أبرز أساليب الإرشاد النفسي الحديث:
هناك العديد من الأساليب الحديثة المستخدمة في الإرشاد النفسي، ولعلّ هذه الأساليب الحديثة قد سهّلت وسرّعت من عملية الإرشاد النفسي وأضافت عليها التنويع اللازم، فما هي أبرز خصائص أسلوب الإرشاد النفسي العرضي، وأسلوب الإرشاد النفسي الديني، وأسلوب الإرشاد النفسي المختصر، ومتى يفضّل استخدامه؟
أسلوب الإرشاد النفسي باللعب:
يعتبر هذا الأسلوب الإرشادي من الأساليب الإرشادية التي ينتشر استخدامها في إرشاد الأطفال وعمليات التشخيص ومحاولة معرفة المشكلات وعلاجها، وتعمل هه الطريقة على أسس مبنية على العامل النفسي وأهمها نظريات الطاقة المفرطة لدى الأطفال، والتي تنظر إلى اللعب على أنه عملية تنفيس ضرورية للطاقات الزائدة عند الأطفال، وكذلك النظريات التي تتحدّث عن الغريزة التي تعمل على إثبات أن اللعب نشاط ضروري لتدريب وتهذيب الغرائز الشريرة لدى الأطفال.
كما وتأتي النظريات التي تتحدّث عن التلخيص لتفترض أنّ الطفل عندما يقوم باللعب وممارسة نشاطات لعب الكرة مثلاً أو بناء الغرف والتسلّق في ألعابه، إنما يعمل على تلخيص ما تعلّمه من المجتمع الذي حوله وخاصة الأبوين، كما وانّ هناك نظرية تجديد النشاط من خلال التسلية والرياضة كشيء ضروري بعد التعب والإجهاد في الأعمال.
هذا ويعتبر اللعب أحد الأساليب المهمة التي تعبّر عن ذات الطفل وتعمل على تكوين شخصيته، وكذلك القدرة على فهم العالم من حوله، كما ويعتبر هذا الأسلوب من الأساليب التي تعمل على التنفيس عن الحاجات النفسية التي لا بدّ من اشباعها، وهذا مخرج هام لمواقف الإحباط التي يتعرّض لها الأطفال في حياتهم العامة، ويعتمد هذا الأسلوب على مجموعة من القواعد أهمها اللعب الحر، واللعب المقيد.
أسلوب الإرشاد النفسي العرضي:
ويعتبر هذا الأسلوب من الأساليب الإرشادية التي تستخدم بصورة طارئة، نظراً للحاجة الملحّة لهذا الأسلوب من حيث السرعة والاختصار، ويعتبر هذا الأسلوب من الأساليب التي لم يتم التخطيط لها بصورة مسبقة، ويحدث خارج مدار المركز الإرشادي أو المكان المختص للتواصل عبر العملية الإرشادية، وفي هذه الحالة يقدّم المرشد بعض الجواني المهمة في العملية الإرشادية، ولا يحاول الدخول في تفاصيل العملية الإرشادية بصورة دقيقة، ولا في فهم طبيعة الشخصية الدينامية وصراعاتها بهدف طمأنة المسترشد.
إنّ هذا النوع من الإرشاد يستفاد منه في حال تم تقديمه في أوقات لحظية مباشرة، وهو فعّال جدّاً في تناول حالات سوء التكيّف الآنية والاضطرابات الخاصة بالشخصية العابرة مثل الاكتئاب الناتج عن فقدان قريب من الدرجة الأولى، ويتم اللجوء إلى هذا النوع من الإرشاد عندما لا يتم توفّر الإمكانيات المادية لعملية الإرشاد، وعندما يكون وقت المرشد محدوداً جدّاً او يكون غير متواجد بصورة دائمة في ذات المكان.
يؤخذ على هذا الأسلوب من الإرشاد أنه لا يتوافق كثيراً مع المشكلات الإرشادية التي تحدث بصورة مستمرة، وهو أسلوب غير مرغوب من قبل المسترشدين مقارنة مع الطرق والأساليب الإرشادية الأخرى التي تأخذ منحنيات أكثر دقّة وأدوات وأساليب أكثر موضوعية وحيادية، وتكون النتائج فيها أكثر دقّة كونها تتطلّب مجهوداً كبيراً وتحدث فوارق ملموسة.
أسلوب الإرشاد النفسي الديني:
ويستخدم هذا الأسلوب الإرشادي في مجتمعات وثقافات تختلف عن غيرها، حيث يوجد العديد من المجتمعات التي تؤمن بالروحانيات وبالتقاليد الدينية، وتعتبر أن الدين أمر روحاني يتعلّق بالغيبيات ومن الممكن أن يوفّر العديد من الحلول للمشكلات الاجتماعية، وهو من الأساليب الإرشادية التي تقوم على ركائز تعتبر الدين من ضروريات الحياة، ويعمل هذا الأسلوب الإرشادي على تنمية الإنسان صاحب العقيدة والإيمان الذي يعيش ضمن أطر السلام، وبالتالي تحقيق الصحة النفسية في أعلى المستويات.
يقوم الإرشاد الديني على إيجاد شخصية متكاملة يتطابق فيها السلوك ويتكامل مع المعتقدات والثوابت الدينية، وهذا ما يميّزه عن عملية الوعظ الديني الذي يقتصر على تقديم المعلومات الدينية في جانب الواعظ فقط دون أي تفاعل مع المتلقي، ويجدي الإرشاد الديني فائدة مع الأشخاص المقدمين على الزواج، ويفضّل المرشد الديني أسولب الإرشاد غير المباشر وأسلوب الإرشاد الفردي بصورة عامة.
أسلوب الإرشاد النفسي المختصر:
ويعتمد هذا الأسلوب الإرشادي على تكثيف أوقات الجلسات من خلال تكثيف المعلومات وخاصة المهمّة منها، ويركّز هذا النوع من الأساليب الإرشادية على مجموعة من الأبعاد المحورية التي يتم اختيارها من خلال عملية الإرشاد، ويستخدم في حلّ المشكلات المحدودة مثل ضعف التحصيل في المواد الدراسية، وهذا النوع من الإرشاد له نتائج متفاوتة على الشخصية، ولا تزال التجارب تبحث حول سلبيات وإيجابيات هذا النوع من الإرشاد، ومن مزايا هذا الأسلوب الوقت والحصول على معلومات كثيرة في مدّة قليلة، وتركيزه على حلّ المعيقات بصورة مباشرة تقريباً.