صغر حجم الرأس عند الأطفال

اقرأ في هذا المقال


هناك العديد من الأمراض الخلقية التي تصيب الجهاز العصبي عند الأطفال مثل السنسنة المشقوقة، انعدام الدماغ وغيرها، ومن هذه الأمراض قد يؤدي إلى صغر الرأس عند الأطفال الرضع، وهذه الحالة لها العديد من الأسباب وتكون ذات تأثير كبير على تعلم الطفل ونموه وحياته ونفسيته، فلا بد من تحديد السبب والبدء بعلاجه.

تعريف صغر حجم الرأس

هو ولادة الطفل برأس صغير بالنسبة لعمره وجنسه، وذلك نتيجة لحدوث تشوهات خلقية تؤثر على نمو الدماغ داخل الرحم أو يتوقف عن النمو بعد الولادة، حيث أن الرأس يتطور خلال نمو الجنين بسبب تطور الدماغ فأي مشكلة في نمو الدماغ بشكل غير كامل تؤدي إلى صغر الرأس، حيث أن محيط الرأس الطبيعي عند ولادة الطفل هو 33-37 بمعدل 35 سنتيمتر، يزداد 12 سنتيمتر في أول سنة من الحياة، ثم يزداد 10 سنتيمتر خلال بقية الحياة، فعندما يولد الطفل بقياس أقل من ذلك يتم تشخيصه بصغر الرأس، التي قد تكون مشكلة وحيدة بدون أي عيوب خلقية أخرى، أو قد تكون مع عيوب خلقية أخرى، فهناك أسباب أولية وأسباب ثانوية لصغر الرأس.

أسباب صغر حجم الرأس 

بشكل عام نمو الرأس للطفل يتبع نمو الدماغ، فكلما زاد نمو الدماغ كلما زاد حجم الرأس، بالتالي فإن أي سبب يؤثر على نمو الدماغ يؤدي إلى صغر الرأس إلا في حالة تعظم الدروز الباكر، يكون السبب مشكلة في عظام الرأس وليس الدماغ، وسنتعرف على أسباب صغر الرأس على نحو تفصيلي، فمن هذه الأسباب:

أسباب صغر الرأس الخلقي 

التهابات ما قبل الولادة

يمكن أن يؤدي التعرض لفيروس زيكا، خاصة في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، إلى تلف الخلايا العصبية في الدماغ مما يؤدي إلى صغر الرأس، كما أن الإصابة بالحصبة الألمانية، وجدري الماءوالتوكسوبلازماوالفيروس المضخم للخلايا قد يؤدي إلى صغر الرأس.

الطفرات الجينية

تم ربط العديد من الجينات بصغر الرأس، ولا يزال يتم اكتشاف المزيد، حيث أن هذه الطفرات تؤدي إلى مشاكل في نمو الدماغ، مثلاً قد يكون صغر الرأس مرتبطًا بمتلازمة داون أو بعض اضطرابات التمثيل الغذائي العصبية.

مشاكل في الغدد الصماء

مثل قصور الغدة الدرقية، قصور الغدة النخامية، قصور الغدة الكظرية، جميعها يؤثر على نمو خلايا الدماغ بالتالي يؤدي إلى صغر الرأس.

أسباب أخرى أثناء الحمل

هناك أدلة على أن تعاطي الكحول والمخدرات، والتغذية غير الكافية، وبيلة ​​الفينيل كيتون غير المعالجة (PKU) أو التعرض للمواد الكيميائية السامة وبعض الأدوية الموصوفة أثناء الحمل يمكن أن يسبب صغر الرأس عند الطفل.

أسباب صغر الرأس بعد الولادة خلال السنة الأولى من حياة الطفل الرضيع 

  • الطفرات الجينية.
  • إصابات في الدماغ.
  • نقص الأكسجين في الدماغ.
  • عدوى في الدماغ.

أعراض صغر حجم الرأس

قد لا يصاحب صغر الرأس أي أعراض، ولكن قد تظهر أعراض أخرى تعتمد على المنطقة التي أصيبت وتأثرت في الدماغ، ومن هذه الأعراض:

  • مشاكل في السمع والرؤية.
  • مشاكل في حركة الطفل وتوازنه.
  • الإعاقة الذهنية، مثل صعوبة التعلم والقيام بالمهام اليومية.
  • تأخر في النمو مثل المشي والحركة.
  • صعوبة في البلع ومشاكل في التغذية والشهية.
  • صعوبة في اكتساب الوزن والنمو الطبيعي.
  • مشاكل في العضلات.
  • تشوهات في المفاصل، خصوصاً إذا كان سبب صغر الرأس هو فيروس زيكا.
  • تشوهات في الوجه.

تشخيص صغر حجم الرأس

أغلب حالات صغر الرأس يولد بها الطفل، ولكن هناك بعض الحالات تحدث بعد ولادته:

  • التشخيص أثناء الحمل في نهاية الثلث الثاني أو بداية الثلث الثالث من الحمل من خلال الموجات فوق الصوتية حيث يظهر الرأس بحجم أصغر.
  • التشخيص بعد الولادة من خلال أخذ تاريخ مرضي كامل والفحص السريري لحديثي الولادة حيث يتم أخذ محيط الرأس، الذي معدله الطبيعي 35 سنتيمتر، إذا كان أقل من ذلك بصورة ملحوظة بالمقارنة مع الأطفال في نفس عمره جنسه عرقه يتم تشخيص صغر الرأس، ويقوم الطبيب بمتابعة قياس محيط الرأس بعد ذلك لرؤية إذا كان نمو الرأس ضمن المعدل الطبيعي، حيث أن التشخيص أحياناً قد يكون بسبب عدم تزايد معدل نمو الرأس بشكل طبيعي.
  • وقد يحتاج الطبيب إلى صورة الرنين المغناطيسي أو صورة أشعة مقطعية CT scan أو صورة أشعة سينية؛ لرؤية فيما إذا كان هناك مشاكل أخرى وتشوهات في الدماغ مرتبطة مع صغر الرأس.
  • قياس محيط رأس الأهل حيث أن صغر الرأس قد يكون عائلي، حيث أن هناك حالة تسمى صغر الرأس العائلي الحميد، وقد يطلب الطبيب فحص جيني في حال شك أن السبب هو الجينات.

علاج صغر حجم الرأس 

  • لا يوجد علاج جراحي يعكس المرض أو مضاعفاته، إلا في حالة تعظم البروز الباكر حيث تعتبر نسب النجاح للحالات المرتبطة بهذا السبب مرتفعة.
  • ترتكز العلاجات المستخدمة غالبا على البرامج المستخدمة في تطوير مهارات التكلم، والحركة، والعلاج الوظيفي لتمكن الطفل من تحقيق أقصى قدر من مهاراته، كما أنه يوصف بعض الأدوية لمضاعفات معينة لصغر الرأس مثل أدوية الصرع وفرط النشاط.
  • والجدير بالذكر أن الحالات قد تتباين في الشدة ففي حال كان يعاني الطفل من صغر في الرأس طفيف فلن يعاني من المضاعفات غالبًا ويكون لديه ذكاء طبيعي ولكن مع ذلك حتى في الحالات الطفيفة يُنصح بالمراجعة الدورية عند الطبيب.
  • بالتالي نستنتج أن صغر الرأس مرض لا يتم شفاؤه ويبقى مدى الحياة ولكن نهدف إلى جعل المصاب به في أفضل حالة ممكنة.

الوقاية من صغر حجم الرأس

  • إذا كان وراثياً فيصعب منع أو الوقاية من صغر الرأس، لكن تساعد الاستشارة الوراثية في تحديد إذا كانت الطفرة وراثية، واحتمال الإصابة في المستقبل.
  • تجنب شرب الكحول أو المخدرات وتناول نظام غذائي مغذي خلال الحمل.
  • تجنب السفر إلى أماكن تحتوي على أمراض متفشية مثل فيروس زيكا أثناء الحمل؛ وذلك لأنه يؤدي إلى عيوب خلقية من ضمنها صغر الرأس، أو إذا كانت تعيش في منطقة يتفشى فيها فيروس زيكا يجب أن تؤجل الحمل إلى أن يتم التعامل مع هذا الفيروس.
  •  تجنب الإصابة بالفيروسات مثل الجدري المائي، الحصبة الألمانية وغيرها التي تنتقل للطفل.

بالتالي نستنتج أن نمو الرأس يرتبط مع نمو الدماغ، وخلال الفحص السريري للأطفال حديثي الولادة يقوم الطبيب بقياس محيط رأس الطفل، ووضعه على الرسم البياني للنمو، فإذا كان أقل من two standard deviation فيتم التشخيص بصغر الرأس وبعدها يبدأ الطبيب بالبحث عن الأسباب لذلك وطرق العلاج.


شارك المقالة: