اقرأ في هذا المقال
- نظرة عامة
- كيف يرتبط التهاب القولون التقرحي بالصحة العقلية؟
- هل هناك ارتباط بين التهاب القولون التقرحي والاكتئاب؟
- علامات مشكلة الصحة العقلية
- من أين يحصل الشخص على المساعدة؟
- الآفاق لالتهاب القولون التقرحي والصحة العقلية
نظرة عامة:
يتطلب التعايش مع التهاب القولون التقرحي (UC) العناية الجيدة بالصحة الجسدية. إنّ تناول الأدوية وتجنب الأطعمة التي تؤدي إلى تفاقم الأعراض يمكن أن يخفف من الإسهال وآلام البطن، بل وتؤدي إلى الهدوء أيضاً. لكن إدارة الصحة الجسدية ليست سوى اتجاه واحد من ضمن اتجاهات متعددة للتعايش مع التهاب القولون التقرحي. تحتاج أيضاً إلى الاهتمام بالصحة العقلية.
يمكن أن يكون للتحدي اليومي المتمثل في العيش مع التهاب القولون التقرحي تأثيراً سلبياً على حالة الشخص المزاجية وتوقعاته. سواء تم تشخيصه مؤخراً بمرض التهاب القولون التقرحي أو كان يعاني من الحالة لسنوات، فقد يواجه نوبات من القلق والاكتئاب. ومن المثير للتركيز أنّ نسبة الاكتئاب تكون أعلى بين الأشخاص الذين يعانون من مرض التهاب القولون التقرحي عندما نقوم بمقارنتها بالأمراض الأخرى وعامة السكان. نظراً لارتفاع مخاطر الإصابة باضطرابات في الصحة العقلية، من المهم معرفة كيفية التعرف على علامات الاكتئاب والقلق.
إذا لم يتم علاجها، يمكن أن تتفاقم مشاكل المزاج وتجعل من الصعب التعامل مع الحالة المزمنة. تابع القراءة للتعرف على الصلة بين الصحة العقلية ومرض التهاب القولون التقرحي، وأين يمكن الحصول على المساعدة.
كيف يرتبط التهاب القولون التقرحي بالصحة العقلية؟
مرض التهاب القولون التقرحي هو مرض لا يمكن التنبؤ به. قد يشعر الشخص يوماً ما بالنشاط والحيوية، ولكنه يعاني من ألم منهك وإسهال بعد بضعة أيام. يمكن أن تسبب التقلبات المستمرة في هذه الحالة إلى صعوبة التخطيط المسبق أو إكمال الأنشطة اليومية. قد يواجه الشخص مشكلة في مواكبة العمل أو المدرسة، أو قد يكون من الصعب الحفاظ على حياة اجتماعية نشطة.
التهاب القولون التقرحي هو حالة مزمنة طويلة الأمد ليس لها علاج حتى الآن. يعاني معظم الأشخاص الذين يعيشون مع التهاب القولون التقرحي من الأعراض داخل وخارج طوال حياتهم. يمكن أن تؤثر الطبيعة غير المتوقعة لهذا المرض بشكل كبير على نوعية الحياة. اعتماداً على شدة الأعراض، يمكن أن يشعر المريض كما لو أنه رهينة من قبل الجسد. لهذه الأسباب، قد يصاب بعض الأشخاص الذين يعيشون مع التهاب القولون التقرحي بالقلق والاكتئاب.
هل هناك ارتباط بين التهاب القولون التقرحي والاكتئاب؟
يظن بعض المختصون أيضاً أنّ الصلة بين التهاب القولون التقرحي والصحة العقلية تمتد إلى ما وراء الطبيعة المزمنة وغير المتوقعة لهذه الحالة. التهاب القولون التقرحي هو مرض التهاب الأمعاء، وهناك أدّلة تشير إلى وجود صلة بين الالتهاب والاكتئاب. الالتهاب هو استجابة الجسم الطبيعية للمواد الغريبة والالتهابات. عندما يتعرض الجسم للهجوم، يحفز جهاز المناعة استجابة التهابية. هذا يدفع عملية الشفاء.
تحدث المشاكل عندما يظل الجسم في حالة ملتهبة بسبب فرط نشاط جهاز المناعة. يمكن أن يؤدي الالتهاب المزمن المطول إلى تلف المخ والأنسجة. تمّ ربطه بمجموعة متنوعة من الأمراض، بما في ذلك أمراض القلب والسرطان ومرض الزهايمر والاكتئاب. الاكتئاب لا يعدّ اضطراباً التهابياً. لكن المسارات الالتهابية في الدماغ يمكن أن تتصارب مع الناقلات العصبية. هذا يقلل من مستوى السيروتونين، وهي مادة كيميائية تلعب دوراً في السعادة والرفاهية. نظرًا لأنّ التهاب القولون التقرحي يتميز بالتهاب مزمن فقد يفسر هذا الرابط بين مشاكل الصحة العقلية.
في دراسة أجريت عام 2017، سعى رجل يبلغ من العمر 56 عاماً مصاباً باضّطراب اكتئابي حاد للعلاج بالرعاية النفسية ومضادات الاكتئاب. بعد تلقي العلاج لم تتحسن أعراض صحته العقلية. تم تشخيص حالته لاحقاً بمرض التهاب القولون التقرحي وبدأ العلاج التقليدي لتقليل الالتهاب. بعد فترة وجيزة، تحسنت أعراض الاكتئاب لديه وأصبح لديه أفكار انتحارية أقل بناءً على هذه النتيجة، يعتقد بعض الباحثين أنّ علاج الالتهاب المزمن قد يساعد في تحسين أعراض الصحة العقلية.
علامات مشكلة الصحة العقلية:
يمر الجميع بفترات حزن في مرحلة ما من حياتهم. لكن من المهم معرفة متى قد تتطلب مشكلة الصحة العقلية مساعدة متخصص.
تتضمن علامات مشكلة الصحة العقلية وأعراضها ما يلي:
- الحزن المستمر أو الشعور بالفراغ.
- مشاعر اليأس أو انعدام القيمة أو الذنب.
- فقدان الاهتمام بالأنشطة المفضلة.
- التعب الشديد.
- صعوبة في التركيز.
- فقدان الشهية أو فقدان الوزن غير المبرر.
- التهيج.
- أفكار انتحارية.
- العزلة أو الانسحاب من الأصدقاء.
- تغيير في عادات الأكل.
يمكن أن تسبب مشاكل الصحة العقلية أيضاً أعراضاً جسدية مثل الصداع وآلام الظهر. إذا كان الشخص يعاني في بعض الأحيان من واحد أو أكثر من هذه الأعراض، فهذا لا يعني بالضرورة أنه يعاني من مرض نفسي. لكن يجب عليه مراجعة الطبيب إذا كان لديه العديد من الأعراض المذكورة أعلاه لفترة طويلة من الزمن، أو إذا كانت لديه أفكار انتحارية.
من أين يحصل الشخص على المساعدة؟
التحدث مع الطبيب هو الخطوة الأولى التي يجب أن تتخذها للحصول على المساعدة في حالة القلق أو الاكتئاب المرتبط بالتهاب القولون التقرحي. قد يشمل العلاج تعديل الدواء للتحكم بشكل أفضل في الالتهاب. قد يصف الطبيب أيضاً مضادات الاكتئاب أو الأدوية المضادة للقلق لتحسين الحالة المزاجية.
قد يوصون أيضاً بالعلاج مع أخصائي الصحة العقلية. يمكن أن تزود هذه الجلسات بأساليب التأقلم ومهارات إدارة الإجهاد. سيتعلم الشخص أيضًا كيفية تغيير أنماط التفكير وتبديد الأفكار السلبية التي تؤدي إلى تفاقم الاكتئاب.
بالإضافة إلى العلاج التقليدي، قد تساهم العلاجات المنزلية وتغيير عادات الحياة في تحسين الصحة العقلية. تشتمل الأمثلة على تعديلات نمط الحياة الصحية ما يلي:
- تجنب الكحول أو المخدرات.
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- قضاء الوقت مع الأصدقاء و العائلة.
- الانخراط في أنشطة ممتعة.
- إيجاد مجموعة دعم محلية.
الآفاق لالتهاب القولون التقرحي والصحة العقلية:
قد تظهر أعراض التهاب القولون التقرحي وتزول طوال الحياة. على الرغم من عدم وجود علاج لالتهاب القولون التقرحي، فمن الممكن علاج الاكتئاب والقلق اللذين يمكن أن يصاحبهما. تحدث مع الطبيب أو أخصائي الصحة العقلية وناقش ما تشعر به. لن يختفي الاكتئاب والقلق بين عشية وضحاها، لكن العلاج والدعم المناسبين يمكن أن يحسن الأعراض ونوعية الحياة.