آثار الطلاق على الطفل في الإسلام

اقرأ في هذا المقال


اعتنى الإسلام بالطفل وشخصيته في المجتمع، وحثّ على الابتعاد عن كل ما يؤذيه، ومن الأشياء المهمة التي توثر عليه هو الطلاق، والطلاق بالنسبة للأطفال مرحلة صعبة جداً، يمكن أن يكون الانفصال والطلاق وقتًا حزينًا ومرهقًا ومربكًا بشكل خاص، لكن هناك وسائل وطرق في الإسلام لمساعدة الأطفال على التعامل مع اضطراب الانفصال.

مساعدة الإسلام الطفل الذين انفصل والديه

يعتبر الانفصال أو الطلاق تجربة متعبة للغاية وعاطفية لجميع المعنيين، ولكن غالبًا ما يحس الأطفال أن عالمهم كله قد انقلب رأسًا على عقب، في أي عمر كان، قد يكون من المؤلم أن يشهد فسخ عقد والديه وتفكك الأسرة، فقد يشعر الأبناء بالصدمة أو عدم اليقين أو الغضب، قد يشعر البعض بالمسؤولية، ويلومون أنفسهم على الخلافات في البيت، فالطلاق ليس عملية سهلة أبدًا، وهذا الوقت الانتقالي لا يمر بدون قَدر من الحزن والمتاعب، ولكن يمكن تقليل آلام الأطفال بشكل كبير من خلال جعل رفاهيتهم على رأس أولوياتنا.

دعا الإسلام إلى الصبر والحنان والاستماع إليهم، يمكن أن يخفف هذا من التوتر حيث يتعلم الأطفال التعامل مع الظروف غير المألوفة، من خلال توفير إجراءات اعتيادية يمكن لأطفال الاعتماد عليها، فإننا نذكرهم بأنه يمكن الاعتماد عليهم في الاستقرار والرعاية، ومن خلال الحفاظ على العلاقة العاطفية القوية معهم، وحث الإسلام إلى مساعدة الأبناء على تجنب التوتر والتعب الذي يرافقه مشاهدة الأهل في صراع والتحدث معهم والتوضيح لهم، فلن يتمكن الأطفال من اجتياز هذا الوقت المتعب بنجاح فحسب، بل يمكنهم أيضًا الخروج منه بالشعور بالحب والثقة والقوة.

الآثار السلبية لطلاق الأهل على الأبناء

أكثر من يعاني من الطلاق هم الأطفال، ويمكن أن يؤثر طلاق الأب والأم عليهم حتى يكبروا، وفيما يلي الآثار السلبية للطلاق على الأطفال:

فقدان التركيز في النشاط

إن الأطفال الصغار يعتمدون على الأهل أكثر من أي شخص آخر، فإن الطلاق يجعلهم يفقدون بشكل سهل تركيزهم في النشاط، غالبًا ما يصابون بالقلق والتوتر والعصبية، ويجدون صعوبة في التركيز على كل شيء تقريبًا ومنها دراستهم، وسيفقدون كذلك الاهتمام بالأنشطة التي يجدونها عادةً مهمة بالنسبة لهم.

التشديد على الأبناء

يلوم الكثير من الأبناء أنفسهم على طلاق والديهم دون إدراك ويشعرون بمسؤوليات إصلاح العلاقة مرة أخرى، ومع ذلك قد يتسبب ذلك في إيجاد ضغوط عليهم تؤدي إلى أفكار غير إيجابية ووجود كوابيس في نومهم.

التسبب في تقلب مزاجي شديد للأطفال

لم يعد الأبناء يشعرون بالدفء والسعادة بسبب انفصال والديهم، وسرعان ما يصابون بتقلب مزاجي حاد يؤثر على تفاعلهم مع الآخرين، ويميلون إلى الانسحاب من المجتمع واختيارهم عدم التحدث إلى أي شخص.

الحزن الشديد للأطفال

إذا كان الطفل كبيرًا بما يكفي لمعرفة معنى الطلاق، فسيكون في حزن حاد بعد اكتشاف أن أحد والديه لم يعد يقيم في نفس المنزل معهم، قد يتسبب هذا في اكتئابهم المبكر باعتباره شكلاً طويل المدى للحزن.

فقدان الدعم العاطفي للأطفال

أكبر خسارة للأبناء هي البيوت المحيطة لمكان سكنهم نتيجة للرحيل وتغيير مكان السكن بسبب الانفصال، وكذلك فقدان الدعم العاطفي لهم، يمكن أن تسوء الأمور عندما تتم رعاية أحد الأهل للأطفال دون أن يتمكنوا من التواصل مع الآخرين الذين اعتادوا عليهم وكانوا يقدمون لهم الدعم.

المشاكل السلوكية للأطفال

من الآثار السلبية الأخرى لانفصال الوالدين والتي تترك أثرًا سيئًا على الأبناء هي المشكلات السلوكية التي قد يصابون بها، وقد يكبرون ليكونوا شخصًا عاطفيًا ذو ميول للعدائية للمجتمع، ومن السهل أن يفقدوا أعصابهم، ويصبح سلوكهم هو التعدي على الآخرين، وفي الجانب الأكثر تطرفاً، قد يصبحون غير أكفاء اجتماعيا.

مشاكل في قضايا الثقة في العلاقات

إن الأطفال الذين انفصل والديهم عندهم مشاكل في الثقة في العلاقات، وسيكون من الصعب عليهم الإيمان بوجود الحب والتفاهم الأسري، والذي ينتهي به الأمر بدلاً من الزواج إلى انفصال في المستقبل.

يكون الأبناء عرضة لسوء المعاملة

لكل طفل طريقته المنفردة للتعبير عن غضبه وحزنه تجاه انفصال الوالدين، ويكون تعاملهم المسيء وغير المهذب في التحدث مع الآخرين نتيجة لذلك، ويمكن أن تسوء الأمور عندما يتطور لديهم ميل إلى الإدمان على المخدرات عندما يتقدمون في السن، ودعا الإسلام إلى متابعة الأهل لأبنائهم وأن لا يجعلوا الطلاق سبباً في ضياعيه.

الاكتئاب النفسي

الاكتئاب لا يميز العمر، حتى الأطفال الصغار قد يصابون من الاكتئاب عندما يشعرون بحزن قوي بسبب طلاق والديهم، خطر الإصابة بالاكتئاب العقلي أعلى كثير للطفل الذي يشهد الطلاق ويفهم ما هو، فإن طلاق الوالدين هو أحد العوامل المساعدة في إصابة الشخص المصاب باضطراب ثنائي القطب.

التأثيرات التربوية والتعليمية

الآثار السلبية للطلاق على الأبناء هي انخفاض تحصيلهم العلمي في المدرسة، ويفقد الطفل الذي انفصل والديه إلى الدعم العاطفي الكبير حين يكتشف أن بيتهم لم يعد مكتملاً، ويؤثر ذلك على قدرتهم على التركيز على المدرسة مما يؤدي إلى هبوط الدرجات، في حين أن التعليم هو أكثر أهم الأشياء للطفل لتنمية مستقبلة ويكون أكثر إشراقًا، فلا ينبغي أن يحدث هذا لتعليمه.


شارك المقالة: