اقرأ في هذا المقال
- ما هو التزرق الشبكي – Livedo reticularis؟
- أسباب التزرق الشبكي
- أعراض التزرق الشبكي
- تشخيص التزرق الشبكي
- علاج التزرق الشبكي
ما هو التزرق الشبكي – Livedo reticularis؟
يشير التزرق الشبكي (Livedo reticularis) إلى حالات مختلفة يكون فيها تغير في لون الجلد. كما يوصف بأنه شبكي (يشبه الشبكة أو الدانتيل)، حيث أن تغير اللون المزرق يحيط بالجلد المركزي الشاحب.
كما قد تشمل مصطلحات أخرى للتزرق الشبكي وهي التزرق الشبكي الخلقي والتزرق الشبكي الحي وهو مجهول السبب. بينما التزرق الشبكي الحي الثانوي هو ارتباط ليفيمو بمرض جهازي أساسي.
ينتج التزرق الشبكي عن اضطراب تدفق الدم إلى الجلد، ممّا يؤدي إلى انخفاض تدفق الدم وانخفاض توتر الأكسجين إلى الجلد. حيث تتكون الأوعية الدموية الجلدية من سلسلة من المخاريط. بينما تقع قمة كل مخروط في عمق الأدمة في موقع الشريان الصاعد. كما أنه على هامش كل مخروط، تنخفض كثافة السرير الشرياني، وتكون الضفيرة الوريدية السطحية أكثر بروزاََ. في حين أن أي عملية مرضية أو فسيولوجية تؤدي إلى إعاقة تدفق الدم إلى الجلد ينتج عنها كميات أكبر من الهيموجلوبين غير المؤكسج، ممّا يؤدي إلى تغير لون الجلد.
في حين ان التشنج الشرياني الفسيولوجي هو استجابة للبرد، حيث ينتج عنه تغير في لون الجلد. كما يمكن أن يتسبب التشنج الوعائي المطول أو التجلط أو فرط اللزوجة في تغيرات جلدية مرضية. بينما يُعرف الشكل الأحادي للشبكية الحية بسبب إصابة الحرارة الموضعية بإسم الحمامي.
حيث تسبب حالة العيش الشبكي (Cutis marmorata) حياة مؤقتة أو فسيولوجية في حوالي 50 ٪ من الأطفال الأصحاء والعديد من البالغين، وخاصة الشابات عند تعرضهن للبرد. بينما تُعد Cutis marmorata telangiectatica congenita حالة نادرة يكون فيها العيش واضحاََ عند الولادة أو بعد فترة وجيزة. كما غالباََ ما يتحسن مع تقدم العمر. حيث هناك العديد من التشوهات الخلقية المرتبطة بتوسع الشعيرات الجلدي.
أسباب التزرق الشبكي:
في حين أن مرض التزرق الشبكية هو شكل مجهول السبب عند البالغين ويمكن أن يكون دائماََ. حيث عادة ما يتم التشخيص بمجرد استبعاد الأسباب الأخرى الأكثر خطورة للشبكية الحية. بينما تعيش الحياة الثانوية، أو عنصر راسيمو حي، مرتبط بمجموعة من الأمراض الجهازية.
قد يحدث انسداد الأوعية بسبب حالة فرط التخثّر. كما قد يظهر هذا كمتلازمة إصبع القدم الأزرق. في حين تتميز متلازمة (Antiphospholipid)، المعروفة أيضاََ بإسم متلازمة الذئبة المضادة للتخثر بجلطات دموية بسبب الصفائح الدموية اللزجة. كما وينتج عن هذا المرض في 25٪ من المرضى، و 70٪ من المصابين بـ (SLE) المرتبط بـالمتلازمة. كما أن متلازمة سنيدون هي عبارة عن ارتباط بين العرقسوس الحي للسكتة الدماغية عند النساء البالغات. كما يرتبط اعتلال الأوعية الدموية مع التقرح بسبب تشوهات و تخثر الأوعية الدقيقة.
حيث أن هنالك عدة أسباب تزيد من الإصابة بالتزرق الشبكي مثل:
- أمراض العدوى: مثل مرض السل ومرض الزهري والالتهاب الرئوي الميكوبلازما، والعدوى الفيروسية مثل فيروس بارفو والتهاب الكبد سي، والإنتان الجرثومي، مثل مرض المكورات السحائية ومرض العقديات والحمى الروماتيزمية (الحمامي الهامشية).
- أمراض المناعة الذاتية: وأمراض التهاب الأوعية الدموية والنسيج الضام. كالتهاب الأوعية الدموية الصغيرة والمتوسطة والكبيرة المرتبط بعنصرية حية. ومرض الذئبة الحمامية الجهازية والتهاب الجلد والعضلات والتهاب المفصل الروماتويدي والتهاب الشرايين العقدي والتهاب الشرايين الصدغي ومتلازمة سجوجرن.
- الأمراض العصبية: مثل مرض الحثل الانعكاسي الودي ومرض التصلب المتعدد ومرض الشلل الرعاش.
- الأورام والأمراض السرطانية: مثل سرطان الخلايا الكلوية وسرطان الثدي الالتهابي وسرطان الغدد الليمفاوية ومرض الابيضاض الدم الليمفاوي الحاد.
- الأدوية: مثل دواء الأمانتادين (Amantadine) وهو دواء مستخدم لعلاج مرض باركنسون والتصلب المتعدد واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. وأدوية المينوسكلين والجيمسيتابين والكاتيكولامينات ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية.
- التهاب الشرايين اللمفاوي الخثاري. وبعض الأمراض مثل جلوبولين الدم القري (الجلوبيولين المناعي الذي يترسب في البرد)، ومرض كثرة خلايا الدم الحمراء أو كثرة الصفيحات الدموية (تكتلات الصفائح الدموية)، وورم النقيي المتعدد ومرض الراصات الباردة ونقص البروتين C و S. وأمراض نقص مضاد الثرومبين الثالث وتخثر المنتثر داخل الأوعية ومتلازمة انحلال الدم الانحلالي والجلطة الوريدية العميقة.
- أسباب أخرى: مثل صمات الكوليسترول والصمات الإنتانية وفرط كالسيوم الدم (رواسب الكالسيوم) ومسد التهاب الوريد الخثاري (مرض بورغر) والحقن داخل الشرايين (خاصة عند مدمني المخدرات) والتهاب البنكرياس وفيبروميالغيا الأولية ونقص السكر في الدم الخلقي.
أعراض التزرق الشبكي:
يتميز مرض التزرق الشبكي بعدة أعراض وعلامات من أهمها ما يلي:
- ظهور نمط مزرق على الجلد يشبه الدانتيل أو الشبكة ويكون صافي.
- ظهور بقع زرقاء ضاربة إلى الحمرة أو إلى الأرجوانية (لون زاهي).
- تكون البقع إما عابرة أو مستمرة.
- ظهورها يكون في الساقين في الغالب.
- قد يكون أكثر وضوحاََ في الظروف الباردة.
- قد يتحسن أو لا يتحسن مع ارتفاع درجة الحرارة.
- قد يؤدي التعرض للبرد إلى وخز وتنميل في الجلد المصاب.
في حين أن التزرق الشبكي، يكون فيه التبقع منتشراََ وخفيفاََ. بينما عادة ما يحدث على الساقين ويزول تدريجياً عند إعادة التدفئة. كما وتكون الشبكية الأولية الحية عند البالغين متقطعة، والتغيرات في لون الجلد أقل تأثراً بدرجة الحرارة المحيطة. حيث غالباََ ما يؤثر على الجذع والأرداف وكذلك الساقين. كما يميل النمط البنفسجي الشبيه بالشبكة إلى أن يتكون من لطاخات غير منتظمة ومكسورة بنمط حلقي.
كما بالعادة تعتبر مضاعفات التزرق الشبكي بأنها نفسها حميدة نسبياََ. ومع ذلك، قد يؤدي مرض الانسداد التجلطي الناتج عن الحالات المصاحبة له مثل متلازمة أضداد الشحوم الفوسفورية إلى أحداث شريانية خطيرة، بما في ذلك وفاة المريض.
تشخيص التزرق الشبكي:
يتم تشخيص مرض التزرق الشبكي من خلال مظهره السريري، حيث يتم إجراء التحقيقات للبحث عن سبب أساسي بناءاََ على التاريخ الدقيق والفحص، حيث من غير المحتمل أن تكون دراسات الفحص المكثفة مفيدة. بينما يجب طلب لوحة الذئبة المضادة للتخثر للفحص غير الناجم عن البرد. كما وإذا لزم الأمر، فمن الأفضل أخذ خزعتين على الأقل من المناطق الحمراء والزرقاء والبيضاء من والمطالبة بأداء المقاطع التسلسلية. في حين يعدّ الموقع الملموس مثالياََ لأخذ خزعة إذا كان موجوداََ.
كما قد تظهر المنطقة الحمراء فقط توسع الشعيرات غير التشخيصي. بينما قد تكشف المنطقة المركزية البيضاء الإقفارية عن وعاء مسدود. لكن حتى خزعة الجلد الكبيرة لمركز حلقة راسيموزا الحية يمكن الإبلاغ عنها كالمعتاد. حيث أن الخزعات المتعددة قد تؤدي إلى زيادة العائد التشخيصي. لكن الهدف من الخزعة هو الحصول على عينات من الوعاء المتوسط الموجود في الأدمة الشبكية العميقة والدهون تحت الجلد، والتي قد تتطلب خزعة إسفين أو خزعة كبيرة.
وأن العلامات المبكرة لاعتلال الأوعية الدموية في الكائنات الحية العنصرية هي الخلايا الليمفاوية والمنسجات المرتبطة بالخلايا البطانية. كما وتنضم الخلايا مع الفيبرين لإغلاق تجويف الشعيرات الدموية (التهاب الشرايين اللمفاوي الخثاري). بينما يجب تمييز هذا عن التهاب الأوعية الدموية العدلات في الأوعية المتوسطة الذي يحدث في التهاب الشرايين الجلدي العقدي. حيث قد يتم توسيع الشعيرات الدموية الأخرى أو استبدالها بنسيج ندبي (تليف).
علاج التزرق الشبكي:
في حين أثبتت الدراسات أنه إلى الآن لا يوجد علاج محدد لمرض التزرق الشبكي، باستثناء تجنّب البرد. بينما في بعض المرضى، قد تتحسن الأعراض تلقائياََ مع تقدم العمر. كما يجب إعادة تدفئة المنطقة في حالات مجهولة السبب أو معالجة السبب الكامن الذي قد يعكس تغير اللون. في حين يجب أن يوجه العلاج إلى علاج الاضطراب الأساسي الذي يسبب التزرق الشبكي إذا كان معروفاََ. كما قد يوصى بالعلاج بجرعة منخفضة من الأسبرين والبنتوكسيفيلين ومضادات التخثر الأخرى في المرضى الذين يعانون من اعتلال الأوعية الدموية المؤكدة. حيث يعد الإقلاع عن التدخين أمراََ ضرورياََ لتقليل مخاطر الأحداث الشريانية المرتبطة مثل السكتة الدماغية.
عادة ما يكون مرض التزرق الشبكي أقل وضوحاََ مع تقدم العمر. لكن بمرور الوقت، في الشبكة الشبكية الحية الأولية والعصرية الحية، تصبح الأوعية متوسعة بشكل دائم، وتصبح الشبكة الشبكية الحية دائمة بغض النظر عن درجة الحرارة المحيطة.
كما ويُعتقد أن مرض التزرق الشبكي بأنه ناتج عن تشنجات في الأوعية الدموية أو خلل في الدورة الدموية بالقرب من سطح الجلد. بينما يجعل الجلد متزرق عادة على الساقين، كما يبدو مرقّطاََ وأرجوانياََ، في نوع من النمط الشبكي بحدود مميزة. حيث أحياناََ يكون النسيج الشبكي الحي هو ببساطة نتيجة البرودة. ولكنه قد يكون أحد أعراض حالة كامنة خطيرة، مثل مرض الأوعية الدموية. وقد تحدث كأثر جانبي لبعض الأدوية.
في حين يجب الذهاب واستشارة الطبيب عادة في حال عدم زوال الأعراض دون علاج، لذلك تتم مراجعة الطبيب في الحالات التالية:
- عدم إختفاء الجلد المرقش المتغير اللون.
- في حين ظهور علامات أخرى مصاحبة للجلد المتغير اللون.
- تتطوّر العقيدات المؤلمة في الجلد المصاب.
- تتطوّر القرحة في الجلد المصاب.
- إذا كان هنالك أمراض الأوعية الدموية الطرفية.
- في حال ظهور تطور جديد وخاصة للمصابين بالذئبة الحمامية أو أمراض النسيج الضام الأخرى.