى النساء اللواتي توقفن فجأة عن العلاج بالهرمونات البديلة غالبًا ما يعانين من مشاكل في المفاصل.

كتأثير للإستروجين، يناقش الأطباء تأثير مزيل الاحتقان على المفاصل، يمكن أن يحدث التهاب المفاصل أيضًا بسبب نقص السوائل مرة أخرى، قد يلعب نقص هرمون الاستروجين دورًا هنا حيث يؤثر الهرمون على قدرة الجسم على الاحتفاظ بالسوائل، نظرًا لوجود مستقبلات لهرمون الاستروجين في هياكل معينة من الأعصاب، فإن تأثير الهرمونات في تخفيف الآلام واضح، إذا انخفض مستوى الإستروجين فإن هذا يؤدي إلى إدراك أقوى للألم، تشير الدراسات أيضًا إلى أن نسبة معينة من الإستروجين من ناحية والبروجسترون من ناحية أخرى يجب أن تكون موجودة من أجل التمثيل الغذائي المتوازن للغضاريف، يجب أن يؤخذ في الاعتبار أيضًا أن الهرمونات الجنسية تشارك أيضًا في وظائف جهاز المناعة، ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم كل هذه العمليات بشكل كامل.

من أجل تحديد التغيرات الهرمونية في فترة انقطاع الطمث باعتبارها المحفز لمشاكل العضلات والمفاصل، يجب على الطبيب استبعاد الأسباب المحتملة الأخرى، بالإضافة إلى الأمراض الروماتيزمية الالتهابية وغير الالتهابية مثل الألم العضلي الليفي واضطرابات الهرمونات مثل الغدة الدرقية والالتهابات المزمنة مثل التهاب الكبد C أو أنواع معينة من الأمراض الوراثية يمكن أن تؤدي إلى الأعراض نفسها، هناك أيضًا ارتباطات بالأمراض العقلية مثل الاكتئاب الشديد أو اضطرابات الهلع في التاريخ الطبي، يمكن أن يكون الإجهاد الشديد أيضًا عاملاً سببيًا في تطور آلام المفاصل.

يعزز الإستروجين الدورة الدموية وامتصاص السوائل في الأنسجة، بما في ذلك الأغشية الزليليّة، كما أنها تحفز تكوين الكولاجين، لا تعد ألياف الكولاجين مكونًا مهمًا للجلد فحسب، بل تعد أيضًا مكونًا مهمًا من الغضاريف والأوتار والأربطة، تشكل الألياف إطارًا داعمًا ومرنًا يتم فيه تخزين الكثير من سائل المفصل، يترافق الانخفاض في هرمون الاستروجين أثناء انقطاع الطمث مع انخفاض إنتاج الكولاجين وتكون النتيجة بأن الغضاريف تصبح في المفصل متيبسة بشكل متزايد، يفقد الغضروف على وجه الخصوص قدرًا كبيرًا من المرونة، مما يجعله أكثر حساسية وأقل مرونة وأكثر عرضة للتلف.

يشارك الإستروجين أيضًا بشكل كبير في جهاز المناعة حيث يتضح أنه أكثر من مضادات الالتهاب الطبيعية، لذلك يمكن أن يعزز النقص تطور العمليات الالتهابية في المفاصل ويؤثر سلبًا على مسارها، كما يساهم في تدفق الدم والذي غالبًا ما ينخفض ​​بسبب نقص هرمون الاستروجين في حدوث ذلك، بالإضافة إلى ذلك يعزز هرمون الاستروجين إطلاق مواد كيميائية داخلية تسمى الإندورفين والتي تعمل على قمع وتخفيف الألم.

إذا كان هرمون الاستروجين مفقودًا فإن عتبة الألم تنخفض نتيجة لذلك هنا يحدث الألم بشكل أسرع وأكثر كثافة، إذا كان من المحتمل أن يكون نقص الهرمونات هو السبب الرئيسي وراء آلام المفاصل، فإن السؤال الذي يطرح نفسه بشكل طبيعي ماذا تفعل، بحيث تلجأ العديد من النساء في استخدام الهرمونات الصناعية بغض النضر عن الآثار الجانبية الخطيرة المحتملة، في هذه الحالة من المنطقي أن تسأل الطبيب عن المخاطر الفعلية للأشكال المختلفة للعلاج بالهرمونات البديلة وأن تسأل عن البدائل الطبيعية.

انقطاع الطمث

الشعور بالهبات الساخنة والتعرق والأرق وتقلبات المزاج، جميع الأعراض النمطية لانقطاع الطمث التي تخشى الكثير من النساء، ومن الشائع أيضًا أن التغيرات الهرمونية بالإضافة لألم المفاصل يمكن أن تؤدي لمرض تنخر العظام، وتزيد من خطر فقدان العظام (هشاشة العظام)، ومع ذلك فإن ما لا تدركه معظم النساء هو أنه خلال فترة التغيير هذه، والتي تبدأ عادةً بين سن 45 و 55 عامًا، غالبًا ما يبدأ ألم المفاصل، يمكن أن تستمر آلام المفاصل أيضًا بعد انقطاع الطمث لفترة، لذلك يتحدث الأطباء عن ألم مفصلي في فترة ما حول انقطاع الطمث، يمكن أن يكون الاستيقاظ في الصباح مع تيبس المفاصل والاضطرار أولاً إلى الحركة، والتوقف عن الحركة بعد الشعور بألم في المفاصل بعد مجهود كبير وبعد ظهور إشارة تحذير واضحة على شكل ألم في المفاصل.

عند إصابة المفاصل يقوم الطبيب بإلقاء نظرة فاحصة، وهل يوجد بلى مرافقة لألم المفاصل، أم هل يوجد مرض التهاب المفاصل مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، لأن احتمالية الإصابة بمثل هذه الأمراض تزداد بشكل عام مع تقدم العمر عند النساء،ومع ذلك يُطرح سؤال إضافي أيضًا أثناء انقطاع الطمث هل الهرمونات من المحتمل أن تكون السبب الرئيسي أو الجزئي للألم، يفترض العلماء الآن أن انخفاض إنتاج الهرمونات الأنثوية في هذه المرحلة من الحياة يمكن أن يكون له عدد من الآثار السلبية على صحة المفاصل وإدراك الألم.

سن اليأس

تعاني العديد من النساء من آلام المفاصل في فترة الكبر وعند سن اليأس، خلال فترة سن اليأس، لا تعاني الكثير من النساء من الأرق والتعرق فحسب بل يعانين أيضًا من آلام المفاصل، على سبيل المثال في الكتفين أو الأصابع، تظهر الأعراض أيضًا عند النساء الناشطات في الرياضة خاصة في الصباح بعد الاستيقاظ، غالبًا لا يكون السبب هو البلى المرتبط بالعمر في المفاصل كما يشتبه الكثيرون ولكن بسبب نقص هرمونات الأنثوية نتيجة سن اليأس.

الانقطاع عن التمارين الرياضية

يجب الحفاظ على اللياقة البدنية في سن الشيخوخة للنساء لتجنب آلام المفاصل أو العضلات، يجب التمرن بقدر الاستطاعة، تعتبرالرياضات اللطيفة على المفاصل مثل المشي وركوب الدراجات وبناء العضلات وتمارين القوة أو الرياضات المائية هي الأنسب، يجب الذهاب على الأقدام لمسافات، يجب استخدام الدرج بدلاً من المصعد أو الدرج المتحرك،


شارك المقالة: