نبذة عن العلاج الوظيفي:
يُعدّ العلاج الوظيفي واحداً من أهم المجالات التابعة للعلوم الطبية المساندة، والتي تم اكتشافها حديثاً، حيث يهدف هذا النوع من المجالات إلى تحسين وإعادة تأهيل قدرة الفرد على التعايش والتكيف مع البيئة المحيطة به، إلى جانب دوره في تحسين سلوكيات الأشخاص وطريقة تعاملهم مع من يحيط بهم.
إضافةً إلى ذلك فقد أُجريت العديد من الدراسات والأبحاث التي جائت لتُبين مدى أهمية هذا النوع من العلوم في تطوير وتحسين استقلالية الفرد المصاب من جميع الاتجاهات، سواء كانت اجتماعية أو شخصية أو حتى عملية، حيث يعتمد العلاج الوظيفي في مجال عمله بشكلٍ رئيسي على جميع المجالات العلاجية والوقاية، إلى جانب تركيزه على المجالات التأهيلية.
متى بدأ العلاج الوظيفي؟
بدأ العلاج الوظيفي كمهنةٍ في الولايات المتحدة الأمريكية في عام “1917” للميلاد مع تأسيس جمعية لتعزيز وتطوير العلاج الوظيفي.
وقد لعب العلاج الوظيفي دوراً واضحاً عند انتشار الأمراض والاوبئة، حيث بدأ توفير العلاج للمرضى الذين يعانون من السل وشلل الأطفال وفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز.
بدأ استخدام العلاج الوظيفي في العصور القديمة على يد طبيب يوناني كان يستخدم استراتيجيات الحمامات العلاجية والمساج والتمارين العلاجية والموسيقى الهادئة في علاج المرضى الذين لديهم اضطرابات عقلية، ولكن خلال العصور الوسطى كان استخدام هذه الاستراتيجيات نادراً ومعدوماً مع المرضى المختلين عقلياً.
استطاع المعالجون الأوائل دمج أهدافٍ ذات قيمة عالية مثل جود أخلاقيات العمل بشكلٍ واضح وأهمية استعمال المرضى للحرف اليدوية خلال العلاج، هذا وقد تُعد الجمعية الأمريكية للعلاج الوظيفي (AOTA) من أهم وأول الجمعيات الوطنية لدعم العلاج الوظيفي، والتي أنشأت في حوالي عام 1917 للميلاد.
ظهر العلاج الوظيفي كتحدي للمفاهيم الطبية، فبدلاً من التركيز على المسببات الجسدية يقوم المعالج الوظيفي بالتركيز على مجموعة من الأسباب التي تسبب ذلك الخلل مثل: الأسباب البيولوجية والاقتصادية والاجتماعية، وما بين عامي “1900 و1930″ للميلاد قام مؤسسو العلاج الوظيفي بالتعريف بمجالات ممارسة المهنة وتطوير النظريات التي من شأنها دعم هذه المهنة، ونظراً للعدد الهائل الناتج من الإصابات في زمن الحروب والمجاعات فقد تم تعيين ما يُعرف” بمساعدو إعادة الإعمار” وهي عبارة عن مظلة تشمل مساعدي العلاج الوظيفي ومساعدي العلاج الطبيعي المعروفين حالياً باسم “المعالجين الطبيعين”، ولجعل هذه المهنة أكثر جاذبية كانت الممارسة موحدة إلى جانب توحيد المنهج الدراسي كما تم وضع معايير للدخول والخروج من المهنة.