على الرعم من أنّ علم الإرشاد النفسي أصبح علماً ذو شهرة كبيرة واستخداماً واسعاً بين جميع فئات وثقافات العالم، إلّا أنّ هناك العديد من الأساليب الإرشادية التي تمّ استخدامها في القرون القديمة والتي لا تزال تستخدم حتى يومنا هذا، ولعلّ أبرز هذه الأساليب الإرشادية هو أسلوب الحوار السقراطي الذي يقوم على إدارة حوار هادف بين طرفين بتمّ من خلاله تناول مشكلة جدلية ومناقشتها وتحليلها وذكر أبرز الحلول الممكنة لها، وهذا الأسلوب لا يزال مستخدما في علم الإرشاد النفس إلى يومنا هذا، فما هي آلية استخدام أسلوب الحوار السقراطي في الإرشاد النفسي؟
ما هي آلية استخدام أسلوب الحوار السقراطي في الإرشاد النفسي؟
1. الإيمان المطلق بأن الحوار هو شكل من أشكال التفكير
للحوار أهمية بالغة في حياتنا اليومية فهي تفنّد الأفكار والمعتدقات التي نؤمن بها وتبيّن حقيقتها، ولعلّ طريقة التفكير التي نرى من خلالا الأشياء صحيحة أو غير صحيحة، ولكن لا يمكن الجزم بها إلّا من خلال إدارة حوار بنّاء يقوم على أساس من المنطق والتحليل الموضوعي للحدث المراد نقاشه، فإن أدرك المسترشد أن الحوار هو وسيلة مشروعة لإثبات وجهات النظر الصحيحة وفق نظرية المنطق بعيداً عن نظرية الأقوى، فلا بدّ وأن يستشعر المسرشد حقيقة المشكلة النفسية أو الاضطراب الذي يشعر به ولا يزال يعتقد بأنه عادياً على الرغم من أنه ليس عادي.
2. الحجة والدليل هما أساس الحوار السقراطي
يقوم أسلوب الحوار السقراطي على أساس استخدام المرشد لأسلوب الحجّة والدليل، إذ يقوم المرشد النفسي بإثارة موضوع جدلي يرغب في إثبات خطأ المسترشد فيه، ويكون هو والمسترشد طرفي هذا الحوار السقراطي وهنا يقوم المرشد بطرح المشكلة وتجهيز ما يلزم من وجهات نظر ليثبت أنّ ما يفكّر به المسترشد وما يعتقده فيما يخصّ هذا الأمر هو غير صحيح، علماً أنّ هذا الأسلوب الإرشادي يقوم على أساس من استشعار المشكلة النفسية في مجال ما يعتقد بأنّ المسترشد غير مقتنع به، فيتقمّص المرشد النفسي دور الناصح القادر على إثبات السلبيات ويقوم على إثبات وجهة نظرة بصورة صحيحة إيجابية، وبالتالي تظهر بوادر التغيير في شخصية المسترشد بصورة سريعة.