أسلوب المقصد المتناقض في الإرشاد النفسي

اقرأ في هذا المقال


علم الإرشاد النفسي علم متطوّر قادر على مواكبة التنامي السكاني الكبير وتطوّر وسائل التكنولوجيا وازدياد نسبة الفقر والبطالة والعديد من الظواهر الاجتماعية التي ازدادت بصورة كبيرة، وهذا التطوّر الكبير في العلم قابله أيضاً تنوّع كبير في المشاكل النفسية التي يعاني منها أفراد المجتمع، ولكن علم الإرشاد النفسي قادر على مواكبة هذا التطوّر المتسارع من خلال قراءة المشهد العام قراءة تحليلية فاحصة، ولعلّ أسلوب المقصد النتناقض من الأساليب الإرشادية المستخدمة بصورة قليلة ولكنّها ضرورية لتثبت بعض وجهات النظر الصحيحة.

آلية استخدام أسلوب المقصد المتناقض في الإرشاد النفسي

1. القدرة على إقناع المسترشد بحقيقة المتناقضات الفكرية لديه

يعيش العديد من المسترشدون نظريات لا يملكون الجرأة أن يناقشوها مع أي احد تقوم على مبادئ وأفكار غريبة وغير واقعية، والمنطلق العام لهذه النظريات والأفكار هو عدم القدرة على التفكير الإبداعي بصورة منطقية واقعية مما يجعلهم عرضة للسخرية الفكرية وبالتالي العزلة أو اللجوء إلى الصمت خوفاً من إخفاقات أخرى تصل في ميادين المعرفة.

فالمسترشدون الذين يلجؤون إلى الإرشاد النفسي عادة ما يشعرون بوجود تناقضات حقيقية في شخصيته ولا يدركون كيفية الحياد او الحصول على الإجابات الصحيحة، حيث يقوم المرشد النفسي باستخدام أسلوب المقصد المتناقض في شرح كيفية التفكير المنطقي للفرد والحالة التي يجب أن يكون عليها.

2. الحديث عن حقائق الأشياء والواقع الصحيح للعيش المسترك

من خلال أسلوب المقصد النتناقض المستخدم في الإرشاد النفسي عندما يشعر المسترشد بأنه غير قادر على تحديد متطلباته وأهدافه، يمكن للمرشد النفسي أن يتحدّث عن حقائق وإحصائيات حقيقية تقريبية تضع المسترشد في واقع وحقيقة الأمور والأشياء التي تحصل في العالم، وأنّ المسترشد هو جزء حقيقي موجود من هذا العالم ويمكنه من خلال التفكير والسلوك الإيجابي أن يكون جزءاً من هذا العالم.

ولا يمكن للمسترشد أن يكون واقعياً ما لم يتفاعل ويقبل بمتطلبات هذا الأسلوب الإرشادي، وإلا فإن طريقة التفكير اللاحقة والسابقة له ستكون وسيلة يمكن من خلالها الاعتقاد بالتفوّق الفكري على الآخرين والإصرار على الأفكار القديمة، ولعلّ الإرشاد النفسي من خلال هذا الأسلب الإرشادي يخفّف كثيراً من الاعتقادات السلبية لدى المسترشدين.


شارك المقالة: