علاج الأطفال المصابين بمرض كرون

اقرأ في هذا المقال


ما هو مرض كرون؟

داء كرون بالإنجليزية (Crohn’s disease): هو مرض التهاب الأمعاء الذي يسبب تورم بطانة الجهاز الهضمي، مما يؤثر على القدرة على هضم الطعام بشكل صحيح. يمكن أن يؤدي الالتهاب إلى ظهور أعراض، بما في ذلك:

وفقاً لمؤسسة (Crohn’s and Colitis Foundation) الأمريكية، فإن مرض كرون يصيب أكثر من نصف مليون أمريكي. يتم تشخيص معظمهم بالحالة خلال العشرينات والثلاثينيات من العمر، لكن البعض يبدأ في إظهار الأعراض أثناء الطفولة والمراهقة. ما يقرب من 20 في المائة من جميع حالات مرض كرون تحدث عند الأطفال.
لا يزال العديد من الأطفال يمرون بمرحلة البلوغ عندما يتم تشخيصهم. يمكن لهذا المرض أن يعيق النمو ويضعف العظام.
يمكن أن تُجسد محاولة التوفيق بين المدرسة والمهام اليومية مع حدوث نوبة غير متوقعة لكرون تحدياً للأطفال. هناك علاجات يمكن أن تساهم في إدارة الأعراض لالأطفال والتعامل مع آثار حالتهم.

علاج داء كرون عند الأطفال:

بالنسبة للشباب الذين يعانون من مرض كرون، من الضروري إيجاد علاج يخفف الأعراض دون التسبب في آثار جانبية ضارة. قد تكون بعض الأدوية أكثر خطورة على الأطفال على وجه التحديد، على سبيل المثال غالباً ما يستخدم إنفليكسيماب (ريميكاد) لعلاج داء كرون عند البالغين.
قد يكون إنفليكسيماب فعالاً في علاج البالغين، ولكن وُجِد أنه يؤدي إلى سرطان الغدد الليمفاوية التائية الكبدية الطحالية عند بعض الأطفال، خاصةً أولئك الذين يأخذون أيضاً بعض أدوية كرون الأخرى. هذا نوع نادر من السرطان يمكن أن يهدد الحياة. ومع ذلك، تمت الموافقة على دواء (Remicade) مؤخرا من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج الأطفال المصابين بداء كرون المعتدل إلى الشديد والذين لم يستجيبوا جيدًا للعلاجات الأخرى. سيساعد الطبيب الطفل في تقييم مخاطر وفوائد هذا العلاج أو أي علاجات أخرى.
تحدث إلى طبيب الطفل حول الأدوية الأفضل لتخفيف أعراض الطفل، هناك الكثير من الأدوية التي يمكن أن تساعد طفلك دون تؤدي في آثار سلبية خطيرة، تكون الجراحة ضرورية في بعض الأحيان عندما تفشل العلاجات الطبية في السيطرة على أعراض الطفل.

العلاجات الطبية الشائعة:

علاج (Aminosalicylate – أمينوساليسيلات):

بعض الأدوية المحبب استخدامها لعلاج داء كرون عند الأطفال هي (aminosalicylic acid (5ASA. هذه مجموعة من الأدوية التي يمكن أن تخفف الالتهاب في الجهاز الهضمي. نظراً لأن الالتهاب غالباً ما يؤدي إلى ظهور أعراض داء كرون، يمكن أن تساعد 5-ASAs في منع حدوث تفجر.
ومع ذلك، فإن هذه الأدوية لها آثار جانبية محتملة، والتي تشمل الصداع، وتشنجات البطن والغازات. في حالات نادرة يعاني الأطفال الذين يتناولون العلاج من تساقط الشعر والطفح الجلدي. قد تزيد الأدوية أيضاً من خطر التورم حول القلب والرئتين والبنكرياس.

المضادات الحيوية:

المضادات الحيوية هي شكل آخر من الأدوية التي يمكن أعطُها لعلاج الأطفال المصابين بداء كرون. تتضمن المضادات الحيوية الشائعة لمرض كرون ميترونيدازول وسيبروفلوكساسين (سيبرو)، وكلاهما موصوف بجرعات أخف للأطفال. تعمل هذه الأدوية عن طريق قمع الالتهاب في الجهاز الهضمي مما يساعد على تقليل تكرار الأعراض.
كل مجموعة من المضادات الحيوية لها مجموعة من الآثار الجانبية المتوقعة، على سبيل المثال قد يؤدي الميترونيدازول إلى الغثيان والقيء وفقدان الشهية. عند استخدامه لفترة طويلة، يمكن أن يؤدي الدواء أيضاً إلى إحساساً بالوخز في اليدين والقدمين، قد يسبب السيبروفلوكساسين الصداع والطفح الجلدي والإسهال، وفي حالات نادرة قد يسبب التهاب الأوتار وتمزق الأوتار.

الستيرويدات:

يمكن أيضاً وصف الستيرويدات على شكل كورتيكوستيرويد لبعض الأطفال المصابين بداء كرون. يمكن أن تسبب هذه الأدوية آثاراً جانبية غير مريحة، لذلك نادراً ما تكون الخيار المفضل للعلاج طويل الأمد. قد تسبب الكورتيكوستيرويدات الآثار الجانبية التالية عند الأطفال:

  • حب الشباب.
  • تورم في الوجه.
  • زيادة الوزن.
  • نمو الشعر غير المرغوب فيه.
  • تقلب المزاج.
  • تغيرات الشخصية.
  • ضغط دم مرتفع.

تختفي هذه الآثار الجانبية عادة عندما يخفض الطبيب الجرعة أو يأخذ الطفل من الكورتيكوستيرويدات.

مثبطات المناعة:

يمكن استخدام مثبطات المناعة، أو الأدوية التي تثبط جهاز المناعة، مثل الآزوثيوبرين أو 6-مركابتوبورين، للمساعدة في الإقلاع عن استخدام الكورتيكوستيرويدات أو الحد منه.

قد تسبب هذه الأدوية آثاراً جانبية مثل ما يلي:

  • غثيان.
  • حمى.
  • طفح جلدي.
  • التهاب الكبد أو البنكرياس.
  • انخفاض في خلايا الدم البيضاء والصفائح الدموية في الدم.
  • قد تزيد مثبطات المناعة من خطر الإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية.

علاج كرون عند الأطفال من خلال التغذية:

الحمية:

إذا كان الشخص قلقاً من الآثار الجانبية المحتملة لمعظم الأدوية، فقد يكون التحكم في أعراض الطفل من خلال النظام الغذائي والتغذية هو الخيار الأفضل، للمساعدة في منع حدوث النوبات، يجب أن تتجنب إعطاء الطفل بعض الأطعمة التي قد تسبب في تفاقم الأعراض، بما في ذلك الأطعمة الغنية بالتوابل والفول ومنتجات الألبان.
في حين أن الكثير من حالات داء كرون شديدة للغاية بحيث لا يمكن إدارتها من خلال النظام الغذائي وحده، فإن ضمان أن الطفل لديه نظام غذائي مثالي يمكن أن يساعد في تخفيف الأعراض. تأكد من تناولهم ما يكفي من البروتين والفواكه والخضروات الخالية من الدهون.
من المهم أيضًا أن يأكل الطفل الأطعمة التي تحتوي على ألياف قابلة للذوبان، مثل عصير التفاح والتوت البري ودقيق الشوفان. قد يحتاج الطفل أيضاً إلى تناول مكملات الكالسيوم إذا كان لديه عظام ضعيفة نتيجة لمرض كرون. غالباً ما يوصى أيضاً بمكملات الفيتامينات والمعادن الأخرى.

التغذية المعوية:

لقد تمثلت تجربة بعض العائلات بالنجاح في تجربة التغذية المعوية الحصرية (EEN)، والتي تتضمن الاستخدام الحصري لتركيبات سائلة خاصة تساعد في مكافحة الالتهاب. وجد العديد من الأطفال أن الصيغ غير مستساغة، لذلك غالباً ما يحتاجون إلى إعطاؤها من خلال أنبوب تغذية يتم إدخاله عبر الأنف أو المعدة أو نادراً عن طريق الوريد.
في حين أن هذه طريقة آمنة لمكافحة آثار داء كرون، إلا أنها قد تستغرق وقتاً طويلاً، مما يجعلها غير ملائمة للعديد من العائلات. تحدث إلى طبيب الطفل لمعرفة ما إذا كان التغذية المعوية الحصرية خياراً جيداً.


شارك المقالة: