العلاج الوظيفي وفاعلية إعادة التأهيل الحسي بعد إصابة الأعصاب الطرفية

اقرأ في هذا المقال


العلاج الوظيفي وفاعلية إعادة التأهيل الحسي بعد إصابة الأعصاب الطرفية:

لتقييم فعالية إعادة التثقيف الحسي بعد إصابة العصب المحيطي، استعرض 7 من أصل 760 دراسة محددة حققت معايير الاشتمال. حيث أن خمسة منها تميزت بنوعية منهجية رديئة؛ كانت منهجية الاثنين الآخرين مناسبة لجودة عالية. كما خلصوا إلى أن هناك أدلة إيجابية ولكنها محدودة على فعالية إعادة التثقيف الحسي. حيث تمثل هذه المراجعة أفضل دليل في أدبيات العلاج لفعالية إعادة التثقيف الحسي حتى الآن. كما تم أيضًا إثبات فعالية إعادة التثقيف الحسي بعد إعادة الزرع الرقمية وإعادة تكوين الأوعية في تجربة عشوائية صغيرة ذات شواهد.

الأساس المنطقي للعلاج الحسي بعد حادث الأوعية الدموية الدماغية:

يضعف فقدان الإحساس من قدرة الشخص على استكشاف البيئة المباشرة وتنفيذ المهام اليومية، وبالتالي يؤثر على جودة الحياة والسلامة الشخصية. كما ينطوي الخلل الوظيفي الحسي الذي يلي السكتة الدماغية على تمييز عن طريق اللمس وحواس التحفيز التحسسي أكثر من الشعور بالألم أو درجة الحرارة. كما أن هذه الخسارة تحد بشكل كبير من استخدام الطرف العلوي.
الاستخدام الوظيفي للذراع واليد مع انخفاض الإحساس ممكن، لكن الاستخدام التلقائي محدود. بدون تدريب هناك ميل إلى عدم استخدام الأطراف وعدم الاستخدام المكتسب يؤدي إلى المزيد من فقدان القدرات الحسية والحركية وقد يغير المعالجون الخريطة القشرية من خلال توجيه الخبرات الحسية للمريض. وقد تم إثبات زيادة تدفق الدم في المخ وتغيير التنشيط الدماغي في القشرة الحسية الجسدية بعد التحفيز التحفيزي بشكل تجريبي.

أظهرت الدراسات التي أجريت على كل من التدخلات العلاجية السلبية والنشطة تحسينات في استخدام الأطراف. كما يعتمد التدريب الحسي السلبي على دليل على إعادة التنظيم القشري استجابةً للتحفيز المتكرر. حيث تتضمن إجراءات التدريب الحسي السلبي تحفيزًا متكررًا مكثفًا يتم تطبيقه على الجزء الفقير ولا تتطلب مشاركة من قبل المريض. كما ذكر الباحثين، في مراجعتهما للأدلة العلمية على قدرة الدماغ على إعادة تنظيم آفات الدماغ حيث أن إعادة التنظيم يبدو أنها مرتبطة بتكرار الاستخدام.
التدريب الحسي النشط بعد حادث الأوعية الدموية الدماغية يعتمد على مفاهيم اللدونة العصبية والتعلم. حيث اقترح أن تضخم المناطق المستقبلة الحسية داخل القشرة هو نتيجة لزيادة مشاركة جزء الجسم في الأنشطة التي تتطلب أحاسيس عن طريق اللمس. لذلك، فإن الهدف من العلاج الحسي السلبي والنشط بعد السكتات الدماغية هو الحصول على تمثيل قشري أكبر لمناطق الجلد التي تعتبر ردود الفعل الحسية منها ضرورية لأداء المهام اليومية.

الأساليب العلاجية الحسية بعد حادث الأوعية الدموية الدماغية:

غالبًا ما تؤدي الحوادث الوعائية الدماغية إلى اضطراب العلاقة الحسية الحركية للجانب المصاب، مما يؤدي إلى الشلل أو الضعف وفقدان الحس أو التشوه وفقدان الاستخدام التلقائي والأداء المهني.

