أدوار المسؤولين عن رعاية الأطفال ذوي اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة

اقرأ في هذا المقال


هناك تأكيد على دور طبيب الرعاية الأولية في إدارة وتنسيق رعاية الأطفال ذوي الأمراض المزمنة، حيث يعتبر اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة اضطراباً مزمناً، ومن هنا فإن مقدمي الرعاية الأولية في وضع ملائم يؤهلهم لإدارته، ويعني الانتشار الواسع لاضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة أنه اضطراب يواجهه أطباء الرعاية الأولية مراراً.

أدوار المسؤولين لرعاية الأطفال ذوي اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة

1- أدوار طبيب الرعاية الأولية

بسبب العلاقات المتواصلة لهؤلاء الأطباء مع أطفال وأسر طوال سنوات فإنه تولد لديهم إدراكاً تطورياً فريداً بالنسبة لأعراض الطفل، وإضافة إلى ذلك يغلب أن تفيد علاقته مع الأسرة في تقديم معلومات عن الضغوطات البيئية أو الأسرية التي قد تؤثر في الحالة، بالتالي فقد تكون الأسر التي طورت علاقة ثقة مع طبيب على مدى السنين أكثر رغبة في تقبل توصيات الطبيب من تقبل توصيات الاختصاصيين الآخرين.

وتتيح زيارات الإشراف الصحي الاعتيادية أو زيارات التحقق من العلاج الدوائي فرصة ممتازة لمراقبة الأداء الوظيفي للطفل في المدرسة ومع الأسرة ومع الأقران، وتمكن عملية تقديم إرشاد مسبق الوالدين من تطوير خطط لإدارة جوانب مختلفة من مثل المراحل الانتقالية في المدرسة، والصعوبات المحتملة في الواجبات البيتية المقررة طويلة الأمد ومسؤوليات المنزل وفي السلوكيات الخطرة، وفي قيادة السيارات وفي اختيار الجامعة عند الدراسة.

فعندما تبرز المشكلات يستطيع مقدمو الرعاية الأولية وضع توصيات لمساعدة الأسرة أو إحالة الأسرة إلى اختصاصيين آخرين، يؤدي مقدمو الرعاية الأولية دوراً أساسياً في إرشاد الأسر إلى كيفية الحصول على المساعدة وقت الحاجة، إذ بمقدورهم توجيه الأسرة إلى اختصاصي الصحة العقلية أو الأطباء المساندين الملائمين، ويمكنهم كذلك السعي نحو تحصيل هذه الخدمات للأطفال، فقد يكونون على دراية بمصادر
المجتمع المتاحة لمد يد العون للأسرة، وبإمكانهم أيضاً مساعدة الأسر من أجل مساندة طفلهم المصاب باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة.

من جانب آخر تمكن الدراية بالقانون التربوي الأطباء من إرشاد الأسر نحو وضع توقعات مناسبة فيما يتصل بالعون الذي تقدمه المدرسة، هذا وتتزايد نزعة شبكات الرعاية المنظمة نحو وضع طبيب الرعاية الأولية في موقع المطالب بالإحالات الطبية والصحية العقلية المطلوبة لكل طفل على حدة، وقد يكون لأطباء الرعاية الأولية كمجموعة دور مهم في التأكيد لمقدمي الرعاية المنظمة، على أهمية خدمات الصحة العقلية المناسبة المقدمة للأطفال المصابين باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة.

وتخلق إدارة اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة في بيئة رعاية أولية بعض الصعوبات بالنسبة للأطباء، إذ تتمثل المشكلة الأكثر تكراراً في المدة الزمنية المطلوبة لإدارة اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، حيث تستغرق معظم الزيارات المجدولة في هذه المواقع من عشر إلى خمس عشرة دقيقة، وقد يكون ذلك وقتاً كافياً لمراقبة تأثيرات العلاج الدوائي والأعراض الجانبية، غير أنه ليس كافياً لإجراء نوع التقييم الأولي، وفي حالة الكشف عن مشكلات كبيرة، فقد تقتضي الضرورة ترتيب مواعيد زيارات إضافية وذلك لتطوير خطة متابعة.

وكذلك فإن المكالمات الهاتفية في منتصف النهار قد تربك أداء المدرسين للحصص أو تريك عمل الأطباء الذي يقتضي رؤية أربعة مرضى أو أكثر في كل ساعة، مما يفسح مجالاً ضيقاً للمناقشة لكلا الطرفين، من ناحية أخرى قد يسهل البريد الإلكتروني أو أشكال التواصل الأخرى من التواصل بين الأطباء والمدرسين في المستقبل القريب.

2- أدوار اختصاصي الصحة العقلية

قد تنشد الأسر التشاور مع مقدم خدمة صحة عقلية، بشأن تشخيص اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة أو علاجه، أو قد تتم إحالة الأسر إلى مقدم خدمة الصحة العقلية وقد يتم الأمران معاً، وقد يرى مقدم رعاية الصحة العقلية الطفل؛ بسبب مخاوف تتصل بمشكلات أخرى، غير أنه قد يعتقد خلال عملية التقييم أو العلاج أن الطفل مصاب باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة.

