تتشكل الأمراض النفسية التي يشتكي منها الكثير من الناس تبعاً للجنس والسن من القلق وانفصام الشخصية والنشاط الزائد والتوحد والاكتئاب، وتلعب دائرة العنف والحروب والفقر والبطالة وحرمان الفرد من أبسط حقوقه كالعيش الكريم والصحة بما فيها النفسية إضافة إلى ارتفاع معدلات الانتحار. وتُعد نقص الانسجام النفسي حالة نفسية من الأمراض المنتشرة والتي يصاب بها الفرد.
أسباب نقص الانسجام النفسي:
عدم استطاعة الفرد على تصحيح العاطفة هي ما توضح السبب في أن بعض المصابين بهذه الحالة هم أكثر استعداد لتنفيس التوتر الناتج عن الحالات العاطفية الغير سارة عن طريق القيام بأفعال متهورة أو سلوكيات قهرية مثل الشراهة عند تناول الطعام، تعاطي المخدرات، انحراف في السلوك الجنسي، أو فقدان الشهية العصبي. والفشل لتنظيم العواطف معرفياً قد يؤدي إلى ارتفاعات طويلة من النظام العصبي المستقل وأنظمة الغدد الصم العصبية التي يمكن أن تؤدي إلى الأمراض الجسمية.
أثبتت ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ لهذه الحالة أساس وراثي، ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ أن ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ لديهم ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻭﺭﺍﺛﻲ ﻟﻺﺻﺎﺑﺔ بالأليكسيثايميا، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﻭﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﺤﻴﺎﺗﻴﺔ ﻟﻠﻔﺮﺩ ﺗﻠﻌﺐ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻓﻲ ﺍﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﻬﺎ، ولا سيما ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ وﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ وﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ.
ومن ناحية أخرى، فقد ﺃثبتت ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺒﻜﺮﺓ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﺣﺘﻤﺎﻝ ﻭﺟﻮﺩ ﻋﺠﺰ ﻧﺼﻔﻲ ﻓﻲ ﻧﻘﻞ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻴﺔ بشكل صحيح ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﺍﻷﻳﻤﻦ للدماغ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﻓﻲ النصف الأيسر، ﻛﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻧﺨﻔﺎﺽ ﺍﻟﻘﺸﺮﺓ ﺍﻟﺤﺰﺍﻣﻴﺔ ﺍﻷﻣﺎﻣﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺬﻱ يلاحظ غالباً لدى ﺍﻟﻤﺮﺿﻰ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ عانوا ﻣﻦ ﺳﻮﺀ ﺍﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ.
تشخيص نقص الانسجام النفسي:
أجمع الأطباء لعلاج هذه الظاهرة أنه لا بد من التشخيص الأولي للحالة هل متلازمة الفقدان العاطفي نتجت بسبب تخلف عقلي أو حالة التوحد أم بسبب اضطراب معين مثل الفصام أو الصدمة، فلا بد من تحديد نوع الاضطراب والتعامل معها تبعاً لنوع الاضطراب فمثلاً لو نتجت عن الصدمة الحادة لا بد من استخدام التقنية العلاجية نقص الحساسية التدريجي التي تسمح للحالة بعرض المواقف والأحداث الأكثر حدة وصعوبة بحياته من خلال تسجيلها في قائمة والتعبير وتسجيل المشاعر المرافقة لهذه الأحداث.