التدريب الحسي السلبي:

يتم تطبيق التدريب الحسي السلبي أو التنشيط اللمسي عن طريق التحفيز الكهربائي أو التحفيز الميكانيكي المتكرر على المريض ولا يتطلب اهتمام المريض النشط. حيث توفر الدراسات التالية مبادئ توجيهية لتطبيق هذه الأنواع من التدخلات، على الرغم من عدم وضع بروتوكول معياري.

في دراسة عن التنشيط اللمسي السلبي لتحسين الوظائف الحسية لدى كبار السن الأصحاء أظهرت الدراسة تحسنًا ملحوظًا في حدة اللمس (تمييز نقطتين)، التعرف على الأشياء اللمسية، ومهارات التلاعب بالأشياء الحركية الدقيقة مقارنة مع مجموعة تحكم زائفة.

تم إجراء التنشيط اللمسي عبر أجهزة لولبية مقاس 8 مم متصلة بكل إصبع من اليد المهيمنة. وقد تم النقر على هذه الأجهزة باستخدام أطراف الأصابع لتوصيل المحفزات للمستقبلات الميكانيكية الجلدية في جلد أطراف الأصابع. حيث تم توصيل الحنفيات التي تبلغ حوالي 100 ميكرون لمدة 10 مللي ثانية مع فاصل زمني متغير بين 100-300 مللي ثانية لمدة 3 ساعات، كما يمكن خلالها للموضوع التحرك والانتباه إلى الأنشطة الأخرى مثل مشاهدة التلفزيون أو القراءة.

التدريب الحسي النشط:

إعادة التثقيف الحسي بعد السكتات الدماغية أقل تحديدًا من البروتوكولات الموصوفة للإصابات المحيطية. كما يؤكد الباحثون، على التدريب الحسي الخاص بالمهمة والذي يحدث فيه التعلم بالتزامن مع التعلم الحركي. حيث إنهم يدعون إلى استخدام الخبرات الحسية والحركية الهادفة وذات الصلة في وقت مبكر جدًا من إعادة التأهيل. كما يُنصح باستخدام اليد الأكثر انخراطًا في المهام الثنائية مثل فتح الجرار واستخدام أواني الأكل. كما ويقترحون أن يتم توجيه المريض للالتزام بهدف المهمة والجوانب اللمسية للأشياء المشاركة في المهمة.
أعطىت الدراسات أهدافًا مفصلة ومنهجية مقترحة للتدخل الحسي بعد السكتات الدماغية. ووفقاً لهذه الدراسة فإن تقدير بعض أشكال التحفيز اللمسي وبعض المهارات الحركية الأساسية شرط أساسي للنجاح في إعادة التثقيف الحسي. حيث أنه لإثبات أن المريض الذي يعاني من فقدان حسي شديد يمكنه إدراك بعض المحفزات، يوصي الباحثون بالاختبار والتدريب المبكر باستخدام التحفيز الكهربائي 100 هرتز.
يحدد المرضى الإصبع الذي تم تنبيهه، أولاً بالرؤية ثم بإغلاق العينين. كما يقوم المرضى ذوو الإحساس الأفضل بمهمة مماثلة، أولاً بمحفزات متحركة متتابعة تليها محفزات غير متحركة. بالإضافة إلى ذلك، اقترح الدمج المبكر لليد في الأنشطة الوظيفية والوقاية من الأنماط غير الطبيعية للإمساك والحركة. هناك اقتراحات أخرى تتمثل في إضافة مواد للتعامل مع الأسطح لزيادة الاحتكاك ودعم قدرة الإمساك الضعيفة ولتوسيع المقابض أو تعديلها لتسهيل كل من التلامس اللمسي وردود الفعل اللمسية ولجعل المرضى يمارسون تعديل قوى القبضة استجابة لأشياء مختلفة وصيانة قوة قبضة مناسبة أثناء حركات الساعد.
تضمن بروتوكول البحث الذي وضعه الباحثون أنشطة إعادة التثقيف الحسي التالية، والتي اكتملت جميعها برؤية مغطاة:

  • تحديد عدد اللمسات.
  • تحديد الأرقام أو الحروف المرسومة على الذراع أو اليد (اختبارات الرسم البياني).
  • “يجب العثور على الإبهام” دون النظر.
  • تمييز شكل ووزن وملمس الأشياء أو المواد الموضوعة في اليد.
  • الرسم والكتابة السلبيان: تحديد المريض لحرف أو رقم أو رسم بواسطة المعالج يحرك يد المريض بشكل سلبي بينما تحمل قلم رصاص.

