من الطبيعي أن يكون لكلّ فرد من أفراد المجتمع مجموعة من الأفكار والمعتقدات التي تعمل على تحديد نمط شخصيته، وهذه الشخصية تعتمد مجموعة من القواعد الفكرية والنفسية والفلسفية والسلوكية التي يصعب أن تتغيّر كونها من المعتقدات الثابتة التي تتطوّر وتنمو ولكن من الصعب أن تتغيّر ما لم يثبت العكس، ولعلّ المدخل الذي يعتمده المرشد النفسي في التعامل مع المسترشدين هو محاولة إيجاد مدخل يقوم من خلاله في تغيير بعض القواعد غير الصحيحة.
آلية تطبيق أسلوب تغيير القواعد في الإرشاد النفسي
1. تحديد القواعد والمعتقدات الخاطئة لدى المسترشد
من خلال المقابلات الإرشادية التي تعتبر صلب علم الإرشاد النفسي وكذلك الاختبارات والمقاييس التي يقوم المرشد النفسي باستخدامها لجمع المعلومات حول شخصية المسترشد، يقوم المرشد النفسي بتحديد مجموعة من المعتقدات والقواعد العامة والخاصة التي يؤمن بها المسترشد والتي تعمل على خلق المشكلة النفسية التي يعاني منها المسترشد، الأمر الذي من شأنه أن يزيد من الاختلالات الفكرية لديه وتطوّرهان فعندما يتمّ تحديد هذه الاختلالات يقوم المرشد النفسي بمحاولة استعراض هذه المشكلات أمام المسترشد ومعرفة مدى تقبّله لتغييرها، ويقوم بذكر العديد من الأمثلة والبراهين التي من شأنها تغيير مجموعة القواعد الفكرية السلبية لدى المسترشد.
2. إدخال مجموعة من الأفكار والعمل عل بناء قواعد فكرية جديدة
بعد أن يقوم المرشد النفسي بتحديد القواعد الفكرية والنفسية السلبية التي تعمل على هدم أفكار المسترشد، يعمل بعد ذلك على خلق مجموعة من الأفكار البنّاءة التي يرى أنها تتناسب وطبيعة المسترشد ومدى تكيّفه مع طبيعة هذه القواعد، وبعد ذلك يعمل على صقل هذه القواعد الفكرية ورفدها بمجموعة من الأفكار والمعتقدات التي لا يصحّ تجاوزها أو الاستغناء عنها على المدى البعيد، بحيث يصبح لدى المسترشد يقين بأنّ هذه القواعد الفكرية تمثّله بصورة ما، ولا يقبل تجاوزها أو الاستغناء عنها على المدى البعيد.
لا بدّ وأن يكون المرشد النفسي قادراً على معرفة المدخل الفكري والنفسي المناسب الذي يقوده إلى ترك الإرث الفكري القديم استبداله بفكر نيّر منطقي لا يقبل الشك، وهذا الأمر على الرغم من صعوبته وحاجته إلى الكثير من الوقت والجهد إلا أنه كافٍ لتغيير العديد من المعتقدات الفكرية الخاطئة.