إنّ الاكتئاب الصباحي يعد من أحد الأعراض التي يعاني منها العديد من الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الاكتئاب، قد يتكون لدى المصاب أعراض اكتئابية تكون أكثر حدّة في الصباح ممّا هي عليه في فترات ما بعد الظهر أو المساء، من الممكن أن تشمل هذه الأعراض الحزن الشديد والإحباط والغضب والإرهاق العام.
الاكتئاب الصباحي
يُعرف الاكتئاب الصباحي بتغيُّر الأعراض الاكتئابية بشكل يومي أو تغير المزاج اليومي، فهو لا يشبه الاكتئاب الموسمي، الذي يرتبط بالتغيُّرات في المواسم المختلفة كالشتاء والصيف، حيث اعتاد الخبراء على اعتبار الاكتئاب الصباحي بتشخيص سريري من تلقاء أنفسهم، لكنهم اعتبروه الآن أحد الأعراض المحتملة لمرض الاكتئاب.
أسباب الاكتئاب الصباحي
وجدت الدراسات التي أُجريت أنَّ الأشخاص المصابين بالاكتئاب قاموا بتعطيل إيقاعات الساعة البيولوجية، هذا الاختلال يعد أحد الأسباب الرئيسية للاكتئاب الصباحي، حيث يعمل الجسم على مدار الساعة ممّا يجعل المصاب يشعر بالنعاس في الليل ويكون أكثر يقظة ونشاط خلال النهار، تعرف دورة النوم والاستيقاظ الطبيعية هذه بإيقاع الساعة البيولوجية.
يقوم الإيقاع اليومي أو ساعة الجسم الطبيعية بتنظيم كل شيء من معدل ضربات القلب إلى درجة حرارة الجسم، كما يؤثر على الطاقة والتفكير واليقظة والمزاج، تساعد هذه الإيقاعات اليومية في الحفاظ على الحالة المزاجية المستقرة والبقاء بصحة جيدة وإيجابية، كما تساعد الإيقاعات بعض الهرمونات، مثل الكورتيزول و الميلاتونين الجسم على الاستعداد لأحداث معينة قد تحدث.
عندما تتعطل هذه الإيقاعات، يبدأ الجسم بإنتاج الهرمونات في الوقت غير المناسب من اليوم، هذا يمكن أن يكون له تأثير سلبي على الصحة البدنية و العاطفية والنفسية، مثلاً عندما يصنع الجسم الميلاتونين خلال النهار، قد يشعر الفرد بالتعب الشديد والانفعال والإرهاق.
العلاج بالضوء
يسمّى أيضاً بالعلاج الساطع والعلاج الضوئي، حيث من الممكن أن يساعد في علاج الأشخاص المصابين بالاكتئاب الصباحي، مع هذا النوع من العلاج، يمكن أن يجلس الفرد أو يعمل بالقرب من مربع العلاج بالضوء، حيث ينبعث من الصندوق الضوء الساطع الذي يعمل على محاكاة الضوء الطبيعي في الهواء الطلق، يُعتقد أنّ التعرض للضوء من الممكن أن يؤثر على المواد الكيميائية في الدماغ التي ترتبط بالمزاج.