ومن هنا ينبغي على اختصاصي الصحة العقلية المعني بتقييم اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، أن يتمكن من تنسيق تقييمه مع المعلومات الطبية والتربوية من أجل الكشف عن اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة وعن أي اضطرابات مصاحبة، وقد يتاح لاختصاصي الصحة العقلية وقت أطول من وقت طبيب الرعاية الأولية لتصنيف المشكلات، وقد يكون ذو دراية أكبر منه في تقييم مشكلات مصاحبة تتمثل في وجود اضطرابات انفعالية أو سلوكية أو صعوبات تعلمية أو نزاع ضمن الأسرة أو ضغوطات أسرية أخرى.

بالتالي فإنه في حالة الشك بوجود اضطرابات كبيرة مصاحبة، فإنه يجب التفكير في إجراء تقييم من قبل مقدم رعاية الصحة العقلية، أما إذا كانت هناك اضطرابات مصاحبة بالفعل، فغالباً ما تقتضي الحاجة لإجراء مشاورات دورية ضمن مرحلة المتابعة مع اختصاصي الصحة العقلية يستطيع العديد من مقدمي الرعاية الأولية تزويد الوالدين بتوصيات أساسية متعلقة باستراتيجيات إدارة السلوك.

ومع ذلك عندما تبدو المشكلات شديدة أو عندما لا تسفر التوصيات عن تحسن في سلوك الطفل، فقد تدعو الحاجة لإحالة الطفل وأسرته إلى اختصاصي صحة عقلية، وقد يساعد اختصاصي الصحة العقلية الأسرة في تصميم تدخلات سلوكية للمنزل وفي تقديم المشورة للمدرسة وفي إعانة الأسرة في العثور على مصادر المجتمع، وينبغي تطوير خطة علاج للاضطرابات المصاحبة ونزاعات الأسرة أو الضغوطات، وتحتوي معظم التدخلات السلوكية على آليات ضمنية لمراقبة سلوك الطفل.

ففي حالة التوصية بإضافة عقار دوائي أو تعديل جرعة دوائية، فقد يتمكن اختصاصي الصحة العقلية الذي يعمل مع طبيب الطفل من توظيف أنظمة مراقبة مخصصة للتدخل السلوكي، وذلك للمساعدة في تقرير فيما إذا كان التعديل في العلاج الدوائي يحسن من سلوك الطفل أم لا.

3- أدوار الاختصاصيين المساندين

قد تشترك مجموعة مختلفة من الاختصاصيين المساندين، في تشخيص وعلاج اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، يتضمن الاختصاصيون المساندون اختصاصي الطب العقلي واختصاصي طب الأعصاب للأطفال واختصاصي طب الأطفال التطوري، والأسباب الرئيسة لإشراك الاختصاصيين المساندين فتتمثل في وجود، معضلات تشخيصية أو علاجية، فعلى سبيل المثال يجب التفكير بالإحالة إلى الاختصاصي المساند التفكير في إجراء تشخيص جديد لاضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة لمراهق أو لطفل صغير جداً.

وكذلك الحال عندما يصاب طفل باضطراب طبي كبير مصاحب، من مثل نوبات الصرع الخارجة من السيطرة  أو متلازمة توريت أو عندما يصاب باضطراب انفعالي أو سلوكي مصاحب، مثل اضطراب كآبة كبير أو اضطراب سلوك، وكذلك عندما يصاب بإعاقة نمائية مصاحبة أو إعاقة حسية مصاحبة، أو من مستويات ضغوطات الأسرة أو نزاعاتها، بالنسبة للأطفال الذين لا يتمكنون من تناول الأدوية التي وصفها طبيب الرعاية الأولية في استخدامها.

فيمكن إحالتهم إلى اختصاصي مساند، إذ قد تتوافر في بعض مراكز الإحالة فرق متعددة الاختصاصات تتكون من مجموعة من الاختصاصيين النفسيين والمرشدين الاجتماعيين والتربويين والأطباء المساندين، وقد تستطيع هذه الفرق إجراء تقييم وعلاج حسن التنظيم والتنسيق لأكثر الحالات تعقيداً وصعوبة في العلاج.

وفي النهاية غالباً ما تستغرق الرعاية المقدمة من اختصاصيين مساندين وقتاً طويلاً كما أنها مكلفة أيضاً، وفقد تضطر الأسر إلى السفر لمسافة طويلة لرؤية اختصاصي مساند، مما يعسر عملية المتابعة والرعاية، وقد لا يكون اختصاصي مساند في مثل هذه الحالات على دراية بمصادر المجتمع أو المدرسة كي يرشد الأسرة إليها.


شارك المقالة: