مرض الشرى - Urticaria

اقرأ في هذا المقال


ما هو مرض الشرى – Urticaria؟

مرض الشرى (Urticaria): أو ما يُسمّى بخلايا النحل هو عبارة عن كدمات حمراء مثيرة للحكة تنجم عن تفاعل الجلد، حيث تتنوع الكدمات في الحجم وتظهر وتتلاشى بشكل متكرر مع استمرار التفاعل في مساره.

حيث تعتبر هذه الحالة بمرض الشرى المزمن أو بخلايا النحل المزمنة إذا ظهرت الكدمات لأكثر من ستة أسابيع وتكررت بشكل متكرر على مدار أشهر أو سنوات. بينما غالباً ما يكون سبب الطفح الجلدي المزمن غير واضح. كما يمكن أن يكون الطفح الجلدي المزمن مزعجاً للغاية وتتداخل مع النوم والأنشطة اليومية. لكن بالنسبة للعديد من الأشخاص، فقد توفر مضادات الهيستامين والأدوية المضادة للحكة الراحة.

حيث يتميز الشرى بوجود ندبات (خلايا النحل) أو وذمة وعائية (تورمات بنسبة 10٪) أو كليهما (بنسبة 40٪). بينما هناك عدة أنواع من الأرتكاريا. في حين أنه أُشتق اسم الشرى من نبات القراص الأوروبي الشائع Urtica dioica. حيث أنه تورّم جلدي سطحي بلون الجلد أو شاحب، وعادة ما يكون محاطاً بالاحمرار الذي يستمر من بضع دقائق إلى 24 ساعة. بينما عادة ما تكون حكة شديدة، وقد يكون لها إحساس بالحرقان.

في حين أن الوذمة الوعائية عبارة عن تورم أعمق داخل الجلد أو الأغشية المخاطية ويمكن أن يكون بلون الجلد أو أحمر. بينما يتم الشقاء منها في غضون اثني وسبعون ساعة. كما قد تكون الوذمة الوعائية مثيرة للحكة أو مؤلمة ولكنها غالباً ما تكون بدون أعراض.

حيث يتم تصنيف مرض الشرى حسب مدته إلى ما يلي:

  • الشرى الحاد: هو الذي يكون الشفاء منه في أقل من ستة أسابيع، وغالباً ما يزول خلال ساعات إلى أيام.
  • الشرى المزمن: في حين أن هذا الصنف يتم الشفاء منه في مدة تزيد عن الستة أسابيع مع نوبات يومية أو عرضية. كما قد يكون الشرى المزمن عفوياً أو محرضاً.

في حين أن الشرى المحرض يشمل ما يلي:

  • تخطيط الجلد العرضي.
  • شرى البرد.
  • الشرى الكوليني.
  • الشرى المتصل.
  • شرى الضغط المتأخر.
  • الشرى الشمسي.
  • حساسية من الحرارة.
  • شرى اهتزازي.
  • الوذمة الوعائية الاهتزازية.
  • الشرى المائي.

في حين أنه يعاني واحد من كل خمسة أطفال أو بالغين من نوبة من الأرتكاريا الحادة خلال حياته، حيث أنه أكثر شيوعاً في التأتيرات، كما يصيب كلا الجنسين. بينما يصيب الشرى العفوي المزمن 0.5-2٪ من السكان، في حين أن الشرى المحرض أكثر شيوعاً. بينما هناك أسباب وراثية ومناعة ذاتية.

أعراض مرض الشرى:

تشمل علامات وأعراض مرض الشرى أو خلايا النحل المزمنة ما يلي:

  • مجموعات من الكدمات الحمراء أو بلون الجلد (الشروية)، والتي يمكن أن تظهر في أيّ مكان على الجسم.
  • تفاوت الكدمات في الحجم، وتغير شكلها، وتظهر وتتلاشى بشكل متكرر بينما يأخذ التفاعل مجراه.
  • الحكة التي قد تكون شديدة.
  • تورّم مؤلم (وذمة وعائية) في الشفتين والجفون وداخل الحلق.
  • ميل العلامات والأعراض إلى الاشتعال مع محفزات مثل الحرارة والتمارين والضغط النفسي.
  • ميل للعلامات والأعراض للاستمرار لأكثر من ستة أسابيع والتكرار بشكل متكرر وغير متوقع، أحياناً لأشهر أو سنوات.
    كما قد يظهر مرض الشرى أو خلايا النحل (الحادة) قصيرة المدى فجأة وتختفي في غضون أسابيع قليلة.

حيث يجب مراجعة الطبيب في حال ظهور تلك الأعراض وفي حال ظهورها لعدة أيام. في حين يجب طلب الرعاية الطبية الطارئة إذا تم التعرّض لطفح جلدي مزمن إلى أي خطر مفاجئ لرد فعل تحسسي خطير وعلامات وأعراض الحساسية المفرطة مثل الدوخة وصعوبة التنفس وتورّم الشفتين والجفون واللسان.

أسباب مرض الشرى:

تظهر الكدمات المصاحبة للشرى عندما تطلق خلايا معينة الهيستامين ومواد كيميائية أخرى في مجرى الدم. حيث غالباً لا يستطيع الأطباء تحديد سبب الطفح الجلدي المزمن أو سبب تحوّل الطفح الحاد أحياناً إلى مشكلة طويلة الأمد. حيث قد يحدث رد فعل الجلد من خلال:

  • أدوية الألم.
  • الحشرات أو الطفيليات.
  • العدوى.
  • الخدش.
  • الحرارة أو البرودة.
  • الضغط العصبي.
  • ضوء الشمس.
  • ممارسه الرياضة.
  • الكحول أو نوع من الطعام.
  • الضغط على الجلد، من حزام الخصر الضيق.

لكن في بعض الحالات، قد يكون الشرى المزمن مرتبطاً بمرض أساسي، مثل مرض الغدة الدرقية، أو نادراً السرطان.

مضاعفات مرض الشرى:

في حين أنه لا يوجد مضاعفات خطيرة لمرض الشرى. لكن عند التعرض لطفح جلدي مزمن يجب التواصل مع الطبيب. وخاصة إذا كان من من رد فعل تحسسي خطير، حيث تشمل علامات وأعراض الحساسية المفرطة الدوخة وصعوبة التنفس وتورّم الشفتين والجفون واللسان.

تشخيص مرض الشرى:

بالعادة يقوم الطبيب بفحص المريض جسدياً والقيام بطرح مجموعة من الأسئلة لمحاولة فهم السبب المحتمل للعلامات والأعراض التي يعاني منها المُصاب. حيث قد يقوم الطبيب بالسؤال عن ما يلي:

  • الأنشطة الخاصة بالمريض.
  • أيّ أدوية أو علاجات عشبية أو مكمّلات غذائية قد تم تناولها.
  • طبيعة الأكل والشرب.
  • مكان ظهور مرض الشرى أو خلايا النحل والوقت الذي يستغرقه الاختفاء حتى يتلاشى.
  • ما إذا كانت الأعراض مصحوبة بتورم مؤلم.
  • إذا كان الفحص البدني والتاريخ الطبي يشيران إلى أن مرض الشرى أو خلايا النحل ناتجة عن مشكلة كامنة، فقد يُجري الطبيب اختبارات، مثل اختبارات الدم أو اختبارات الجلد.

حيث قد يتم طلب اختبارات وخز الجلد واختبارات الامتصاص الإشعاعي (RAST) أو المقايسة المناعية الفلورية في حالة الاشتباه في وجود حساسية تجاه دواء أو طعام في الأرتكاريا الحادة. في حين لا توجد اختبارات تشخيصية روتينية في الشرى العفوي المزمن بصرف النظر عن تعداد الدم والبروتين التفاعلي سي (CBC ،CRP)، ولكن يمكن إجراء التحقيقات في حالة الاشتباه في وجود اضطراب أساسي.

لكن أحياناً يتم إجراء اختبار الجلد المصلي الذاتي في الشرى العفوي المزمن، لكن قيمته غير مؤكدة. حيث أنه أمر إيجابي إذا تسبب حقن مصل المريض تحت الجلد في ظهور ندبة حمراء. بينما غالباً ما يتم تأكيد الشرى المحرض عن طريق تحفيز التفاعل، مثل خدش الجلد في تخطيط الجلد أو وضع مكعب ثلج في شرى البرد المشتبه به.

كما يجب إجراء تحقيقات عن حالة جهازية أو مرض التهاب ذاتي في مرضى الأرتكاريا الذين يعانون من الحمى وآلام المفاصل أو العظام والشعور بالضيق. حيث يجب أن يُسأل المرضى الذين يعانون من الوذمة الوعائية بدون شُفِر عما إذا كانوا يتناولون أدوية مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين واختبارهم للمكملات C4؛ مستويات C1-INH والوظيفة والأجسام المضادة؛ و C1q. بينما يمكن أن تكون خزعة الشرى غير محددة ويصعب تفسيرها.

علاج مرض الشرى:

من المحتمل أن يوصي الطبيب بمعالجة الأعراض بالعلاجات المنزلية، مثل مضادات الهيستامين التي لا تستلزم وصفة طبية. بينما إذا لم تساعد خطوات الرعاية الذاتية، فيجب التحدث مع الطبيب حول العثور على الدواء الموصوف أو مجموعة الأدوية التي قد تناسب المريض. حيث عادة ما يمكن العثور على علاج فعّال.

1- مضادات الهيستامين:

حيث يساعد تناول حبوب مضادات الهيستامين التي لا تسبب النعاس يومياً على منع إفراز الهيستامين المسبب للأعراض. خاصة للمرضى الذين لديهم آثار جانبية قليلة. حيث تشمل الأدوية ما يلي:

  • لوراتادين (كلاريتين).
  • فيكسوفينادين (أليجرا).
  • سيتريزين (زيرتيك).
  • ديسلوراتادين (كلارينكس).

في حين أنه إذا لم تساعد مضادات الهيستامين التي لا تسبب النعاس، فقد يزيد الطبيب من الجرعة أو يجرب النوع الذي يميل إلى جعل الناس نعسان ويتم تناوله في وقت النوم. حيث تشمل الأمثلة هيدروكسيزين باموات (فيستاريل) ودوكسيبين (زونالون). لكن في جميع الأحوال يجب استشارة الطبيب قبل تناول أي من هذه الأدوية إذا كانت المريضة حاملاً أو مرضعة، أو كان المريض يعاني من حالة طبية مزمنة، أو يتناول أدوية أخرى.

2- أدوية أخرى:

إذا كانت مضادات الهيستامين وحدها لا تخفف الأعراض، فقد تساعد هذه الأدوية الأخرى. فمثلا:

  • حاصرات الهيستامين (H-2): تُسمَّى هذه الأدوية أيضاً بمضادات مستقبلات H-2، وتُحقن أو تؤخذ عن طريق الفم. حيث تشمل الأمثلة سيميتيدين (تاجامت إتش بي) وفاموتيدين (بيبسيد).
  • الأدوية المضادة للالتهابات: حيث يمكن أن تساعد الكورتيكوستيرويدات الفموية، مثل بريدنيزون، في تقليل التورّم والاحمرار والحكة. كما تستخدم هذه الأدوية بشكل عام للسيطرة قصيرة المدى على الطفح الجلدي أو الوذمة الوعائية لأنها يمكن أن تسبب آثاراً جانبية خطيرة إذا تم تناولها لفترة طويلة.
  • مضادات الاكتئاب: في حين يمكن أن يساعد دوكسيبين (Zonalon) المضاد للاكتئاب ثلاثي الحلقات، المستخدم في شكل كريم، في تخفيف الحكة. كما قد يسبب هذا الدواء الدوخة والنعاس.
  • أدوية الربو مع مضادات الهيستامين: قد تكون الأدوية التي تتداخل مع عمل معدلات الليكوترين مفيدة عند استخدامها مع مضادات الهيستامين. ومن الأمثلة على ذلك مونتيلوكاست (سينجولير) وزافيرلوكاست (أكوليت).
  • الأجسام المضادة من صنع الإنسان (وحيدة النسيلة): مثل عقار أوماليزوماب (زولير) فعال للغاية ضد نوع من خلايا النحل المزمنة التي يصعب علاجها. كما إنه دواء عن طريق الحقن يُعطى عادة مرة واحدة في الشهر.
  • الأدوية المثبطة للمناعة: تشمل الخيارات السيكلوسبورين (جينجراف ونيورال وغيرهما) وتاكروليموس (أستاجرافت إكس إل، وبروجراف، وبروتوبيك).

3- نمط الحياة والعلاجات المنزلية:

في حين يمكن أن يستمر الطفح الجلدي المزمن لأشهر وسنوات، كما يمكن أن تتداخل مع النوم والعمل والأنشطة الأخرى. بينما قد تساعد الاحتياطات التالية في منع أو تهدئة ردود الفعل الجلدية المتكررة للشرى المزمنة:

  • ارتداء ملابس فضفاضة وخفيفة.
  • تجنّب الخدش أو استخدام الصابون القاسي.
  • تهدئة المنطقة المصابة بحمام أو مروحة أو قطعة قماش باردة أو غسول أو كريم مضاد للحكة.
  • الاحتفاظ بمفكرة توضح متى وأين يحدث الطفح الجلدي، وماذا كان المُصاب يفعل، وماذا كان يأكل، وما إلى ذلك. حيث قد يساعد ذلك الطبيب في تحديد المحفزات.
  • تجنّب المثيرات المعروفة.
  • وضع الكريم الواقي من الشمس قبل الخروج.

شارك المقالة: