تُعتبر العلاج الأسري الاستراتيجي أحد المناهج العلاجية الفعّالة التي تهدف إلى معالجة الصراعات الأسرية والمشكلات النفسية من خلال التركيز على الأنماط السلوكية والتفاعلات داخل الأسرة. ومن بين الأساليب المستخدمة في هذا النوع من العلاج، تبرز التدخلات المتناقضة، والتظاهر، وإعادة التسمية. فيما يلي سنستعرض هذه الأساليب وكيفية تطبيقها في السياق العلاجي.
أساليب التدخلات المتناقضة والتظاهر وإعادة التسمية في العلاج الأسري الاستراتيجي
أسلوب التدخلات المتناقضة
يستخدم المعالج الأسري الاستراتيجي أسلوب التدخلات المتناقضة للتعامل مع المعارضة التي تصدر من العميل وقت العلاج من أجل تحقيق التغير، يتم الإجراء بشكل غير مباشر، ويقوم به المعالج الأسري لإفساد قوة التصارع في العائلة، حيث يقوم المعالج الأسري الاستراتيجي بالطلب من العميل بتضخيم السلوك الصادر منه ويقوم أيضاً بالطلب من العائلة مهام متناقضة أو يُقدم المعالج مهام يعرف أنَّ العائلة ستقاومها.
يرى المعالج الأسري الاستراتيجي أنَّ العائلة ستتغير إلى الأفضل بسبب هذه المقاومة لأنَّه ستَمرّ عليها آراء جديدة، وقد يتخذ أعضاء العائلة آراء متعارضة لأعضاء آخرين، ممَّا يُحدِث نزاع بين الأعضاء، ويرى “هالي” أنَّ هذا النزاع مهم لانَّه يقوم بإضعاف النظام الحالي وحدوث تغير في النظام للوصول إلى نظام أفضل.
التظاهر في العلاج الأسري الاستراتيجي
يقوم المعالج الأسري الاستراتيجي في هذا الأسلوب بالطلب من الطفل بالادعاء أنَّه لديه مشكلة وهنا تقوم العائلة بتقديم العون للطفل للتخلص من المشكلة والهدف أنْ يدرك الطفل السلوك المشكل ولا ينحاز إليه؛ لكي تنشأ أنماط سلوكية تكيفية، ولكي تتخلى العائلة عن أنماطها السلوكية غير الملائمة.
يقوم المعالج الأسري الاستراتيجي باستخدام أسلوب التظاهر عندما يعتقد أنَّ السلوك المشكل له دور في العائلة، وأنَّ الادعاء وجود سلوك مَشكل يقوم بهذا الدور دون الحاجة لحدوث سلوك مَشكل حقيقي.
إعادة التسمية في العلاج الأسري الاستراتيجي
يقوم المعالج الأسري الاستراتيجي بتسمية كل ما يقوم به العميل أو أعضاء العائلة من مصطلحات جديدة، لكي لا يكون هناك مجال للنقد، ويغلق باب الإحساس بالذنب أمام أعضاء العائلة، حيث يعتبر التراجع والتأخر في العلاج على أنَّه تقدم، وفي أكثر الأحيان يقوم المعالج الأسري الاستراتيجي بعزو سلوكيات العائلة إلى أسباب جيدة، هذا ما يُسمى بالعزو النبيل.