هناك العديد من الدراسات حول أبعاد الشخصية الأساسية، التي تشبه خطوط الطول والعرض في الجغرافيا، والتي تعتبر مفاهيم تنتظم حولها حقائق عديدة، والتي تساعد على فهم الواقع، وتساعد أيضاً على الوصول إلى أحكام وتنبؤات علمية وعملية.
ما هي أبعاد الشخصية
أبعاد الشخصية هي السمات الأساسية التي تُستخدم لوصف الفروق الفردية بين الأشخاص. هذه الأبعاد تتعلق بالميول والاتجاهات والمواقف التي تحدد كيفية تفكير الأفراد، وشعورهم، وسلوكهم في مواقف مختلفة. تعمل أبعاد الشخصية كإطار لفهم الشخصيات المختلفة وكيفية تفاعل الأفراد مع العالم من حولهم.
أبعاد الشخصية في علم النفس
الانطواء والانبساط
يُستخدم هذا المفهوم بين الأشخاص غير المتخصصين، ويشيع أيضاً في تصوّر أنَّ الناس ينقسمون إلى قسمين: إمّا منطوين أو منبسطين، وما آلت إليه الدراسات هو أنَّ توزيع هذه السمة بين الناس هو التوزيع الاعتدالي، بما يعني أنَّ أغلب الناس متوسطين في هذه السِمة، بحيث أنَّ عدد الأشخاص المنطوين جداً أو المنبسطين جداً هو عدد قليل لا يُذكَر، وذكر بعض العلماء على أنّّ الانطواء سِمة تميّز الأشخاص الذين يبالغون بالاهتمام بمشاعرهم وأفكارهم، وأمّا الانبساط فيمتاز به الشخص الأكثر تأثراً بالمنبهات الاجتماعية وأكثر تلقائية، وهو شخص عملي.
العصابية والاتزان الوجداني
العصابية مرض نفسي، يختلف عن الأمراض العقلية، ويوجد عدد من الخصائص النفسية، التي تميل إلى التواجد في حالة انخفاض للتوزان الوجداني الذي يَغلب عليه أن يظهر على الشخص الذي يتّصف بتلك الخاصية، الميل للاعتماد على الآخرين وانخفاض الطاقة لديه، كما وأنَّ عمل الحواس لديه يكون منخفض أيضاً، كما في الإبصار الليلي، والقلق وعدم القدرة على تحمّل الإحباط والمواقف المحرجة، التي تؤدي إلى ضغوط نفسية، وعادة ما يشعر مَن يُصاب بهذا المرض بالنقص.
الذهانية والواقعية
من خلال الدراسات تبين بأنَّ اﻷشخاص الذين يعانون من الذهانية، هم مرضى عقليون يَقعون عند الحد الأقصى من هذا البُعد، ويغلب عليهم ظهور عدد من الخصائص، كالانخفاض الشديد في التركيز والانتباه وضعف الذاكرة وانخفاض المهارة اليدوية، وعدم القدرة على الاتصال بالواقع، وقد تصدر عن هؤلاء الأشخاص أحياناً، تصرفات خطيرة على المجتمع المحيط بهم أو عليهم بحدّ ذاتهم.
التطرف والاعتدال
أظهرت العديد من الدراسات التي تؤكد أنَّ التطرف والاعتدال بُعدان هامان للشخصية، فدرجة التطرف مرتفعة بالنسبة للمراهقين، أكثر من الراشدين، ولدى الجانحين أكثر من الأسوياء، وأثبتت الدراسات أنَّ هناك نوعان من التطرف، تطرف موجب وتطرف سالب، وأنَّ التطرف الموجب يزيد لدى الذهانيين عنه لدى الأسوياء، ويرجع أصل التطرف إلى العامل النفسي، فكلما كان الفرد مصاباً بالتوتر النفسي كلما كان أكثر ميلاً للتطرف، وكلما كان الفرد منخفضاً في التوتر، كلما كان أكثر ميلاً للاعتدال في مشاعره وتصرفاته والأحكام التي يُطلقها.
ويوجد في وقتنا الحاضر العديد من مقاييس المظاهر اللاعقلية للسلوك، التي تقوم على قياس السِمات، التي تتصل بالتوافق الانفعالي والعلاقات الشخصية والدوافع والاتجاهات والميول.