اقرأ في هذا المقال
لا يملك جميع البشر مقدار درجة القناعة التي تمنعه من القيام بسلوك غير سوي لتعزيز رغبة معيّنة، فالبعض يشعر بالحاجة إلى الحنان أو الحاجة إلى الرعاية أو الحاجة إلى الصدق بسبب نقص الإشباع فيها، فيقوم بافتعال بعض الأمور غير السويّة التي تسبّب له العديد من المشاكل النفسية والسلوكية، وهنا يأتي دور العملية الإرشادية في محاولة تعزيز الجانب الإيجابي لدى المسترشد في محاولة مواجهة هذا النقص من خلال الإشباع.
كيف يستخدم أسلوب الإشباع في الإرشاد النفسي؟
لا يستخدم أسلوب الإشباع كوسيلة شائعة في الإرشاد النفسي، ولكنه يعتبر أحد الأساليب التي يمكن من خلالها أن يفقد المسترشد قيمة المعزّز وبالتالي يصبح أمراً عادياً غير مؤثر، ويعتبر أسلوب الإشباع من الأساليب التي تستخدم بطريقة حذرة من قبل المرشد حيث يقوم بإعطاء المسترشد كميّة كبيرة من المعزز الذي سبّب المشكلة الإرشادية لفترة زمنية معينة، وهذا الأمر يؤدي إلى فقدان المعززات للقيمة التعزيزية، ويستخدم هذا الأسلوب بصورة مختصرة من قبل المسترشدين المهرة فقط.
أسلوب الإشباع كأسلوب إنساني في الإرشاد النفسي:
على الرغم من المخاطرة التي يمكن أن تحصل نتيجة استخدام أسلوب الإشباع الإرشادي، إلا أنه يعتبر أسلوباً يميل إلى الأخلاق أكثر من أسلوب الحرمان أو السجن أو التوبيخ المبالغ فيه لترك عادة أو أسلوب سلبي، ويمكن أن يستخدم أسلوب الإشباع في حالات السرقة أو ما يتعلّق بمواضيع الإدمان بصورة رئيسية؛ كون المسترشد في هذه الحالات يعاني من نقص معيّن في شخصيته ويحاول تعويضه باستخدام أساليب ملتوية غير مقبولة لا في القانون ولا في العادات والتقاليد.
إنّ المرشد من خلال الأسلوب الإرشادي هذا يستطيع أن يعالج الكثير من المشاكل النفسية التي يعاني منها المسترشد وبطريقة هادفة ودون أي أضرار نفسية محرجة له، حيث يقوم على إشباع المسترشد من المعزّز الذي يشعر أنه بحاجة إليه، والذي قام على تغيير نمط شخصيته بصورة غير منطقية ولا مقبولة بصورة مقبولة تجعل من المشكلة الإرشادية أمراً يمكن تجاوزه واستيعابه بشكل راقي وإنساني ويحمل في ثناياه الكثير من معاني الإنسانية التي يعمل عليها علم الإرشاد النفسي بصورة رئيسية، ولا يمكن أن ينسى المرشد الجيّد مقدار استخدامه لهذا الأسلوب الإرشادي.