العلاج المرآة:

تم الإبلاغ عن العلاج بالمرآة لاستنباط التنشيط القشري واستعادة الارتباط الحسي الحركي في المرضى بعد السكتة الدماغية. كما توضع المرآة بحيث تظهر الذراع السليمة وكأنها في وضع الذراع المصابة. كما يُطلب من المريض تحريك كلا الطرفين في مجموعة متنوعة من المواقف الصعبة بشكل تدريجي.
كانت النتيجة الثانوية في دراسة العلاج المرآة المستخدمة مع العلاج القياسي لتحسين التعافي الحركي في المرضى المصابين بشدة بعد السكتة الدماغية الأولية ذات تأثير كبير وتأثير قوي (0.57) على اللمسة الخفيفة، كما تم قياسه بواسطة المقياس الفرعي الحسي للتقييم الحركي، مقارنةً بحالة التحكم في رؤية الطرف المصاب.
في هذه الدراسة، تم وضع المرآة في المستوى المتوسط السهمي للمشارك، لتقديم صورة معكوسة للذراع غير المصابة كما لو كانت هي المتضررة. كما يتطلب بروتوكول العلاج لكل من المجموعات التجريبية والضابطة تنفيذ أوضاع الذراع واليد والأصابع استجابة للتعليمات اللفظية. حيث تم إخبار كلتا المجموعتين بتحريك الطرف المصاب قدر الإمكان. لم يكن أي من جانب أو موقع الآفة مرتبطين بالنتيجة.
هذه الأنشطة العلاجية الحسية هي مجرد أمثلة قليلة لمجموعة واسعة من التقنيات التي يمكن استخدامها في العلاج السريري للمرضى بعد السكتات الدماغية. حيث يستخدم المعالجون الذين يعملون مع هذه الفئة الإبداع واهتمامات المرضى والفهم النظري لتطوير برامج التدخل الحسي لأنه لم يتم قبول بروتوكول واحد على نطاق واسع أو بحث شامل.

فعالية إعادة التأهيل الحسي بعد حادث الأوعية الدموية الدماغية:

تم وصف التدخلات المتعددة للضعف الحسي للطرف العلوي بعد السكتة في الأدبيات ، لكن الباحثون خلصو من مراجعتهم لـ 13 دراسة من أصل 662 دراسة محتملة إلى أنه لا توجد أدلة كافية لدعم أو دحض فعاليتها في تحسين الضعف الحسي. كما تضمنت هذه المراجعة الدراسات التي استخدمت تصميم التجارب المعشاة ذات الشواهد فقط. حيث أن ثلاث من أصل 13 دراسة فحصت التدريب الحسي النشط والباقي درس التدريب الحسي السلبي.
كما خلصت الدراسات من المراجعة المنهجية لـ 14 دراسة استوفت معايير التضمين الخاصة بهم والتي شملت 199 شخصًا، أن هناك بعض الأدلة لدعم استخدام التدريب الحسي السلبي على المرضى بعد السكتة الدماغية، ولكن في هذا الوقت البيانات غير كافية لتحديد فعالية التدريب الحسي النشط. حيث أن أفضل دليل على فعالية إعادة التثقيف الحسي النشط بعد السكتة الدماغية هو الدراسة التي أجريت والتي أظهرت تلك الدراسة التي تم التحكم فيها بعناية لـ 50 شخصًا تحسنًا كبيرًا باستخدام برنامج منهجي يتضمن بشكل كبير مبادئ التعلم.


شارك المقالة: