إن للقرآن الكريم تأثير كبير على سلوك الفرد المسلم داخل الأسرة، وإن للقرآن الكريم تأثير عظيم في توجيه الأسرة المسلمة وتكون مميزه عن غيرها من الأسر الإنسانية، حيث يبين القرآن الكريم طرق تعامل أفراد الأسرة المسلمة مع بعضها البعض، ويوضح كيفية التفاهم والتعامل للوصول إلى قواعد متكاملة في الأخلاق والعلم والعمل، فهو منظومة متكاملة ونافعة لمن يطبقها.
أثر تعليم القرآن الكريم على الأسرة
يكون أثر تعاليم وأوامر القرآن الكريم في تنظيم العلاقات بين الأسرة وتنظيم توزيع الحقوق والواجبات بينهم، وحثّ النبي صلى الله عليه وسلم على تعلم القرآن الكريم في العائلات المسلمة، حيث أن تعلم القرآن الكريم يفيض على الأسر بمجموعة من الفوائد العديدة، ووضوح الاستقرار الأسري في العائلات التي يطبق بها القرآن الكريم، والرعاية والعناية في ظلال أوامر الله تعالى.
وإن العلم بكتاب الله عز وجل والعمل على تطبيقه من أرفع الأعمال التي تقرب الأسر المسلمة إلى الله تعالى، وإن فضل فهم وتعليم كتابه لا يمنحه الله جل وعلا إلا من سعى إلى ذلك، وإن تنبيه الآباء إلى أهمية العلم والعمل بكتاب الله تعالى فهماً وتدبراً، وتطبيقه في شؤون الأسر كافة، وتذكيرها بذلك بشكل جماعي وفردي يعظم مسؤولية الأسرة تجاه كتاب الله جل وعلا.
وإعطاء الأسر الهمة في الأجيال المتجددة المتلاحقة؛ التي هي بأمس الضرورة إلى تطبيق القرآن الكريم فيها، وأن يصبح هذا القرآن شيء راسخ ودائم في المعاملة بين أفراد الأسرة، والعلم بخير هذا في الحياة الدنيا والآخرة، ويحثهم على إزالة الخطأ بقناعة ويقين وثبات، وتبعث بهم بلا شك إلى الطريق السليم في تطبيق دين الله تعالى، وتصبر الأسرة على مشاق الحياة وصعابها.
وإن على الأسرة التعامل والتطبيق لأوامر القرآن العظيم، بالاطلاع على نتائج فهمهم لآياته العزيزة، والتعرف على الطريقة التي وصلوا بها الأسر النموذجية بترسيخ هذا القرآن الكريم بنظام هذه الأسرة بشكل ثابت، والصَّلاح والمصالحة والإصلاح في ضوء نظام هذا القرآن الكريم فهماً وقراءةً، وتطبيقا لأحكامه، وتأثيره في القلوب والأرواح والأجساد، في الأسرة بأكملها والفرد المسلم.
ما فوائد القرآن الكريم على الأسرة المسلمة
إن القرآن الكريم هو شعاع من أشعة نور الأسر وديمومتها التي يجب أن يُستضاء به، ويجب أن يُستفاد منه في أسر اليوم أذا أرادت الأسر استمرارها وتطبيق مبدأ العدالة والبعد عن الظلم وعدم المساواة، وأن تتبع الأسر القرآن الكريم نموذجًا لحكمهم وأقوالهم ومناهجهم في التعامل في ما بينهم، وأن تجمع أوامره وتُدرس لجميع أفراده لتبين آلية فهمهم وتطبيقهم لكتاب الله تعالى وما جاء به.
وتنتفع الأسر المسلمة بتوجيهات القرآن الكريم التربوية المرتكزة على أساس الفهم الصحيح لكتاب الله تعالى، وسنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم، والاتباع السليم بتطبيق أحكامها على الفرد والأسرة المسلمة ككل، لينشأ الجيل على حقائق هذا القرآن الكريم وإرشادات معانيه الشاملة لجميع البشر، لما له من الدور الفاعل في إصلاح وتعديل المنظومة الاجتماعية والإنسانية والفكرية وجميع الشؤون الحياتية، التي تبين الأثر القرآني في سلوك الأسر والأمة المسلمة بأكملها.
حيث يبين إشراقات الأسرة المسلمة في تعامل مع القرآن الكريم، يجب على الأسرة المسلمة التمسك والالتزام بكتاب الله تعالى تعهداً وقراءة، انبثاق الذاتي من الآباء والأمهات وجميع أفراد الأسرة لتعليم القرآن الكريم، وتعلمه وحُسن فهمه وتفهيمه، تهيئة الأفراد وتأهيلهم للتعامل معه، ويتضح أثر الفهم السليم للقرآن الكريم وتعاليم في سلوك الفرد في الأسرة المسلمة.
فيجب على الأسرة المسلمة الالتزام بما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، واعتبار القرآن الكريم والسُّنّة النبوية المرجع الرئيس في حياتهم، وتقديم النصيحة من الآباء للأبناء إن وجد خلل في تطبيق واجباته، فالقرآن الكريم يعرف علامات الشقاء والسعادة في الأسرة؛ إذ يعمل القرآن الكريم على المحافظة في تذكير الفرد بواجباته في الأسرة، وترسيخ السلوك السليم بناءً على أوامر كتاب الله تعالى وسُنَّة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
وفي النهاية يعمل القرآن الكريم على المحافظة على العقل سليمًا بفضل الإيمان على الفرد داخل الأسرة المسلمة، ووضوح أجر التمسك بتطبيق أحكامه وبيان البركة على هذه الأسر التي تعيش في ظلال القرآن الكريم وتعاليمه في حياتها؛ فهي إصلاح شامل لمنظومة الأسرة في كل زمان ومكان فلا توجد أسرة ملتزمة بآداب القرآن الكريم وأوامره تتعرض للخلافات الحادة التي تشقق خواص الأسرة.