أشكال التربية البدائية ومراحلها:
كانت التربية البدائية عن طريق ممارسة الفرد للعادات و التقاليد والمعتقدات، وكان ذلك يمر بمراحل، ولكل مرحلة شكلها الخاص سنذكرها فيما يلي:
التربية البدائية في مرحلة الولادة:
في هذه المرحلة يبقى الفرد في حضن أمه، وفي هذه الحالة يكون للفرد بيئته المستقلة، ولا تحقق بذلك الاندماج بالمجتمع الذي ينتمي إليه.
التربية البدائية في مرحلة البلوغ:
في هذه المرحلة يخضع الفرد لطقوس جديدة تحقق له الاندماج بالمجتمع الذي ينتمي إليه، فهي طقوس تغير الفرد تغييراً كاملاً، وتلخص وجوده بالمجتمع تلخيصاً كاملاً، كأنه وُلد من جديد. وهذه الطقوس يضعها شيوخ القبيلة والجماعات فيها، وهم من يقوموا بمراقبة الحفاظ على تلك المعتقدات والطقوس التقليدية.
ومن أشكال ممارسة هذه الطقوس:
- يخضع الفرد في البداية إلى تجارب قاسية، مثل: الصمت لفترة محددة والصوم والخضوع.
- تلقينهم تعليمات سرية يعرفون من خلالها تقاليدهم المخفية والمركبة، حيث أن الكثير من الباحثين يروا أن هذه التجارب التي يمر بها الفرد لديهم مهمة وضرورية بما يناسب حياتهم ومتطلباتها، كالغذاء الذي يحتاج الكثير من الجهد والتعب و الإرادة القوية.
فالأصل في هذه التجارب في نظر شيوخ القبيلة والجماعات الذين يشرفون على ممارستها هو أنها حالة روحية تُخلق لدى المتدربين، وأساس هذه الحالة المُستهدَفة هي احترام المعتقدات التي هي نواة أو ركيزة لحياتهم والعزيمة القوية في الحفاظ عليها.
- التدريب بعدها على اللغة المشتركة في الجماعات واستخدام الأدوات سواء كان بسيط أو معقد.
- ممارسة الأعمال المهمة لضروريات حياتهم، مع أن هذه الأعمال كانت موجودة لديهم منذ الصغر، حيث كانوا يشاركونها مع الكبار بصورة عفوية دون توجيه، مثل: الصيد، أعمال القطاف، الزراعة، لكن هنا لا يوجد حدود بين التدريب المهني والتدريب على الطقوس، فكلها مدمجة معاً دون تخطيط.
- ممارسة بعض الصناعات التي يدخل فيها شيء من السحر، وهذه الصناعات يشرف عليها جماعة مغلقة سرية تشبه جماعات السحرة، ولا يمكن الدخول إليها ومعرفة ما فيها إلا عند ممارسة طقوس خاصة، مثل: صناعة الأسلحة والنار والمعادن التي هي من أهم الصناعات السرية والسحرية، ثم بعدها يخضعون للامتحانات.