كيفية تحقيق الآمال

اقرأ في هذا المقال


عندما يقرّر أحدنا يوماً ما أنّه سيغيّر حياته نحو الأفضل فالمشكلة التي تواجهه، هي توقّع الانتقال المباشر من التعثّر إلى النجاح دفعة واحدة وبشكل مفاجئ، وعندما يفشل يخيب أمله، ويتخلّى عن أمل الانتقال نحو الأفضل، وذلك كلّه بسبب سوء الإدارة والتخطيط المُسبَق في الوصول المتدرّج إلى النجاح، حيث أنَّ الفشل يزيد من سوء تقديرنا ﻷنفسنا ولطاقتنا.

التفكير بالآمال الواقعية

الجزء السهل في هذه العملية هو اتخاذ قرار بالتغيير، والخطوة التالية للتغيير الفعلي نحو تحقيق الآمال والأحلام تقتضي من الأفراد التزاماً، كون عملية التغيير طويلة وموحشة ومليئة بالمصاعب والإغراءات، حيث أنَّ العادات التي نحاول تغييرها قد اكتسبناها تدريجياً خلال فترة طويلة من الزمن، ولن تتم إزالتها بفترة قصيرة، كوننا لا ندرك عاداتنا التي أصبحت عقيدة متأصّلة داخلنا إلّا بعد وقت طويل؛ وبالتالي فمن الصعب تغييرها إلّا ضمن برنامج ثابت.

من الصعب علينا القيام بتغيير جذري في أسلوب حياتنا، حيث أنّ تغيير عادة بذاتها يتطلب منّا العمل بنفس الطريقة التي اكتسبناها بها.

عندما يفكّر أحدنا بالإقلاع عن التدخين أو عدم تناول الحلوى بسبب السمنة، فهو أمر محيّر في البداية، إلّا أنّ كل ما علينا عمله بالفعل أو أن نأخذ عهداً على أنفسنا بألا ندخن السيجارة القادمة أو نأكل قطعة الحلوى القادمة، ونحن ندرك أنّنا نستطيع عمل ذلك، ولكن بالإرادة والأمل، ولكن هي البدايات دائماً في صعوباتها كونها دخيلة على طبيعتنا السلبية القديمة، وبعد ذلك تصبح الأمور أكثر سهولة، وتتغير صورتنا الذاتية تدريجياً، فلا نرى أنفسنا كما لو كنّا مدمنين للتدخين أو نتناول الحلوى، وربّما نصبح سفراء نصح وإرشاد للآخرين في طريقة العزوف عن الأمور السلبية.

علينا أن ندرك تماماً أنّه من الممكن استبدال العادات السلبية بأخرى إيجابية، لذا فإنَّ أكبر الإنجازات التي يتحدث عنها الأشخاص الذين كانوا يعانون من العادات السلبية، هي تركهم للتدخين أو تعاطي الكحول أو غير ذلك، واستبدالها بأخرى تجلب السعادة والتسلية، وصحيّة أكثر مثل التمارين الرياضية والمشاركة في الندوات وجلسات الحوار إلى غير ذلك من الأمور ذات الفائدة.

الإنسان أكثر تعقيداً من غيره من الكائنات الحيّة، فلدينا نطاق واسع من المشاعر الجيّاشة ونستطيع التفكير بشكل مُعقّد، لذا فنحن لا نستجيب ﻷي مؤثر، إلّا أنّنا نجرّب شيئاً ونحبّه، فنداوم عليه حتى يصبح عادة من الصعب التخلص منها سواء كانت إيجابية أو سلبية، فكل ما علينا فعله هو تحديد آمالنا لتكون مشروعة وممكنة الحدوث.


شارك المقالة: