كيف يتم تقييم أنشطة الحركة الوظيفية ووظائف الجسم؟

اقرأ في هذا المقال


كيف يتم تقييم أنشطة الحركة الوظيفية ووظائف الجسم؟

منذ بداية تطور ممارسة نقل المتخصصين في مجال الرعاية الصحية، كان من المتوقع أن يقوم الأطباء بفحص الأداء الوظيفي للمريض واستخلاص النتائج من الفحص. حيث أدى تجميع المعلومات التي تم جمعها إلى وضع أهداف قصيرة وطويلة المدى والتنبؤ باحتمالية تحقيق الأهداف والوقت الذي سيستغرقه تحقيق تلك الأهداف. وبالمثل، فإن اختيار استراتيجيات التدخل الأكثر فعالية وملاءمة سيوجه المعالج والمريض نحو النتائج المرجوة.

حيث تتم إحالة المرضى إلى العلاج الطبيعي والمهني بأوامر (تقييم وعلاج) كنمط رد الفعل الشائع الذي يستخدمه الأطباء أو غيرهم من مقدمي الرعاية الصحية. مع تحول الوصول المباشر إلى العلاج الطبيعي والمهني إلى حقيقة واقعة في العديد من الولايات في جميع أنحاء الولايات المتحدة ودول أخرى، حيث يذهب العديد من المرضى إلى العيادات لأنهم قرروا أن العلاج هو أفضل بديل للمساعدة في مشاكلهم الوظيفية سواء من خلال الإحالة الذاتية أو الإحالة من ممارس طبي أو رعاية صحية أخرى، بمجرد دخول المريض في بيئة علاجية، يجب على الأطباء أولاً تحديد ما إذا كان الفرد مستقرًا طبيًا على مستوى نظام الجسم والمرشح المناسب لـ التدخل العلاجي.

مراحل تقييم الحركة الوظيفية:

بمجرد الانتهاء من الفحص الطبي وتحديد المختبر أنه لا توجد علامات حمراء تشير إلى أن المريض بحاجة إلى إحالته لمزيد من الفحص المرضي أو أنه لا يحتاج إلى تدخل علاجي، يدخل المريض في المرحلة الثانية من التقييم. في هذه المرحلة، من المهم فحص وتحديد نقاط قوة المريض التي ستسهل استعادة الحركة الوظيفية وكذلك ما لا يستطيع المريض القيام به وظيفيًا، كما يتم استخدام العديد من الأدوات لفحص المرضى الذين يعانون من شكاوى جسدية ومشاكل في الحركة الوظيفية.

تقيس العديد من هذه الأدوات بشكل مباشر نقاط القوة المحددة والضعف في هياكل ووظائف أنظمة الجسم، مما يساعد الطبيب على تحديد إعاقات معينة لدى المريض والتي تسبب فقدانًا وظيفيًا. يُقصد بكل نظام أو أداة ضعف في الجسم لغرض محدد وهي مصممة لتزويد المستخدم بمقياس للنتائج المحققة في مجموعة من القيم الملغومة. أدوات أخرى تقيس قدرة المريض أو حدوده لأداء الأنشطة الوظيفية، كما تم تصميم هذه الأدوات لفحص أداء المريض خلال مختلف المهارات الوظيفية وأنشطة الحياة اليومية، حيث توفر الأدوات الوظيفية أيضًا للمستخدم مجموعة محددة مسبقًا من القيم.

ومع ذلك، لا توفر هذه الأدوات معلومات مباشرة حول سبب مشاكل الحركة الوظيفية للمريض، يجب على المستخدم استقراء المعلومات من نتائج كل اختبار وظيفي ثم اختيار نظام الجسم المناسب أو أدوات قياس الضعف لتحديد مجموعة الإعاقات التي قد تساهم في القيود المفروضة على قدرة المريض على أداء أنشطة الحياة اليومية أو المشاركة في تفاعلات الحياة العادية.

كيف يتم إدارة مقاييس نتائج التقييم الحركي؟

إدارة مقاييس نتائج المشاركة في التقييم والتي تم تصميمها لتقييم مشاركة المريض أو تقييده في مواقف الحياة المنزلية والمجتمعية والاجتماعية والمدنية، حيث تدرس هذه الأدوات منظور المريض حول تأثيرات حالته الصحية على القدرة على العمل في مجالات الحياة الرئيسية والتفاعلات الشخصية والعلاقات ونوعية الحياة.

تتم عملية الفحص والتقييم طوال فترة الرعاية بأكملها، كما يجب أن يقوم المعالج بتقييم الحالة الصحية للمريض باستمرار خلال كل لقاء. في البداية، قد يفوت المعالج شيئًا مهمًا لا يتم تحديده حتى يتم تقديم أنشطة أكثر تعقيدًا وبمجرد أن تصبح مشاكل نظام الجسم الدقيقة واضحة، قد يحتاج المعالج إلى العودة لتحديد المزيد من الأسباب المتعمقة وصقل استراتيجيات التدخل، وقد تستمر استراتيجية التدخل في اتجاهات مختلفة اعتمادًا على ما إذا كان المريض والمعالج يتفقان بشكل متبادل على أن الهدف يجب أن يركز على التكيف والتعويض مقابل استعادة الوظيفة من خلال التعلم الحركي.

لتكون قادرًا على تقديم معلومات ذات مغزى في تحديد أفضل تدخل ممكن لمريض معين، يجب أن تكون أدوات الفحص التي يختارها الطبيب موضوعية وموثوقة وصحيحة ومتوافقة بشكل مناسب مع توقعات المريض، كما يجب أن تقوم هذه الأدوات أيضًا بنشر المعلومات الضرورية بلغة يمكن أن تكون متاحة لجميع المتخصصين في الرعاية الصحية والدافع المسؤول عن تمويل الخدمات ومع القيود المفروضة على الزيارات داخل الإطار السريري والمتغير المهم للغاية المتمثل في تحفيز المريض والتزامه، يجب وضع الأهداف واختيار استراتيجيات التدخل من خلال المشاركة التي تركز على المريض.

كيف يتم اختيار التدابير المناسبة في التدخل العلاجي؟

بعد تاريخ المريض والمقابلة ومراجعة الأنظمة، فإن الخطوة التالية في عملية إدارة المريض هي اختيار الاختبارات والإجراءات المناسبة التي ستحدد أهم مشاكل المريض التي تتطلب التدخل العلاجي. في البيئة السريرية، غالبًا ما يقترب المعالج من هذه العملية عن طريق تحديد الأنشطة الوظيفية التي يكون المريض قادرًا وغير قادر على القيام بها (تقييد النشاط أو الحد الوظيفي) وافتراض العيوب المحتملة التي تسبب هذا النشاط أو القيد الوظيفي، ثم اختبار أنظمة الجسم والأنظمة الفرعية لتحديد طبيعة ومدى الإعاقات.

بالنظر إلى نموذج التصنيف الدولي للوظائف والإعاقة والصحة، غالبًا ما يتم التأكيد على نقاط قوة المريض كأساس لهذه العملية، حيث أن النهج استباقي وتعاوني ويستفيد حقًا من إمكانات المريض وأهدافه ويسلط الضوء على شراكة المعالج مع المريض.

1- اختبارات النشاط والأداء الوظيفي:

يبدأ المعالج عادةً بفحص الأنشطة الوظيفية، ستسمح هذه الخطوة للمعالج بفهم المهام الوظيفية المحددة التي يمكن للمريض القيام بها، بالإضافة إلى تلك الأنشطة أو الوظائف التي لا يستطيع المريض القيام بها. ومن المهم ملاحظة المريض أثناء أداء هذه المهام وملاحظة الأنماط الحركية المستخدمة.

تم تطوير العديد من أدوات التقييم الوظيفية لتوفير تقييم أكثر موضوعية للمهارات والمهام اليومية، كما تم تصميم كل أداة لقياس وتسجيل نوع معين من القدرة الوظيفية، تختبر عدة أدوات مجموعة من المهارات من مهارات التوازن إلى القدرة على المشي أثناء أداء المهام الوظيفية.

بعض الاختبارات سريعة وسهلة الإعداد والأداء، مثل اختبار الوصول الوظيفي واختبار (Timed Up and Go (TUG))، بينما قد تستغرق الأدوات الأخرى وقتًا أطول لإدارتها، مثل (Berg Balance Scale) أو (Fugl-Meyer Assessment). هناك مزايا وعيوب لكل من هذين النوعين من الاختبارات، تميل تلك الأسرع في الإدارة إلى قياس مهارات وظيفية أقل ولا توفر معلومات حول الأداء الكلي للمريض.

2- اختبارات وظائف الجسم وهياكله:

بعد تحديد المشكلات المتعلقة بالأداء الوظيفي للأنشطة، يركز الطبيب بعد ذلك على إجراء الاختبارات المناسبة لوظائف الجسم وهياكله. تماشيًا مع نموذج الصحة العالمية، فإن القصد هو تحديد أنظمة الجسم أو الأنظمة الفرعية التي تظل سليمة وتعمل بشكل طبيعي ويمكن تحسينها حيث يعمل المريض على استعادة القدرة على أداء المهام الوظيفية أو المشاركة في الحياة.

في هذه الخطوة، من المهم أيضًا تحديد أنظمة الجسم والأنظمة الفرعية غير الطبيعية، كما قد تكون هذه الخلل في نظام الجسم هي سبب الخسارة الوظيفية. حيث يُعرَّف الضعف حسب (التصنيف الدولي للإعاقة والإعاقات) على أنه فقدان أو شذوذ في الفسيولوجية أو النفسية المنطقية أو البنية التشريحية أو الوظيفة على مستوى الجهاز العضو.

يحتاج الطبيب إلى التمييز بين الإعاقات الأولية، والتي هي نتيجة مباشرة لمرض أو حالة مرضية خاصة بالمريض والعيوب الثانوية، التي تحدث كنتيجة للمرض أو عملية إعادة التأهيل أو نتيجة الشيخوخة أو الإهمال أو الإجهاد المتكرر ونمط الحياة وما إلى ذلك.

علاوة على ذلك، يجب على الطبيب أن يتذكر أنه على الرغم من أن المضايقات الوظيفية عادة ما تكون ناجمة عن مزيج من ضعف معين، فمن الممكن ألا تساهم هذه الإعاقات في مشاكل وظيفية معينة لمريض معين. إذا كان هذا هو الحال، يجب على الطبيب اتخاذ قرار بشأن ما إذا كانت هذه العيوب، إذا تركت دون تصحيح ستؤدي إلى تطوير قيود النشاط في وقت لاحق.

في الوقت نفسه، يجب أن يكون المريض جزءًا من هذه المناقشة لأن المعالج قد لا يكون لديه الوقت لمعالجة جميع الإعاقات. كما قد يكون لتصحيح إعاقات معينة معنى أو قيمة أكبر بالنسبة للمريض. بالنسبة للمستهلك، قد تؤدي بعض الإعاقات إلى الحد من الوظائف المهمة بالنسبة لهم، في حين أن الإعاقات الأخرى قد تقيد نشاطًا لا يرغب المريض أبدًا في المشاركة فيه.


شارك المقالة: