يحتوي جسم الإنسان على 206 عظمة، العظام هي نسيج حيّ تماماً مثل جميع أجهزة الجسم فهي تمر بالاستمرار في التجديد، يتم استبدال أنسجة العظام القديمة بأنسجة عظمية حديثة التكوين وتسمى بإعادة التشكيل، يتجلّى دورها في دعم الجسم وحمايته والحفاظ على شكله الخارجي.
عادة ما نقيس حالة عظامنا من خلال كثافتها أو وزن العظام، يمكن أن يساعد فحص كثافة المعادن في العظام (BMD)، على سبيل المثال، الطبيب يقوم بتحديد محتوى الكالسيوم في العظام عن طريق الفحوصات المخبرية وبالتالي يحدد مدى قوة عظامنا.
تبلغ كثافة عظامنا ذروتها عندما نكون صغارًا، وعادة ما تتراوح الأعمار عند اكتمال نمو العظم تماما بين 25 و 30 عامًا. وبعد ذلك، مع استمرار تقدمنا في العمر، تفقد عظامنا كثافتها تدريجياً، ولكن هناك طرقًا لمكافحة هذا الفقد الطبيعي لكتلة العظام مثل تناول الفيتامينات والمعادن عن طريق تناول الطعام والأدوية والتمارين الرياضية المنوعة مثل تمارين القوة وتمارين حمل الأثقال.
ما هي أبرز أمراض العظام
يوجد مجموعة متعددة من أكثر الأمراض أو الاضطرابات التي تصيب العظام شيوعًا، إليك أبرز الأنواع يجب التعرف عليها لمحاولة تجنبها إن أمكن:
هشاشة العظام
هشاشة العظام، حيث تعني الكثافة المنخفضة للنسيج العظمي يعني أنّ العظام هشة وضعيفة وعرضة للكسر بسهولة، هذا المرض هو إلى حد بعيد أكثر أمراض العظام شيوعًا، إنه يؤثر حاليًا على 44 مليون نسمه أو ما يقرب من نصف جميع سكان الكوكب الذين تتراوح أعمارهم بين 50 وما فوق، تصيب هشاشة العظام النساء أكثر من الرجال، وحتى الأطفال قد يكونوا عرضة لخطر الإصابة بهشاشة العظام في سن مبكرة.
كثيراً ما تحدث مشاكل شتى في كثافة العظم لأنّ جسم الانسان يفقد الكثير من أنسجة العظام، أو ينتج قليلاً منها، أو قد يكون مزيجًا من الاثنين معًا، تميل هذه الحالة المرضية إلى أن تكون بلا أعراض، وهذا الشيء يعني أن الأشخاص المصابين بهذا المرض هشاشة العظام لا يعرفون بإصابتهم به إلى أن يتعرضوا لكسر في العظام فيضطروا لزيارة الطبيب الذي يقوم حينها بالتشخيص.
مرض باجيت
هو عبارة عن اضطراب في العظام حيث تحدث عملية تجديد العظام (إعادة البناء) بسرعة كبيرة مما يؤدي إلى تشوهات معقده في تجديد العظام المتضخمة والعظام اللينة مثل عظام العمود الفقري والجمجمة والحوض والعظام الطويلة للفخذين والساق، معظم الإصابات بمرض باجيت يحدث عند البالغين الذين تكون أعمارهم فوق 55 عامًا وقد يكون ذو سبب وراثي.
عدوى العظام
يسمى هذا المفهوم أيضًا التهاب العظم، وهي حالة نادرة جداً ولكنها خطيرة، يمكن أن تحدث بعد الجراحة، مثل تغيير مفصل الورك، أو قد ينتشر إلى العظم من جزء الى آخر من الجسم، يعد والتورم والألم والاحمرار من الأعراض الشائعة جداً لعدوى العظام، وتعد المضادات الحيوية حلاً شائعًا للعلاج، وفي بعض الحالات، قد يضطر الأطباء لاستئصال أجزاء من موقع العظم المصاب جراحيًا.
تنخر العظم
غالباً تموت الأنسجة العظمية بدون وجود الدم، وهو مرض شائع يسمى تنخر العظم، في معظم الحالات المرضية، تحدث تلك الحالة نتيجة لصدمة في الجهاز العظمي نتيجة تعطل سريان الدم الى النسيج العظمي مثل كسر الورك، يمكن أن يتسبب تناول الستيرويد بجرعات عالية جداً لفترات طويلة لحدوث هذا النوع من تموت خلايا العظام. بمجرد أن تموت خلايا و أنسجة العظام، يضعف النسيج العظمي وينهار، قد يشير هذا الألم الذي يزداد تدريجيًا إلى نخر العظم.
أورام العظام
يحدث مرض أورام العظام عندما يكون النمو غير منضبط للخلايا العظمية داخل العظام، ممكن أن تكون الأورام هذه حميدة أو خبيثة، على الرغم أن أورام العظم الحميدة (غير السرطانية) التي لا يوجد فيها تأثير على أنسجة العظم الأخرى وغير منتشرة هي الأكثر شيوعًا.
الفصال العظمي
مرض المفاصل التنكسي المزمن، وهو النوع الأكثر انتشاراً من التهاب المفاصل، حيث يتم تشخيص أكثر من 3 ملايين نسمه كل عام. تحدث هشاشة العظام عندما ينكسر الغضروف الذي يعمل بمثابة وسادة بين العظام والغضروف الذي يلازم النسيج العظمي معًا، مما يسبب الألم والالتهاب والتصلب.
التهاب المفاصل الروماتويدي
التهاب مفاصل جسم الانسان الروماتويدي هو عباره عن اضطراب مزمن لنقص المناعة يهاجم فيه الجهاز المناعي عن طريق الأنسجة في جسم الانسان مثل المفاصل في القدمين و اليدين، على عكس ظاهرة التلف الناتج عن خلايا الجسم الذي يحدث غالباً مع هشاشة العظام، يؤثر التهاب مفاصل الجسم الروماتويدي على بطانة مفاصل الجسم بشكل عام مما يسبب تورم مؤلم يمكن أن يقود في النهاية إلى تشوه المفاصل و تآكل العظام.
الجنف (انحراف العظم)
هذه الحالة تعتبر حاله خاصة من أمراض العظام المعقدة والتي تواجه صعوبة ووقت أطول في علاجها وغالبا يكون بإجراء عمليات جراحية طويلة ومتعبة، وهذا المرض عباره عن انحناء عظام العمود الفقري بشكل غير طبيعي إلى اليسار أو اليمين، وتظهر بشكل ملحوظ على المصاب وبشكل مزعج، وعادة ما تظهر على المريض قبل سن البلوغ.
هناك ما يقرب من 3 ملايين حالة مرضيه يتم فيا تشخيص هذا النوع من الأمراض سنويا يتم إجراؤها بشكل دوري في شتى مناطق العالم، وفي بعض الأحيان تكون الإصابة بهذا المرض من الدرجات الخفيفة على الرغم من أن معظم الحالات بحاجة الى علاج وخاصة إجراء عمليات جراحية متخصصة، في بعض الحالات الرئيسية تزداد تشوهات العمود الفقري سوءًا بمرور الوقت. بسبب نمو العظام الدائم وبكون الجهاز العظمي يكون الدعامة الرئيسية لجسم الانسان كاملاً، ويعزى غالبا هذا المرض لأسباب جينيه وراثيه.
انخفاض كثافة العظام
ويُسمى أيضًا هذا المرض في بعض الأحيان بهشاشة العظام، ويتم تشخيصه مخبرياً عن طريق اجراء بعض الفحوصات المخبرية في المختبرات الطبية عن طريق أخذ عينة دم وإرسالها للفحص وحينها تكون كثافة عظام الشخص أقل مما ينبغي، يؤدي انخفاض كثافة العظام في جسم الانسان إلى هشاشة العظام، وعندها يصبح جسم الانسان معرضاً إلى حدوث كسور وألم وانحناء المظهر. من المهم إجراء التغييرات اللازمة لتحسين كثافة العظام إذا تم تشخيص بهشاشة العظام عن طريق تناول الأدوية الخاصة به أو الأغذية المناسبة لهذا المرض.
النقرس
تتأثر مفاصل الجسم بشكل غير عادي عند المصابين بمرض النقرس، وهو اضطراب كيميائي شائع تتراكم فيه بلورات حمض اليوريك بشكل زائد في المفاصل، مما يسبب ألماً و تورمًا واحمرارًا غير طبيعي، عادة ما يصاب إصبع القدم الكبير بالتورم بشكل ملحوظ، ولكن تحدث الأعراض في حالات أخرى أيضًا في مفاصل أخرى، بما في ذلك القدم أو الكاحل أو الركبة، قد يحدث مرض النقرس بسبب النظام الغذائي، أو إذا كانت الكليتين لا تعالج حمض البوليك بشكل صحيح.