الأمراض التي تسببها الفخرية البنكروفتية

اقرأ في هذا المقال


إن الفخرية البنكروفتية أو الدبليو بنكروفتي هي ديدان خيطية طفيلية من النيماتودا، وهي واحدة من الديدان الفيلارية تنتقل عن طريق البعوض، وتُصيب الجهاز اللمفاوي وتُسبب داء الفيلاريات اللمفاوي.

داء الفيلاريا اللمفاوي

  • داء الفيلاريا اللمفاوي (Lymphatic filariasis): هو مرض يصيب الغدد اللمفاوية، ويؤدي إلى تورم أو تضخم هذه الغدد، وتسببه إحدى أنواع الديدان الفيلارية وهي: الفخرية البنكروفتية (Wuchereria bancrofti) والديدان البروجية (Brugia Species).
  • إن ديدان الدبليو بانكروفتي مسؤولة عن 90% من داء الفيلاريا اللمفاوي، وتؤثر على أكثر من 120 مليون شخص، لذلك يُعتبر داء الفيلاريا اللمفاوي التي تسببه ديدان دبليو بانكروفتي هو الأكثر انتشاراً.
  • تنتقل الديدان المسببة لداء الفيلاريا عن طريق البعوض، وهناك ثلاثة أنواع رئيسة من البعوض يمكن أن تنقل الديدان الفخرية وهي بعوضة الأنوفليس (Anopheles)، وبعوضة الزاعجة (Aedes)، وبعوضة الكوليكس (Culex)، ولكل نوع عدة أجناس مختلفة يمكنها أن تنقل الديدان الفيلارية الأخرى.
  •  تؤثر ديدان الدبليو بانكروفتي على مناطق عبر الحزام الاستوائي الواسع  مثل دول أفريقيا ودلتا النيل وتركيا والهند وجزر الهند الشرقية وجنوب شرق آسيا والفلبين وجزر المحيط وأجزاء من أمريكا الجنوبية.
  • قد يصبح داء الفيلاريا اللمفاوي مرض مزمن أو متلازمة، ويصاب المريض بتورم شديد في الذراعين أو الساقين أو الثديين أو الأعضاء التناسلية، ويصبح الجلد أكثر سمكاً ويطلق على المرض عندها باسم داء الفيل (Elephantiasis).

آلية حدوث داء الفيلاريا اللمفاوي

  • يبدأ حدوث المرض عندما تقوم إناث البعوض بلدغ الإنسان من أجل مص الدم للتغذية، وتكون اليرقات في المرحلة الثالثة للديدان الفخرية البنكروفتية متواجد في فم أو خرطوم البعوض وعند اللدغ تتوجه هذه اليرقات إلى الغدد الليمفاوية.
  • تنتقل اليرقات المعدية عبر الأوعية الدموية والأوعية الليمفاوية إلى الغدد الليمفاوية، وهناك تنضج وتنمو  إلى ديدان بالغة أنثوية وذكرية خلال 6-8 أشهر من العدوى، وتصبح قادرة على التزواج والتكاثر.
  • تضع الإناث الألاف من البيض الجنيني الذي يحتوي على يرقات الميكروفلاريا وهي الأخطر، والتي تقوم بتدمير الجهاز الليمفاوي وتشويه ومنع تدفق الليمف في العقد أو الغدد الليمفاوية، ويمكنها أن تهاجر للرئة مسببة الربو، ويمكن أن تبقى في جسم الإنسان لأكثر من 10سنوات، وكلما زاد عدد هذه اليرقات فإن المرض يشتد.
  • تمتلك يرقات الميكروفلاريا القدرة على التمييز بين الليل والنهار، حيث تتواجد خلال النهار في الأوردة العميقة، وتهاجر  أثناء الليل إلى الدورة الدموية الطرفية، حتى تضمن وجود الناقل أثناء الليل، حيث سيكون لديها فرصة أكبر لنقلها إلى مكان آخر، كما  أنها قادرة على التمييز ما إذا كان العائل نائماً أو مستيقظاً عن طريق  التغيرات الفسيولوجية المرتبطة بعملية النوم وانخفاض درجة حرارة الجسم والأكسجين ونشاط الغدة الكظرية وزيادة ثاني أكسيد الكربون، وهذه كلها إشارات لهذه اليرقات للإنتقال من جسم العائل إلى جسم البعوضة؛ لإكمال دورة حياتها.
  • تكمن خطورة المرض في التفاعل المعقد بين الدودة والبكتيريا الموجودة داخل الدودة، والاستجابة المناعية للعائل، والإلتهابات والإضطرابات الانتهازية العديدة التي تنشأ بسبب وجود الديدان البالغة في الجهاز الليمفاوي، وإصابة العقد الليمفاوية ومنع تدفق الليمف في جميع أنحاء الجسم.

أعراض داء الفيلاريا اللمفاوي

يمر داء الفيلاريا اللمفاوي بمراحل عديدة في كل منها ينتج أعراض وهي:

  • بداية العدوى: قد لا يسبب المرض في بداية العدوى أية أعراض، ولكن مع تقدم المرض ونضج اليرقات واستهدافها للعقد الليمفاوية في الأطراف السفلية والأعضاء التناسلية فإن الأعراض تبدأ بالظهور والوضوح، وقد لا يكون هذا المرض قاتلاً، ولكن يمكن أن يسبب ألماً كبيراً لضحاياه.
  • المرحلة الالتهابية (الحادة): تثير المستضدات من إناث الديدان البالغة استجابات التهابية في جسم الإنسان، تؤدي هذه الديدان في القنوات الليمفاوية إلى تعطيل تدفق الليمفاوية، مما يتسبب في حدوث وذمة لمفية؛ حيث يعاني المريض من الحمى والقشعريرة ونوبات متكررة من التهابات الجلد و التهابات العقد الليمفاوية المؤلمة والجلد الرقيق في الأطراف الليمفاوية، غالباً ما تقل هذه الأعراض بعد 5-7 أيام.
  • هجرة الميكروفيلاريا: يمكن أن تنتج فرط الحمضات الرئوية (أعراض تشبه الربو)  عندما تؤدي هجرة الميكروفيلاريا عبر الدم والرئتين إلى استجابة حساسية بوساطة IgE.
  • ارتفاع عدد الميكروفيلاريا: قد تتكون أيضاً مرحلة خالية من الأعراض عندما يرتفع عدد يرقات الميكروفيلاريا في الدم، ويحدث هذا بسبب السيتوكين IL-4 الذي يثبط نشاط خلايا TH1 في جهاز المناعة، ويمكن أن يحدث هذا لسنوات حتى يرتفع رد الفعل الالتهابي مرة أخرى.
  • أعراض أخرى:تشمل الأعراض الأخرى التهاب الخصية  وهو التهاب في الخصيتين مصحوباً بتضخم مؤلم وفوري والتهاب البربخ (التهاب الحبل المنوي)، والدوالي الليمفاوية، والتهاب كيس الصفن، والبيلة الكلوية وهو تسرب السائل الليمفي في البول، وداء الفيل.
  • المرحلة المزمنة: وتتميز بتورم شديد وهائل في الجزء المصاب من الجسم مثل الذراعين أو الساقين أو الثديين أو الأعضاء التناسلية،  وتضخم الأنسجة الليمفاوية ويصبح الجلد أكثر سمكاً وتسمى هذه الحالة بمتلازمة داء الفيل، ولا يوجد علاج لمتلازمة داء الفيل بمجرد أن تتجلى في المريض، وغالباً ما تكون الجراحة مطلوبة لإزالة الأنسجة الليمفية الزائدة والمتكلسة.
  • يمكن أن يصاب ما يصل إلى 10% من النساء بأطراف منتفخة وتضخم الثديين، ويمكن أن يعاني 50% من الرجال من تشوه في الأعضاء التناسلية. 
  •  إن العديد من آثار داء الفيلاريات الليمفاوي والإصابة بالمرحلة المزمنة أو داء الفيل تؤدي إلى إعاقة المريض، وتضر بالوضع الاجتماعي والاقتصادي له مما يقلل من جودة المعيشة بشكل عام.

علاج داء الفيلاريا اللمفاوي

  • يمكن الوقاية من داء الفيلاريا اللمفاوي من خلال تجنب لدغات البعوض مثل استخدام الناموسيات و المعالجة بمبيدات الحشرات. 
  • تختلف علاجات داء الفيلاريات اللمفاوي باختلاف الموقع الجغرافي للمنطقة التي اكتُسب فيها المرض من العالم، فمثلاً في أفريقيا في جنوب الصحراء الكبرى يتم استخدام ألبيندازول مع الإيفرمكتين لعلاج المرض، بينما في أماكن أخرى من العالم يتم استخدام ألبيندازول مع ثنائي إيثيل كاربامازين.
  • توصي منظمة الصحة العالمية بالتخلص من الديدان الجماعية وعلاج مجموعات كاملة من الأشخاص المعرضين للخطر بجرعة سنوية واحدة من دوائين: وهما ألبيندازول مع الإيفرمكتين أو سترات ثنائي إيثيل كاربامازين؛ لأن المرض يحتاج إلى عائل بشري، ولذلك فإن تقليل الميكروفيلاريا يعني أن المرض لن ينتقل، وسوف تموت الديدان البالغة، وسوف تنكسر دورة حياة هذه الديدان.
  • يمكن استخدام المضاد الحيوي دوكسيسيكلين كعلاج لداء الفيلاريات اللمفاوي، وذلك بقتله للبكتيريا التي تعيش داخل جسم الدودة  التي توفر المواد الكيميائية التي تحتاجها يرقات هذه الديدان، والتي إما تقتل اليرقات أو تمنع نموها الطبيعي، وهذا يعمل على التسبب بعقم  الديدان البالغة بشكل دائم، والتي تموت  غضون عام  أو عامين بدلاً من عمرها الطبيعي الذي يبلغ 10 إلى 14 عاماً.
  • قد يكون العلاج الجراحي مفيداً في المشكلات المتعلقة بداء الفيل، ومع ذلك فإن الجراحة بشكل عام غير فعالة في تصحيح داء الفيل في الأطراف.

شارك المقالة: